آخر تحديث :السبت 01 مارس 2025 - الساعة:22:21:56
قوات المقدشي تسيطر على المرة السوداء والمرة البيضاء
(الأمناء/ رصد خاص/ وكالات)

بلغ التصعيد في جبهات القتال اليمنية ذروته خلال الأسابيع الثلاثة الأولى من العام الجاري، فبدا أن الحسم العسكري هو الخيار الأوفر حظاً، مع تضاؤل جهود المبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ، سيما عقب اجتماعات بلا نتائج عقدها مع الجانب الحكومي في عدن، وتعثر وصوله إلى صنعاء بسبب اشتراط الحوثيين رفع الحصار عن مطار صنعاء أمام الطيران المدني قبل الحديث في أي رؤى.

 

كما أعلنت القوات الحكومية قبل أسابيع أن 2017 سيكون" عام النصر" فيما تبقى من جبهات القتال، واستطاعت أن تحرز منذ مطلع هذا العام مكاسب نوعية على الأرض، وتتحول من موقع الدفاع وتبادل القصف المدفعي الذي كانت عليه خلال الأشهر الماضية من العام المنصرم، إلى موقع الهجوم والمبادرة.

خسارة80% من مواقعهم في بيحان

وقال قائد اللواء 26 ميكا العميد الركن/ مفرح بحيبح : " إن 80 بالمائة من المواقع التي كانت تحت سيطرة الميليشيا الانقلابية في بيحان بمحافظة شبوة أصبحت تحت سيطرة الجيش والمقاومة الشعبية ".

وأكد في تصريح لوكالة الأنباء اليمنية (سبأ) أن :" ميليشيا الحوثي وصالح الانقلابية فقدت قدرتها على خوض قتال مباشر خارج تحصيناتها الأخيرة التي أغلقتها على قناصيها وأحاطتها بالألغام خلف المنعطف الأخير لسلسة جبل الساق الاستراتيجي.." موضحا أن الجبل المتداخل مع سلسلة جبال البيضاء غرباً وحريب مأرب من جهة الشمال أصبح تحت سيطرة اللواء 26 ميكا وكتيبة الحزم والمقاومة الشعبية بشكل كامل.

وأضاف :" إن إحكام قواتنا السيطرة على جبل الساق كسر العمود الفقري لسيطرة الميليشيا في بيحان وشرق اليمن ، الأمر جعلهم يكثفون تحصيناتهم في مواقعهم الأخيرة في منطقة الصفحة "وهي المنطقة التي قال العميد بيحبح أن الانقلابيين سيخسرونها تباعا وسيصبح الطريق إلى بيحان العليا ومن ثم محافظة البيضاء سالكاً ".

وتغطي الميليشيا تقهقرها بزرع اكبر قدر ممكن من الألغام أمام تقدم قوات الجيش ، إلى جانب نصبها لقناصين تخلفهم ورائها مكبلين بالسلاسل كي لا يفروا وراءها.

وتبدو سلسلة جبل ساق الواقعة حاليا تحت سيطرة اللواء 26 ميكا وكتيبة الحزم كما لو أنها مخلب دب أسود يفترس الصحراء ويتحرش بحقول الطاقة في شبوة ومأرب .

وإلى جانب معركة تحرير الساحل الغربي لليمن لتأمين خط الملاحة الدولية على باب المندب وخليج عدن تشكل معركة تحرير بيحان تأميناً فعلياً للحقول الأكثر إنتاجا للنفط.

ويؤمن هذا خطوط الإمداد والدعم اللوجستي للجيش والمقاومة الشعبية في محافظات شبوة ، مأرب والبيضاء شرقاً وعدن جنوباً .

نقلة نوعية للقوات الحكومية

وتمكنت القوات الحكومية - خلال الأسابيع الثلاثة الأولى من 2017 - من تضييق الخناق على الحوثيين والقوات الموالية للرئيس السابق علي عبدالله صالح، وإحراز مكاسب على أكثر من جبهة ، وخصوصاً في جبهتي "تعز"، جنوب غربي البلاد، وفي جبهة "نهم"، شرقي العاصمة صنعاء.

وأرجع المتحدث الرسمي للقوات المسلحة الحكومية العميد / عبده مجلي، تحول الجيش والمقاومة من العمليات الدفاعية إلى الهجوم، إلى التقدم المحرز في الميدان بأكثر من جبهة، وخصوصاً بالمواقع الحساسة في مشارف صنعاء، ومعاقل الحوثيين في محافظة صعدة - شمالي البلاد - وهي عوامل ساهمت في رفع معنويات الجيش، بالإضافة إلى الدعم اللوجيستي من قبل قوات التحالف العربي.

وقال (مجلي) في تصريحات للأناضول - عبر الهاتف- : "فترة الإعداد السابقة في 2016 لا يمكن إغفالها، فالأشياء تراكمية والتغيرات الحاصلة تأتي بناءً على ما تم تجهيزه خلال الأشهر الماضية، لكننا الآن أصبحنا أكثر قرباً من معاقل هامة  للمليشيات".

وأضاف: " القوات المسلحة أصبحت الآن مهنية واحترافية مع التدريب ، وتولد لديها التدريب الاحترافي بعد ما يزيد من عام ونصف من المعارك، فضلاً عن إعداد خطط جديدة وتطوير الخطط القديمة بما يتناسب مع متطلبات المعركة".

واعتبر متحدث الجيش الحكومي، أن خسارة الحوثيين وقوات صالح للكثير من قادتها في الجبهات وانهيار ما تبقى لديهم من الحاضنة الاجتماعية بسبب تزايد خسائرهم وفسادهم بعد إيقافهم لرواتب الموظفين لمدة 4 أشهر، تعد سبباً آخر لتقهقرهم على الأرض.

وقال : " في العام الماضي كنا نتحدث عن محافظات جنوبية، الآن نحن نتحدث عن معاقل الحوثيين، الجيش الوطني وصل إلى سوق البقع في مديرية البقع بمحافظة صعدة، وسيطر على جبال مندبة في مديرية باقم ولم يتبقَ على مركز مديرية باقم سوى 7 كيلومترات ".

جبهة "نهم"

طيلة النصف الأخير من العام 2016، شكلت  مديرية " نهم " - شرقي العاصمة صنعاء - أكثر الجبهات استنزافا للحوثيين وقوات صالح، ومع كل تقدم للقوات الحكومية، كان تحالف الحرب الداخلية يدفع بالمئات من المقاتلين، والذين يذهبون ضحايا للمعارك والغارات الجوية التي لم تتوقف.

وخلال اليومين الماضيين، أحزرت القوات الحكومية مكاسب نوعية تمثلت في تحرير عشرات من المواقع والتلال الجبلية الاستراتيجية، أبرزها، جبل"دوَه"و "جبل التوحيد" و"حيد الذهب"و "تلة الغفران"، و"جبل حلبان".

وحسب متحدث القوات المسلحة "عبده مجلي " فإنه بالسيطرة على الهيئات الجبلية الحاكمة تم تحرير عدد من المواقع من جبهة الميمنة وقطع إمداد الحوثيين من محافظة الجوف إلى صنعاء ومن مديرية أرحب، وكذلك تحقيق السيطرة النارية على منطقة "ضبوعة" و"مفرق قطيين"، والتحكم في الطرقات الفرعية داخل مديرية نهم، وكذلك الاقتراب من "أرحب"، آخر المديريات التي تفصل الجيش الوطني عن مطار صنعاء الدولي، وتبعد نحو 30 كيلومتر.

وقال مجلي : " سيتم فتح جبهات جديدة لدخول صنعاء من أماكن مختلفة لم يكن يتوقعها الحوثيون وذلك بما تتطلبه المعركة وبحسب الخطط المرسومة من قبل قيادة الجيش" .

وأضاف : " خلال العمليات الأخيرة في نهم، سنضمن الاقتراب الكبير من تخوم صنعاء، وفي سواحل تعز، سنقوم بتأمين الخط الملاحي الدولي في مضيق باب المندب وتقديم الدعم اللوجيستي لتحرير محافظتي تعز والحديدة."

 

جبهة تعز

في جبهة محافظة "تعز"، ومع نهاية الأسبوع الثاني من عمليات "الرمح الذهبي"، تمكنت القوات الحكومية الموالية للرئيس عبدربه منصور هادي، من تحقيق مكاسب نوعية في الشريط الساحلي، حيث تمكنت القوات القادمة من محافظة عدن، من تحرير مديرية "ذوباب" والتقدم إلى ما بعد بلدة" الجديد" في أطراف مديرية"ذوباب"، فيما تواصل قوات أخرى التضييق على الحوثيين في مركز مديرية الوازعية الساحلية.

وقال "فدرين طه" الناطق باسم مقاومة الصبيحة المشاركة في المعارك، للأناضول، : " إن المعارك وصلت مساء الخميس  إلى سواحل منطقة"واحجة"شمالي منطقة"الجديد" على مقربة من مدينة المخاء وميناءها التاريخي".

وذكر (طه) أن كتيبة "سلمان الحزم" - (تأسست عقب تحرير عدن نسبة إلى العاهل السعودي سلمان بن عبدالعزيز الذي أطلق عاصفة الحزم) - هي من وصلت إلى منطقة" واحجة"، وأن أقل من 10 كيلومترات تفصل القوات الحكومية عن مدينة المخاء.

وأضاف : " مديرية ذوباب تم تحريرها بالكامل، وستكون حالياً مؤخرة للجيش الوطني يضم معسكرات ومستشفى ميداني، وخلال الساعات القادمة سنكون في المخاء " .

وفيما كشف عن مشاركة لطائرات الأباتشي التابعة للتحالف في تمشيط السواحل وكذلك البوارج الحربية، قال "طه": "إنه لم يعد هناك تواجد للحوثيين وقوات صالح في ذوباب كجيش منظم، بل يخوضون حرب عصاب عبر عشرات القناصة المتمركزين في التلال الجبلية لمعسكر العُمري، شرقي ذوباب، بالإضافة إلى اعتمادهم على الألغام".

وفي مديرية "الوازعية"، قال أحد القادة الميدانيين للأناضول : " إن التقدم العسكري يسير ببطء تحسباً من ألغام زرعها الحوثيون وقوات صالح في المنطقة كونها صحراوية".

وفي مديرية" مقبنة" - غربي مدينة تعز - تتواصل المعارك بشدة بين القوات الحكومية والحوثيين والتي تهدف إلى قطع خط الإمداد الحوثي من مدينة تعز، باتجاه الساحل الغربي بالمخاء، وسط استماتة كبيرة من الحوثيين، ووفقاً لمصادر عسكرية، فقد شكلت تلك الجبهة بؤرة استنزاف واسعة لمسلحيهم.

اقتراب فك الحصار عن تعز

يفرض الحوثيون وقوات صالح حصاراً خانقاً على مدينة تعز منذ أكثر من 20 شهرا، باستثناء منفذ فرعي يربط المدينة بمحافظة عدن - جنوبي البلاد - لكن المعارك الأخيرة في طريقها لقشع الحصار وخصوصاً من الساحل الغربي.

ويرى الكاتب الصحفي" رشاد الشرعبي" : " أن اشتعال 4 جبهات للمعارك غرب تعز وشريطها الساحلي، يهدف بدرجة رئيسية إلى فك الحصار عن مدينة تعز المستمر منذ عامين، وإيقاف عمليات تهريب الأسلحة من خارج اليمن عبر منافذ التهريب التي لدى الحوثيون خبرة كبيرة فيها ، وتأمين الملاحة الدولية في باب المندب بعد الاعتداءات التي تعرضت لها العديد من السفن والبوارج في البحر الأحمر".

وقال (الشرعبي) في تصريحات للأناضول: " بالسيطرة على ميناء المخاء سيكون من السهولة إيصال البضائع والسلع والمعونات إلى تعز المحاصرة لعامين ومنها إلى المحافظات المحيطة بها وربما إلى العاصمة صنعاء في ظل إغلاق ميناء الحديدة ".

السيطرة على مواقع (خب والشعف) بالجوف

وحسب مصادر ميدانية فقد سيطرت القوات الحكومية والمقاومة الشعبية مساء الجمعة، على موقعين عسكريين عقب إفشال محاولة تسلل نفذها الحوثيون والقوات الموالية للرئيس السابق, على موقع تابع للجيش الوطني بمحافظة الجوف (شمال شرق اليمن).

وأفادت المصادر أن القوات الحكومية ورجال المقاومة الشعبية تمكنوا من إفشال محاولة التسلل على موقع "الأجاشر العسكري بمنطقة (خب) شمال مديرية (خب الشعف), وشنت هجوماً مضاداً على مواقع الحوثيين انتهى بالسيطرة على موقعي "المَرَة البيضاء والمَرَة السوداء" وإحراق إحدى العربات التابعة للمليشيات الانقلابية .

إلى ذلك، شنت طائرات التحالف العربي ثلاث غارات استهدفت مواقع لمسلحي الجماعة في مديرية المتون، ودمرت آليات عسكرية.

كما شنت مقاتلات التحالف العربي الذي تقوده السعودية شنت ضربات جوية على مواقع للمسلحين الحوثيين وقوات صالح في محافظتي ذمار بأربع غارات جوية في مساء متأخر من يوم الجمعة لتجمعات حوفاشية في مدرسة الشرطة بمنطقة (القرن) جنوب مدينة ذمار، فضلاً عن شن المقاتلات غاراتها على مواقع عسكرية بمدينة الحديدة, مستهدفة القاعدة البحرية بغارتين, ومعسكر الدفاع الساحلي بغارة واحدة.

 




شارك برأيك