آخر تحديث :الاثنين 03 مارس 2025 - الساعة:20:42:07
محطات مشرقة من سيرة القائد الذي واجه الخُذلان دون يأس
(تقرير/ م. جمال باهرمز)

العميد / أحمد صالح عمير الكلوي من مواليد (منطقة رمان ـ وادي ضراء الأعلى - مديرية نصاب 1946 ) تزوج في 1964 ميلادية ، وأب لتسعة من الأبناء وست من البنات, ترعرع في قرية رمان منذ نعومة أظفاره وكان نشيطاً وطائعاً للوالدين ويُضرب به المثل في شباب عصره ...فراسة وشجاعة وكرم ورماية ، التحق في مارس 1965 – 1969 بالجيش وخرج من الجيش عريف ومرشحاً لدورة ضابط لنباهته وسرعة تمكنه وتعليمه.

لكن ظروف العيش والبحث عن لقمة العيش لأسرته أرغمته على السفر خارج الوطن، فسافر إلى السعودية 1970 ومكث بالغربة عشرة أشهر ولكن سرعان ما اشتاق لوطنه وعدم رغبته في العيش ببلاد الغربة وعاد وهو يحمل همّ لقمة العيش لأسرته ورغبته في العودة لخدمة وطنه، وفي 1972 عاد للقوات الشعبية وبعد مدة ليست بالطويلة تحصل على : ( قائد فئة القوات الشعبية)، ثم بعدها قائد سرية قوات شعبية، 1973 التحق بدورة في مدرسة عمر علي (وهي مدرسة الجلاء) عدن، بالقرب من صلاح الدين حيث كان طاقم التدريس بالمدرسة هذه طاقماً كوبياً، 1974- 1978 تقلد منصب قائد كتيبه مستقلة مليشيا مديرية نصاب برتبة نقيب، 1979 قائد فرقة الكوماندوز في مرخة وبيحان لمدة ستة شهور برتبة نقيب، 1980 طلب الانتقال من السلك العسكري إلى عمل مدني وتم تلبية طلبه وأعطي له مديراً لمزرعة الإكثار مديرية نصاب (الواقعة اليوم في الكرموم نصاب)، 1982-1985 مديراً لمزرعة لصاليب نصاب وكانت أفضل المزارع وعمالها أفضل المزارعين، وخدمت الكثير من المحافظات الجنوبية بالخضروات والفواكه والقمح وغيرها من المحاصيل الزراعية الأخرى، 1985 تم ترقيته إلى نائب مدير التعاونية الزراعية نصاب، عاد إلى السلك العسكري بعد إلحاح الكثيرين من القادة والمسؤولين آنذاك، وأعطي له منصب قائد شرطة النجدة في محافظة شبوة في يونيو 1986 برتبة رائد، ثم تم ترشيحه ضمن دورة القادة والأركان في جمهورية اليمن الديمقرطية الشعبية آنذاك لدورة قادة وأركان إلى أكاديمية الشرطة في روسيا لمدة سنة 1989م، ولحاجة مديرية نصاب لأحد أبنائها يقود أمنها تم ترشيحه لقيادة أمن المديرية في 1988 وبعد تحقيق الوحدة اليمنية 1990 بقي على منصبه مدير أمن مديرية نصاب إلى 1992، 1993 قائد أمن مديرية الصعيد برتبة مقدم، وبعد حرب صيف 1994 قرر ترك العمل لفترة وأخذ راحة لكن مشايخ القبائل وكبار المسؤولين بالمحافظة والوزارة الذين يعرفون حنكته وقيادته للنجدة أصروا على عودته لمنصبه السابق قائداً لفرع النجدة بالمحافظة، 1997 استدعي للعمل قائداً لفرع النجدة محافظة شبوة ومكث قائداً للنجدة بالمحافظة منذ 1997م إلى 17 نوفمبر2006م، في 18 نوفمبر2006 تم نقله وتعيينه قائداً لفرع النجدة محافظة البيضاء برتبة عقيد، في نوفمبر 2007 تم تعيينه مديراً لأمن محافظة لحج برتبة عميد ومكث هناك سنه وستة شهور.

وفي إبريل 2009 تم تحويله رئيساً لأركان حرب النجدة بالجمهورية لرفضه قمع مسيرات الحراك الجنوبي في مديريات ردفان، والعمل في صنعاء برتبة عميد ركن وبقي في هذا العمل إلى أن تم تعيينه في منصبه الجديد مديراً لأمن شبوة في 29 يونيو2012م وكانت آخر محطاته بعد تعيين لمدير الأمن الأخ القائد أحمد عوض الدحبول.

مواقف مشرفة

استمر في قيادة الأمن لمدة سنتين قام فيها بجهود عظيمة لحفظ الأمن بالمحافظة وكذلك إصلاح ذات البين والحفاظ على التظاهرات السلمية لحراك الجنوبي وقد رُفِعت أعلام الجنوب في عهده في كل المرافق دون خوف من أحد ، ولكن قوى النفوذ والفساد لا تحبذا الناس المخلصة ولأنه مؤيد للحراك الجنوبي بكل قوة وأيضاً وقوفه بكل صلابة ضد الأعمال التخريبية التي كانت تتكرر من وقت لآخر لتفجير أنابيب الغاز والنفط في المحافظة فقد كانت له مواقف مشرفة ومنها:

الموقف الأول: حضر اجتماعاً في مقر الشركة اليمنية للغاز الطبيعي المسال في بالحاف وحضر ذلك الاجتماع قائد محور عتق ومحافظ المحافظة وممثلين من السلطة المحلية ، والطرف الآخر إدارة الشركة ، وكان اللقاء ساخناً واشتد فيه الخلاف والنقاش وتكلم العميد (عمير) بكل مصداقية وقال :  ليس هناك إرهابيين يفجرون أنابيب النفط والغاز.. إنني أوجه الاتهام للحماية العسكرية وعلى رأسهم قائد المحور آنذاك العميد الجماعي وكذلك لوبي داخل الشركة نفسها والدليل أن الشركة تأتيها تهديدات ويعلنون أنه سيكون عمل إرهابي لتفجير أنبوب الغاز في مربع الفلاني - مثلاً مربع 146 - وسيتم التفجير خلال 48 ساعة ولم تكن الصدفة هي من تتلكم وإنما المؤامرة المعدة مسبقاَ هي من تقول الحقيقة ، ففي ذلك اليوم الذي أتى البلاغ للشركة أنه سيكون تفجير في مربع 146 وجد أحد المواطنين سيارة فيها ثلاثة أشخاص وسألهم من أنتم؟  قالوا :" نحن أصحاب الصيانة" والأطقم العسكرية تحركت في نفس الليلة إلى أمام بيت قائد المحور في عتق وتركت حماية الأنبوب وبعد ذلك صار الانفجار! ... هنا تساءل العميد عمير وقال : لماذا لم تأخذ الشركة احتياطاتها في ذلك المربع؟! ولماذا تم سحب الأطقم العسكرية من ذلك الموقع؟ وصمتوا جميعاً ولا أحد رد على تلك الاتهامات.. ثم قال : إن حاميها حراميها! .. ووجه اتهامه للقيادة السكرية لحماية الأنبوب ، وكذلك الشركة نفسها تعلم بذلك لأنهم مستفيدين من أسابيع الصيانة وكل عمل تخريبي تتحمله الحكومة اليمنية ، ونشر ذلك الكلام كاملا في حينه في وسائل الإعلام ولم يردّ أحد على تلك الاتهامات لا القيادة العسكرية ولا إدارة الشركة ، وهذا يدل على ضلوعهم في تلك الأعمال التخريبية والتي كانوا يتهمون فيها جهات إرهابية في حين أن الإرهاب هم من يقوم به.

ومن هنا ومن خلال تلك المواقف التي تبناها العميد عمير سواء تأييده المطلق للحراك الجنوبي ووقوفه وحمايته لهم ، وأيضا وقوفه ضد الأعمال التخريبية والفاسدين في المحافظة  كل ذلك لم يروق للمتآمرين والفاسدين وأهل النفوذ ، وحاولوا بكل الطرق لتغييره وكان لهم ذلك ، وتمت إقالته من عمله الأمني كمدير للأمن ولكنه لم يترك خدمه أهله وناسه في شبوة وقام بحل الكثير من المشاكل القبيلة والخلافات المتنوعة وإصلاح ذات البين حيث له باع طويل في هذا الجانب.

 

الموقف الثاني: حين نادى منادي الوطن والعرض والشرف والجهاد ضد الغزو الجديد الحوثي وأعوانه ، تحرك إلى بيحان مع الأوائل وكان على رأس قيادة المقاومة إلى جانب الشيخ بن عشيم والشيخ صالح بن فريد والشيخ عبدالعزيز الجفري والشيخ عبدالله لسود النسي ومشايخ المصعبين وبلحارث وجميع القبائل الأخرى وغيرهم من القادة الميدانيين والعسكريين ، والتفت حولهم أبناء شبوة من كل حدب وصوب ودخلت المقاومة في أول يوم إلى النقوب بيحان واستشهد في ذلك اليوم 14 شهيداً والعديد من الجرحى ، في حين أن هناك قتلى الحوثي وأعوانهم بالعشرات ، ولأن القوة بين الطرفين غير متكافئة وقوة العدو هي قوة جيش مدرب وقوة المقاومة أسلحة بسيطة ولكن مع ذلك استمروا قرابة الشهرين مرابطين إلى أن تم استهداف المقاومة بالغلط من طيران التحالف في الصفراء ، وتم تدمير ثلاثة أطقم والتي كانت تابعة للشيخ الجفري ، واستمر القصف بالغلط إلى الجفعية والمقاومة تنسحب ، ومنها تمكن العدو من التقدم خطوة خطوة  من بيحان إلى الصفراء والسليم ثم مرخة والسلف وجولة نصاب ، وفي كل منطقة تكبد الحوثي وأعوانه خسائر كبيرة وقتلاهم بالعشرات وكذلك استمرار المعارك في المناطق الأخرى في المصينعة ووادي سرع ومفرق الصعيد والضلعة وقرن السوداء وغيرها من أرض لقموش الذي تكبد العدو فيها خسائر بشرية ومادية وفقدوا العشرات من أفرادهم وعتادهم.

ثم بعد ذلك تم استدعاءه إلى الرياض وغادر لمدة ثلاثة أشهر ثم عاد إلى أرض الوطن وبعد إلحاح شديد من قيادة المقاومة في المحافظة وعلى رأسهم الشيخ صالح بن فريد والشيخ عوض عشيم والشيخ علي محسن السليماني وكذلك قيادة الحراك الجنوبي والمحافظ الراحل عبدالله النسي رحمه الله تم إقناع العميد عمير وتعيينه مديرا لأمن المحافظة للمرة الثانية  في17 أغسطس 2015 ، واستمر في قيادة المحافظة لمدة تسعة أشهر ونصف وتم الخذلان والإهمال للأمن في هذه الفترة من حكومة الشرعية وتمت إقالته في 31 مايو 2016 دون أن تقدم الحكومة ووزارة الداخلية أي دعم يذكر ولا رواتب لأفراد الأمن والمستجدين والذين تم اعتمادهم على فترتين ، المرحلة الأولى تم اعتماد 3800 جندي مستجد ، والمرحلة الثانية 4000 جندي من قبل الرئيس شخصياً ويشكر على ذلك ، لكن للأسف وزارة الداخلية بعد جهود عمير الشخصية وصبره وتحمله ملايين ولازالت إلى اليوم فوق ظهره كانت المكافأة من رئيس الوزراء ووزير الداخلية إقالته عن العمل كجائزة له عن جهوده التي قام بها ويشهد عليها الجميع وتخرّج دفعة من الأمن العام وعددهم 500 جندي مدرب من الأمن  ، ويقول العميد عمير : "... ولكن هي مناصب تتقاسمها أحزاب وتدعمها قوى نفوذ في موطن القرار أما نحن مستقلون لم نكن تحت مظلة حزب معين فحزبنا شبوة أولاً وأخيراً.. ".

وها نحن اليوم في محافظتنا سواء بمنصب أو بدونه سنقف ضد من تسوّل له نفسه المساس بأمننا وعرضنا وأرضنا وإن شاء الله قريب تتحرر ما تبقى من مناطق بيحان ولو نملك الدعم لمساعدة الرجال الصامدة هناك ما تأخرنا طرفة عين ولكن سندعمهم بدمائنا ورجالنا ونحن جنود شبوة والجنوب عامة حيثما كنا وحيثما يكون الجنوب.

من المواقف له أيضاً

أسس فرع شرطة النجدة في شبوة وكانت قوات النجدة في شبوة يضرب بها المثل في التعامل مع المواطنين وضبط الأمن وذلك احتراما لقائدهم الذي دربهم على الأخلاق الفاضلة ومعاملة المواطنين بكل أدب وأخلاق و
أسهم في حل الكثير من الخلافات القبلية والمشاكل المتنوعة وإصلاح ذات البين ومن تلك القضايا قضايا دماء وثارات بين القبائل ومشاكل على أراضي وأخرى أسرية وغيرها وكان له الدور الفعال في إخماد الكثير من تلك المشاكل ومع أنه رجل أمن وعسكري إلا أنه أيضاً شيخ ومرجع قبلي تسرح الأحكام العرفية من بيته ويصلح في ذات البين وله القبول بين الناس في تلك المواقف.

مواقفه المشرفة كثيرة في البيضاء أثناء قيادته لفرع النجدة بالبيضاء ، وكانت قبائل ورجال البيضاء تحترم القائد عمير لأنه رجل دولة ورجل يحب الخير ويصلح بين القبائل والمتخاصمين ومن تلك المواقف في إصلاح ذات البين أتى إليه - على سبيل المثال وليس الحصر - أحد رجال البيضاء وبلّغ عن غريمه الذي عنده له مليون ريال وأتى هو وغريمه إلى عند القائد عمير فقال الرجل الذي له الدين : " يا مدير هذا عنده لي مليون ريال والوعد انتهى وهارب عليّ ما سداد دَينه " فقال لمن عنده الدين : "ولماذا لم تسدد المبلغ؟ " فقال : "إن ظروفي قاسية ولم أستطع أجمع إلا  600 ألف ريال من المبلغ والباقي أريد فيها وعداَ واضمن عليّ أنت يا فندم عمير ، وإن لم آتِ بها فاسجني " فقال عمير لصاحب الفلوس : " خذ هذا المبلغ الآن - يقصد الـ 600 الألف-  والباقي نطلب منك شهرين لصاحبك" ، فقام الرجل وحلف ما يعطي دقيقة واحدة ، عندها غضب القائد عمير وأخذ ال600 الألف وقال لصاحب الفلوس : " هذا المبلغ الموجود خذه والباقي ، هذا مفتاح سيارتي خذها معك حتى يسدد لك المتبقي من المليون الـ 400 الألف"  وكانوا أهل البيضاء أهل كرم وشهامة فقال الرجل : " والله ما تكون أكرم مني لصاحبي وأني أشهدك أنت والحاضرين جميعاً أني سامحته بالمليون كله احترماً لكرمك وشهامتك يا فندم!! "  فقالوا له أقل شيء خذ المبلغ الموجود! ، فقال : " أنا حلفت أني سامحت صاحبي بسبب كرم هذا العولقي الأصيل ".

مواقف في لحج

له محطات ومواقف شرف كثيرة يذكرها أهل الضالع ولحج ويافع وردفان إلى اليوم وستظل خالدة بين أجيال اليوم والغد ، تلك المواقف المشرفة التي سطرها بضمير جنوبي حيّ نعم.. فخلال قيادته لأمن لحج سمح للمظاهرات السلمية للحراك الجنوبية برفع أعلام الجنوب في وسط الحوطة عاصمة لحج فقد جمع جنوده ( الأمن العام والقوات الخاصة والنجدة) وحاضرهم بمحاضرة قوية وقال لهم : " عندكم توجيهات مني وأنا مسؤول عليها كمدير لأمن لحج لا أحد يعترض مسيرات الحراك الجنوبي بل وعليكم حمايتهم في مناسباتهم وفي مظاهراتهم ولا أحد يعترضهم إلا من يخل بالأمن أو يعتدي على الممتلكات الخاصة والعامة هنا لا ترحموا أي مخرب أو فاسد يريد يدمر ويخرب المصالح العامة والخاصة وبعد ذلك رفعت الأعلام واشتدت مظاهرات الحراك السلمي بحماية من الأمن وقائده ".

 

من المواقف له في لحج أيضاً فقد قدمت محكمة لحج 50 ملف لقضايا مختلفة في طور الباحة وأغلب تلك القضايا قضايا جنائية فهؤلاء الجناة قتلوا مواطنين وجنود وطلبت المحكمة من الأمن القبض عليهم وتقديمهم للقضاء ، ومن هنا تحرك رجال الأمن للقيام بدورهم في القبض على هؤلاء الجناة وأُعطيت التعليمات للجنود بحماية عاصمة مركز العاصمة في طور الباحة والقبض على أي واحد من أولئك الجناة ، وأثناء قيام رجال الأمن بدورهم قبضوا على أحد الجناة وأخذوه يريدون به سجن الحوطة ، فحاول الهرب وأخذ سلاح أحد الجنود ودفاعاً عن أنفسهم البقية أطلقوا عليه النار وأُصيب حينها ، وتم إسعافه إلى مستشفى ابن خلدون وبعد هذا الحادثة قامت قبائل المنطقة وهجموا على ثلاثة أطقم كانت تلك الأطقم حماية مع مقاول في الطريق وأخذوا اثنين أطقم وتمكن الثالث من الهرب وأتى طقم رابع لتعزيزهم ولكن مجاميع القبائل حاولت الإمساك بالطقم إلا أن أحد المشايخ أخذ الطقم والجنود الثمانية إلى بيته لحمايتهم وطلب منهم أن لا يقومون بأي مواجهه  وأنهم تحت حمايته ، فقامت القبائل وحوطوا على بيت ذلك الشيخ وتفاقمت المشكلة حتى أرسل الرئيس علي عبدالله صالح خمس لجان ، لجنة وراء لجنة لحل القضية ولم يصلوا إلى حل ، ثم اتصل الرئيس بالعميد عمير وقال له سلموا الطقم والثمانية الأفراد للنيابة واسجنوهم ، فقال له عمير رافضاً : " لن نسلمهم للنيابة فهم في مهمة وطنية وأتوا يعززون زملائهم وأنتم بهذه القرارات تحتقرون الجندي وهيبة الأمن" ثم قال عمير أيضا : " هناك أكثر من 26 سجيناً عسكرياً منهم ثلاثة ضباط وأربعه مساعدين والبقية جنود ولهم ستة أشهر مساجين على قضايا مختلفة ولم ينظر لهم القضاء أبداً فلن نسلم هؤلاء"   فقال له الرئيس : " طيب سلموا لهم أصحابهم - يقصد بعض المساجين - ويسلمون لكم الطقم وأفراده" ، وخلاصة الموقف أنه لم يستمع لتوجيهات الرئيس ولم يتنازل عن جنوده وهم في مهمة وطنية.

والموقف الأكثر شهرة وصلابة والذي وقف فيه العميد عمير مع أبناء مديريات ردفان وما جاورها بشكل خاص وأبناء الجنوب بشكل عام ذلك الموقف المشرف الذي يذكره اليوم والأمس وسيذكرونه جيل الغد وكل جنوبي أصيل وهو رفضه قمع مسيرات الحراك الجنوبي ورفضه لتوجيهات صنعاء وتوجيهات الرئيس علي عبدالله صالح شخصيا حيث كان هناك قطاع بين مديرية حالمين ومديرية الحبيلين ومظاهرات هنا وهناك واجتمعت اللجنة الأمنية وخلال الاجتماع قال قائد اللواء محمد حيدر السنحاني قال سوف نقصف منطقة الثمير في الحبيلين وذلك لأنه ادعى أنهم يطلقون النار في الليل فسأله العميد عمير : " هل يضربونكم؟ " فقال : " لا ولكنهم انفصاليين يجب تأديبهم"  هنا غضب عمير وقال له : "هؤلاء فقدوا دولة ذات سيادة وأركان ولأنهم يطالبون بالانفصال تريد تدك بيوتهم؟  لا والله لن نرضى ولو حدث ذلك سوف تقرح رؤوس كثيرة"  فغضب السنحاني وحمل حقيبته وترك الاجتماع ، وبعد يومين يتصل الرئيس بالعميد عمير : "عليك تنفذ التوجيهات وتضربون بيد من حديد المظاهرات وغيرها وإلا اعتبر نفسك مقال من العمل" ، فقال له : " لن أقتل أهلي وناسي وما تريده أعمله.. "  قال له سيصدر قرار إقالتك خلال يومين ، وفعلاً أقالوه عن عمله في اليوم التالي بسبب المواقف المشرفة واستقبلوه أهل شبوة استقبال الأبطال ومكثف في بيته رافضا العمل الجديد قائدا لأركان النجدة بالجمهورية إلا أن شخصيات جنوبية ألحّت عليه يمسك هذا العمل فهو سيخدم الجنوب حينما يكون  فكل شيء يذهب ولكن المواقف المشرفة لن تذهب بل تخلد في ذاكرة التاريخ فسجل يا قلم تاريخ أبطال تركوا الجبن والكراسي والهوان لعزة والكرامة.

 




شارك برأيك