- الرئيس الزُبيدي يؤكد أهمية رفع قدرات خفر السواحل وتعزيز الأمن البحري
- جريمة جديدة في مأرب.. العثور على جثة سجين بعد تعرضه للتعذيب وسط اتهامات للإخوان
- رئيس مجلس القيادة يصل القاهرة للمشاركة في اعمال القمة العربية الطارئة
- جماعة الحوثي تبدد أموال اليمنيين على مشاريعها الطائفية رغم الأزمة الإنسانية
- الرئيس الزُبيدي يؤكد دعمه للجهود التطويرية لمؤسسة موانئ خليج عدن
- هزة أرضية هي الثالثة تضرب زبيد في الحديدة
- الرئيس الزُبيدي يطّلع على نشاط مصلحة الجمارك وأمن المنطقة الحرة
- محافظ شبوة يتفقد خطط تشغيل محطات الكهرباء خلال رمضان
- الأرصاد يتوقع هطول أمطار متفرقة على أجزاء من السواحل الغربية
- الهجرة الدولية : رصدنا نزوح 14 أسرة يمنية خلال الأسبوع الماضي

في هذه المرة سنتطرق إلى أهم المعالم العلمية التاريخية في عدن ، والحديث عن المعالم التاريخية لا يقتصر على المواقع الأثرية أو المنشآت الاقتصادية أو الخدمية أو الصروح العلمية والتعليمية فحسب ، فهناك معالم اشتهرت وتميزت بها عدن.. معالم ذات قيمة علمية وثقافية مثل أقدم معلم علمي وهو (المعهد التجاري العدني) وأقدم معهد تأهيلي وتنويري أُسس في عام 1927م ، وأسسه الحاج ياسين راجامنار الذي وصل إلى عدن من جنوب الهند من مدينة مدراس المشهورة في عام 1923م ولذلك سمي المعهد وكما كان يطلق عليه (المدراسي).
المعهد أكد على مدى السنوات الماضية منذ أواسط العشرينات من القرن الماضي أنه مؤسسة علمية فريدة ذات خصوصية كونها تدرس جميع المواد الدراسية باللغة الإنجليزية إلى جانب اللغة العربية والتربية الإسلامية ولعبت دوراً مهماً في نشر العلم والمعرفة واللغة الإنجليزية.
أما فكرة إنشاء المعهد جاءت لاستيعاب الطلاب من المحافظات الجنوبية والشمالية والفقراء الذين لا تقبلهم المدارس الحكومية في عهد الاستعمار البريطاني كونهم لا يمتلكون المخالق (شهادة الميلاد ) أو الجنسية العدنية وهي نزعة غرسها الاستعمار البريطاني لممارسة التجهيل والنزعة العنصرية وبهدف سياسي استعماري لتشجيع الهجرات الجنوبية.
عنصرية الاستعمار
لقد أدرك الحاج (ياسين راجمنار) هذا الظلم الاجتماعي والعنصري ضد أبناء المحافظات المجاورة لعدن وضواحيها الفقراء فبادر بهذه الفكرة من أجل إتاحة الفرص لهذه الفئات للتحصل على حقهم في العلم والمعرفة والتأهيل والتدريب ، وهذا العمل الطيب محسوب له إيجابيا ولن تنساه الأجيال القديمة وأجيال اليوم ، خصوصا أهالي عدن القدماء وأجيالهم المتتابعة.
أكفأ الكوادر
منذ أن تأسس هذا المعهد فقد تخرج منه معظم كوادر الجنوب العربي آنذاك الذين يجيدون اللغة الإنجليزية وعلوم التجارة والإدارة والترجمة والعلوم الأخرى ، والذين أرسوا مداميك الإدارة العامة والاقتصادية والتجارة والاستيراد والتصدير وأعمال البنوك والشركات والهجرة والجوازات والمعاملات الجمركية في مختلف منافذ عدن في ذلك في مجالات وكالات الملاحة والشحن والتفريغ وتقديم الخدمات للسفن والملاحة البحرية إلى جانب القطاع البحري.
مخرجات هذا المعهد التاريخي كان له الفضل في بناء كادر وطني يجيد اللغة الإنجليزية الذي تحمل مهام الدولة الوطنية الجديدة بعد الاستقلال في عام 1967م فيما كانت تسمى بجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية ، إذ اعتمدت الحكومة الجديدة في تعيين السفراء والقناصل وإدارة الشركات الأجنبية المؤممة على هذا الكادر الوطني الذي يجيد اللغة الإنجليزية وكيف يتعامل مع العالم في وقت كانت الدولة الوطنية بعد الاستقلال بحاجة إلى هذا الكادر المؤهل الذي يجيد اللغة الإنجليزية ويساعدها في ترجمة الاتفاقيات الدولية والاتفاقيات الاقتصادية والثقافية والعلمية التي تعقدها بلادنا مع المجتمع الدولي والمنظمات الدولية المانحة ، بل لعل الأهم في الفضل لهذا المعهد أن عدداً كبيراً من تداولوا على رئاسة مجالس الوزراء والوزراء ومجلس الشعب والمناصب المرموقة في البنوك والمؤسسات الاقتصادية وحتى الأمنية هم من خريجي هذا المعهد التاريخي الذي يعد جزءاً من ذاكرة عدن الثقافية والعلمية.
مراحل دراسية
ولتعريف القارئ الكريم على القصة الكاملة لأهمية وتاريخ وبناء الكادر الوطني في ذلك الوقت التقينا مع تلميذ هذا المعهد وابن صاحب المعهد وشاهد العين على تطور المراحل الدراسية فيه والتحديات والصعوبات والنجاحات التي حققها وما تعرض له من أخطاء الاجراءات الماضية في قرارات التأميم بعد عام 1998م، إنه الأستاذ / مصطفى ياسين محمد راجمنار ، من مواليد عدن 18/9/1946م، وهو ابن الحاج ياسين محمد راجمنار مؤسس المعهد التجاري العدني أو ما كان يطلق عليه بـ (المدراسي) ، الذي استقبلنا بحميمية وحضن دافئ والذي قال :" الذي أسس المعهد هو الحاج ياسين محمد راجمنار الذي وصل إلى عدن قادما من جنوب الهند من مدينة مدراس المشهورة ، وذلك في عام 1923م، باحثا عن أبواب الرزق في عدن ، ثم التحق بشركة أريبيان الواقعة أمام منارة عدن وهي أضخم شركة ، وكانت تسمى أريبيان كمبنى فعل فيها كمختزل الكتابة وبعدها كسب الخبرة التجارية واحتفظ بأبرز العناوين للشركات التجارية إلى الخارج وبدأ يراسلها وفتح الله عليه باب التجارة واشتغل في الصمغ والسمك الجاف (الوزف) وكسب أموالاً كافية ، وعندها لمس أن عدن تفتقر إلى كوادر مؤهلة في العلوم التجارية واللغة الإنجليزية تحقق حلمهم في تأسيس المعهد التجاري العدني فاشترى مبنى في الخليج الأمامي في حي الرزميت ويسمى (ويجمنت) بمعنى ثكنات عسكرية ، وبدأ تدريس عدد قليل أي 6 أشخاص ، وتطور وعين بعض المساعدين لمساعدته في تدريس المواد الأخرى وكان سنده اليمين الذي اعتمد عليه لسنين طويلة هو الأستاذ المربي الفاضل / مصطفى عبدالكريم بازرعة الذي عاصر المرحوم ياسين طيلة أربعين عاماً إلى جانب عدد من المدرسين اليمنيين الذين اعتمد عليهم كأمثال الأستاذ/ حسين عزيم عبدالله ، وعقيلي ، وعلي محمد جعفر ، ومحمد سالم الرباطي وآخرين .
لماذا سمي المعهد بـ (المدراسي)؟!
في رده على هذا السؤال أوضح مصطفى ياسين محمد راجمنار ىأن الوالد الحاج ياسين بنى هذا المعهد التجاري العدني في مايو 1927 ، ثم بنى المدرسة الإسلامية للبنات في عام 1952م ثم بنى فرع المعهد بالتواهي الواقع أمام مبنى السياحة حاليا في عام 1932م إلى جانب مدرسة صغيرة أشبه بالمعلامة في الممدارة ألحقها بمسجد أيام عاقل الممدارة الذي يدعى (عكبور) وكان ذلك في عام 1945 وهذا التعليم كان مجاناً في الشيخ عثمان لوجه الله وكُرّس لتدريس القرآن الكريم.
أما كيف التحق الطلاب بالمعهد فإنهم كانوا بدون شهادات ميلاد في عدن والمدارس الحكومية أيام المستعمرة البريطانية عدن ، حينها قبل الاستقلال كانت تقيل فقط الذين يحملون شهادة الميلاد من المستعمرة عدن وهم الطلبة الذين يأتون من الأرياف في الجنوب ومن تعز.