- جماعة الحوثي تبدد أموال اليمنيين على مشاريعها الطائفية رغم الأزمة الإنسانية
- الرئيس الزُبيدي يؤكد دعمه للجهود التطويرية لمؤسسة موانئ خليج عدن
- هزة أرضية هي الثالثة تضرب زبيد في الحديدة
- الرئيس الزُبيدي يطّلع على نشاط مصلحة الجمارك وأمن المنطقة الحرة
- محافظ شبوة يتفقد خطط تشغيل محطات الكهرباء خلال رمضان
- الأرصاد يتوقع هطول أمطار متفرقة على أجزاء من السواحل الغربية
- الهجرة الدولية : رصدنا نزوح 14 أسرة يمنية خلال الأسبوع الماضي
- الرئيس الزُبيدي يطّلع على الأوضاع بمحافظة البيضاء ويؤكد دعمه لتعزيز مقاومة أبنائها
- الرئيس الزُبيدي يؤكد أهمية رفع قدرات خفر السواحل وتعزيز الأمن البحري
- مخابز خيرية في صنعاء تتعرض لحملة تعسف حوثية

المرأة كائن مستقل لا تكتمل الحياة إلا بها، فهي شريكة الرجل ونصفه الآخر وعنوان المحبة والوفاء والصبر والكفاح ، وقد كرمها الإسلام وأعطاها حقوقها في أحسن صورة ، ومن هذه الصور كان النبي عليه الصلاة والسلام يسمح للنساء حضور مجالس العلم ، وتعطى لهن مساحة للتعبير عن رأيهن ، وشاركت في الحروب وفي كل ميادين الحياة .. وأثبتن جدارتهن في الصمود والمضي ، وقال نبي الله –صلى الله عليه وسلم - : ( إنما النساء شقائق الرجال ) .
ومع مضي الوقت واختلاف مراحل الحياة بدأت المرأة تفقد الكثير من حقوقها التي أعطاها لها الإسلام ، وأصبحت تعاني التهميش والظلم وفقدانها حق التعبير وإثبات وجودها ، ولكي يتمدن أي مجتمع ويبني نفسه لابد أن يغير نظرته وأفكاره حول المرأة وتُعطى لها قيمتها الحقيقية ، ونأخذ كنموذج المرأة الجنوبية وما عانته من ظلم وتغييب لحقوقها وتوقف عجلة التنمية في المجالات التي تبدع فيها النساء .
- المرأة وحقوقها :
لابد من تمسك المرأة بحقوقها السياسية والمدنية وحقها في التعليم والعمل ، وإلى جانب الحقوق الاقتصادية والاجتماعية .. وتعد هذه الحقوف الضمان الفعلي للمرأة في مجتمعها ، ولكن للأسف تواجه المرأة صعوبة في الحصول على حقوقها بدرجة كبيرة في مجتمع ينظم على أساس ذكوري فيكون دورها ضئيل جدا بالنسبة لدور الرجل ، وإذا أخذنا بعين الاعتبار هذه الحقوق التي سنوردها في نقاط كالآتي حينها سنجد أن للمرأة دور فعال ومهم وبدرجة كبيرة جدا.
- المرأة والتعليم :
هي مربية الأجيال ..وصانعة الرجال ..وهي الأم والزوجة والأخت ، وتعليمها يساعد على صقل شخصيتها وزرع القيم والمبادئ الإنسانية فيها وعلى النضج والوعي الثقافي في مواكبة العصر ، والقيام بدورها وستظهر نتائج تعليمها في توفير الأسس السليمة لتنشئة الأسرة والأبناء ، ولكن هناك العديد من التحديات والمعوقات التي تواجه التحاق الفتيات بالتعليم وخصوصا في الأرياف ومنها العادات والتقاليد والفقر وضعف الوعي وقلة المدارس والزواج المبكر والإنجاب ، أما في المدينة فالتحصيل العلمي يكون أفضل بدرجات عدة من الأرياف ، فيطال الفتاة مما يساعدها على تحقيق ذاتها ومكانتها في المجتمع ، ويميزها التعليم عادة بأن تكون ذات فكر مستنير وخلّاق .
- المرأة والعمل :
لعمل المرأة أهميه كبيرة حيث يساعدها العمل على توفير الاستقلال المالي ، كما يساعدها على دعم الأسرة وإعالتها وتوفير متطلبات الحياة ، فالعمل ضرورة قصوى ، ولا يملك أي شخص مهما كانت سلطته أن يمنعها من العمل ، فهي من تتخذ هذا القرار وخوضها للعمل يساعدها على إثبات ذاتها وتعزيز دورها الفعال في الحياة وعلى التفاعل الإيجابي وإظهار مواهبها وقدرتها على العطاء ، فنرى المعلمة والمهندسة والطبيبة والباحثة وغيرها من المهن التي تمارسها النساء ويلعبن فيها دورا جيدا ، وتوفير العمل للخريجات يقلل من نسب البطالة التي هي في تزايد مستمر ، فمن حقهن الحصول على الوظائف التي تناسب تخصصاتهن وهذا يعتبر إحدى واجبات الدولة .
- المرأة والسياسة :
علاقة المرأة بالسياسة علاقة معقدة ومبهمة .. فبرغم عدم اهتمام الكثير من النساء بالجانب السياسي إلا فيما ندر ، فالسياسة في الأساس تقوم على سلامة الفكر والقدرة على اتخاذ القرارات وفي أحيان كثيرة نجد أن المرأة قادرة على خوض المعترك السياسي ، مادامت تتحلى بصفات الثقافة والعلم وقوة الشخصية والنباهة والجهد وقدرتها على التعبير عن ذاتها واتخاذ القرارات واختيار الأفضل .
وبحسب ( اتفاقية الحقوق السياسية للمرأة ) التي أصدرت بموجب قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة والتي بدأ تنفيذها 7يوليو 1954م وموادها 1و2 و3 يكفل للمرأة التصويت ولهن الأهلية لينتخبن جميع الهيئات .. ولهن الأهلية في تقلد المناصب العامة وممارسة جميع الوظائف .. وبموجبه لابد من زيادة تمثيل المرأة في الحكومة مما يمنحها سلطات أكبر للعمل والعطاء .
- دور المرأة الجنوبية في حرب 2015م
برز دور المرأة الجنوبية قبل حرب 2015م فكانت تلعب دورا كبيرا منذ انطلاق الحراك الجنوبي 2007م .. فعُرفت بشجاعتها ونزولها للميدان بجانب الرجل فشاركت في المظاهرات والمليونيات ، وأدت دورها وواجبها على أكمل وجه ، وصرخت بأعلى صوتها وكان نضالها محوريا ضد ظلم الاحتلال اليمني ، وفي تلك الفترة سقطت الكثير من الشهيدات والجريحات أيام النضال السلمي الذي سبق الحرب الأخيرة ، ولقد لمع دور المرأة وبرز أكثر مع حرب 2015م التي عانى منها الجنوب وسقط خلالها الكثير من الأبرياء ، فكانت كبَلاء أصاب الأرض والإنسان ، ولقد تحلت نساء الجنوب بالصبر والقوة والدفاع الأرض والعرض بالوسائل المتاحة لها .. فمعركة العدوان ولّدت لدى النساء الحافز للتصدي لذلك العدوان ، فمنهن من ضحت بالزوج والابن والأخ والأب ودفعته للقتال في سبيل الحرية والكرامة .
وكما قدمت النساء يد المساعدة من خلال جمع التبرعات وشراء الغذاء ودعم المستشفيات بالأدوية والمستلزمات الطبية ، وتم التواصل مع المنظمات الإنسانية لتوزيع المواد الغذائية ، وشاركت في إسعاف الجرحى ونقل الطعام والماء للمقاومين وإنشاء المستشفيات الميدانية ، ومن النساء المتطوعات اللاتي شاركن في أثناء الحرب ولا يمكن نسيان دورهن الأخوات ( حسناء عوض - وهبة علي - وعيشة بامهدي - وأماني عبدالرحيم ) وغيرهن الكثير ، وهناك من وقفت في النقاط العسكرية وحملت السلاح بجانب الرجل ومنهن ( بسمة علي أحمد شمسان ) وعملت 8 ساعات في ظل ظروف صعبة محفوفة بالمخاطر.
وتجرعت المرأة الجنوبية صنوف العذاب من تشرد ونزوح وضياع ، فأصبحت الأرملة والأم الثكلى والأخت الباكية والشهيدة ، وكان جرحها كبيراً جراء هذه الحرب العبثية .. فسقطت أكثر من 196شهيدة بينما أصيبت 121 امرأة على أيدي القوات الحوثي عفاشية وارتكبت المجازر والانتهاكات في حقهن بوحشية مفرطة خلت من الإنسانية ، فقد استخدمت شتى أنواع الأسلحة في عمليات القتل المتعمد ، وقد طالت رصاصات الغدر شهيدات الجنوب وأزهقت أرواحهن الطاهرة ومزقت أجسادهن هن وأطفالهن في ظل طقوس إجرامية حربية بغيضة لم يُحاسَب عليها المجرمون بل يتم مكافأتهم من قبل الإقليم والعالم على جرائمهم اللاإنسانية .
فانتهاكات المحتل اليمني ومجازره تعددت وتفننت في القتل ، وأصابت الجنوبيات بدون ذنب ، ومن شهيدات الجنوب ( الشهيدة سالي أحمد بن أحمد اللحجي ، الشهيدة دعاء عادل عبدالله جامع ديبان ، الشهيدة صابرين علوي العبسي ، والشهيدة الطفلة سارة سعيد عبدالرب اليافعي ، والشهيدة د. نيفين جمال ، والشهيدة بشرى قاسم غلام ، الشهيدة هيفاء زوقري.. ) والقائمة طويلة ونحن نعتقد أن المرأة الجنوبية بحاجة ماسة للكثير من الاهتمام والتقدير على ما قدمته وتقدمه من تضحيات وعطاء لازالا مستمرين إلى اللحظة .
- تمكين المرأة الجنوبية :
بمعنى تزويدها بالمهارات التي تمكنها من المشاركة في التنمية المستدامة والتي لابد أن تكون من الأهداف الاستراتيجية لتقدم أي مجتمع ، والتمكين أنواع مختلفة ( التمكين الاجتماعي والاقتصادي والصحي والسياسي ).
وتمكينها هو تفعيل قدرتها بشكل أكثر إيجابية وإنتاجية وحشد إمكانياتها من أجل التنوير والتغيير الاجتماعي الشامل وليس فقط كعاملة وكأم، وذلك من خلال :
- دعم تنمية وتطور المرأة ودعوتها للمشاركة بفعالية في عملية صنع القرار وإعطائها حقوقها وتحسين قدرتها من أجل تحقيق المهارات والمعرفة .
- تنفيذ مشاريع تستهدف النساء على أرض الواقع .. وتتيح للنساء الفرصة للاستفادة من الدعم وتفعيل دورهن في الحياة الاقتصادية والاجتماعية الخ .. ومتابعة مستوى تطور المشاريع المنفذة .
- إنشاء مركز قائم على المعلومات والمعرفة ، يتم فيه وضع دراسات وبحوث ومقالات حول المرأة يكون متاحاً للجمهور للاطلاع على كل جديد .
- إجراء بحوث ودراسات واستطلاعات للرأي تتناول قضايا ومجالات تخص المرأة .
- نشر مواد إعلامية وكتيبات قائمة على النهج التوعوي بخصوص المرأة وتمكينها اقتصاديا واجتماعيا .
- التمكين الاقتصادي ، بمعنى التوزيع النسبي لكل من الرجل والمرأة في الوظائف الإدارية والمهنية .
- مشاركة المرأة في المواقع الاقتصادية واتخاذ القرارات .
- الإسهام من الرجل للوفاء بحقوق المرأة ومناصرتها بشكل جدي وعملي .
والنساء رائدات وحاملات الفكر الحر واثقات بأنفسهن ودعمهن يحفزهن على العطاء والإبداع ، مثلما كان دورهن الريادي قبل وبعد الاستقلال وما قبل الوحدة الموءودة في المهد ... فهل يا ترى تأخذ المرأة دورها إلى جانب أخيها الرجل في هذا الزمن الصعب والذي يتطلب جهدا غير اعتيادي ولكن خارقا للخروج من هذا المأزق الذي يعيشه المجتمع الجنوبي والذي يعتبر النساء أحد عناصره الأساسية والفاعلة في تقدمه؟ ، والحياة منذ بدء الخليقة مكونه من عنصرين أساسين ، فلا يمكن أن تستقيم تلك الحياة بدونهما .. فإذا تم تهميش أحد تلك العناصر فلن تقوم قائمة للعنصر الآخر .. وتلك هي سنة الحياة على هذه الأرض إلى ما شاء الله تعالى .