آخر تحديث :السبت 01 مارس 2025 - الساعة:13:10:19
نقابة المعلمين والتربويين الجنوبيين وطموح باستعادة هيبة التعليم وسمعته المفقودة
(الأمناء/ خاص)

لا يستطيع احد أن ينكر أننا كنا ولا زلنا نحمل للتعليم وللمعلم وللمدرسة كل مشاعر الحب والتقدير والإجلال، منذ كنا صغاراً ومن الصف الأول الدراسي حملنا معنا ما ورثناه عن آبائنا وما غرسه فينا المربون من قيم ومثل عليا للتعليم والمعلم وكانت السياسة التعليمية للدولة قد ساعدت على ذلك؛ لأنها مرسومة بدقة ووجهت التعليم نحو خدمة المجتمع والتفاعل معه ومخرجات التعليم يتم مراقبتها والإشراف عليها ورعايتها لتتطابق مع حاجة المجتمع ومتطلباته وهذا ما أكسب التعليم سمعة مرموقة ومكانة مشرفة في دولة الجنوب..، ثم بدأ التدمير في عرش التعليم يدق مسماره الأول بولادة مشوهة لفريقي عمل يقودان دفة التعليم في اتجاهين متعاكسين تسير بهما سفينة العلم والتعليم للدولة الهجينة في طرق وعرة تسقط في كل عام دراسي قيمة من قيم التعليم المثلى وصار المعلم تتجاذبه قوى حزبية أفقدته هيبته ومكانته وأهدرت حقوقه وأذلت كبريائه وكرامته كما أن المتعلم يستخدم وسائل الغش دون أن يخجل أو يخاف وصارت السياسة التعليمية للدولة وأجهزتها لا تتصدى لذلك فألحقت بالتعليم سمعة مخزية بمستوياته الثلاث وأضحت مخرجات التعليم تتعرض للفحص والتدقيق في الخارج بسبب الشك في حقيقة نتائجها, وهذا مادفعنا الى التحرك وإن كان متأخرا لإنقاذ مايمكن إنقاذه مما بقي للتعليم من مكانة في نفوس أبناء الجنوب والذين كنا نشد على أيديهم دوما التحرك الجاد معنا في إنجاح الجهود المتواضعة لنقابة المعلمين والتربويين الجنوبيين الوليدة

مرحلة التأسيس والبناء

كانت مرحلة نقل فكرة تأسيس نقابة المعلمين والتربويين الجنوبيين من التصور الى التطبيق تعد مغامرة خطيرة في ظل نظام قمعي إستبدادي يراقب وبحساسية مفرطة كل نشاط له طابع جنوبي انفصالي حسب زعمهم فكان من الصعوبة بمكان التحرك على السطح وبوضوح وهذا ما دفع بالإخوة اعضاء اللجنة التأسيسة الاعتماد على الناشطين الجنوبيين في المدارس والثانويات للتواصل فقط وتداول الامر وقد تم الاستفادة القصوى من جرأة محافظة الضالع والتي أعلنت عن تشكيل نقابة اطلقت عليها نقابة المعلمين والتربويين الجنوبيين الامر الذي دفع بالإخوة في عدن الاستعانة بممن قدم منهم الى عدن أمثال الناشط النقابي الاستاذ فضل حيدرة مانع والاستاذ المربي قائد الجعدي وغيرهم وساروا سوية يدا بيد مع أبناء عدن لتشييد البناء النقابي حلقة حلقة ودائرة دائرة في المدارس والثانويات فتم تشكيل النقابة على مستوى مديرية صيرة ثم الانتقال بحسب الظروف من مديرية الى اخرى حتى اكتمل البناء في جميع مديريات العاصمة عدن وتم اختيار هيئة إدارية برئاسة الاستاذ انور علي محمد.. وهكذا انتقلت التجربة بين  محافظات الجنوب من عدن الى المهرة في كل مدرسة وثانوية وادارة تربية . اعضاء نقابيين تربويين جنوبيين ناشطين على مستوى مدارس وثانويات مدن الجنوب بالكامل

 

 

التحضير لعقد المؤتمر الأول للنقابة

بعد النجاح الذي تحقق على مستوى المديريات والمحافظات  تم دراسة مشروع التحضير للمؤتمر الأول والذي واجهت اللجنة التحضيرية فيه مشاكل كبيرة وخطيرة ولاننسى طوال تلك الفترة من النضال في مرحلة التأسيس مؤازرة ومساندة قوى الحراك الجنوبي بكل مكوناتها ووقوفهم الى جانب النقابة وحضور القيادات في كل المواقف والمحن واكثر من ذلك الدعم المادي والمعنوي الذي قدمته القوى الجنوبية دون استثناء في التحضير لعقد المؤتمرالأول  من أجل حضور ومشاركة الاخوة من المحافظات البعيدة كالمهرة وحضرموت وشبوة وسقطرى وبالفعل حضر عدد كبير من الاخوة الى عدن للمشاركة في المؤتمر والذي اقر عقده في شهر ديسمبر 2012 م في قاعة نادي شمسان في المعلا  وبرغم التحديات في عقد جلسة المؤتمر الا انه تم اختيار وبالتزكية جميع اعضاء الهيئة الادارية (( المكتب التنفيذي للنقابة العامة للمعلمين والتربويين الجنوبين )) والذي أقر برئاسة رئيس نقابة عدن الاستاذ أنور علي محمد رئيسا للنقابة العامة .. والذي تلا بيان فك إرتباط نقابة المعلمين والتربويين الجنوبيين عن جميع الدوائر النقابية التعليمية في دولة الاحتلال وبحضور مهيب للقيادات الحراكية دون استثناء

اثر انعقاد المؤتمر الأول للنقابة على السلطات في عدن

لقد كان لعقد المؤتمر الأول لنقابة المعلمين والتربويين الجنوبيين صدا كبيرا لدى أروقة صنع القرار في دولة الهيمنة والاستبداد المحتلة للجنوب أرضا وانسانا وخيبة امل في أفشال فعالياته ولولا اصطفاف قوى الحراك الجنوبي جميعها ووقوفها الى جانب اللجنة التحضيرية لاستفردت قوات الامن المركزي باللجنة التحضيرية ولتمكنت من الغاء عقد المؤتمر باعتقال أعضاء اللجنة وبالفعل حاولت اكثر من مرة التعرض لبعضهم لمنعهم من المضي قدما في عقد المؤتمر.. ولكن كل محاولاتهم باءت بالفشل وحقق المؤتمر نجاحا كبيرا لنقابة المعلمين والتربويين الجنوبيين من جهة ولجميع قوى الحراك الجنوبي من جهة أخرى واعتبر نجاح المؤتمر الأول للنقابة أول انتصار مدني لشريحة جنوبية كبيرة وهي شريحة المعلمين الذين أوصلوا رسالتهم القوية عبر وسائل الإعلام بفك الارتباط

النضال في الميادين الثورية والتربوية

التصقت نقابة المعلمين والتربويين الجنوبيين التصاقا وثيقا بالثورة الجنوبية السلمية وشاركت في كل فعالياتها الثورية وسار اعضاء النقابة الى جانب اخوانهم من قوى الحراك الجنوبي في المسيرات والوقفات الاحتجاجية وجميع الفعاليات وكان آخر عهدها بالنضال السلمي الجنوبي هو مشاركة اعضاء النقابة في الاعتصام المفتوح وقد كانت خيمة النقابة من انشط خيام المعتصمين وشاركت النقابة في الندوات المفتوحة مع الجماهير وخصصت اللجنة الاشرافية للاعتصام برنامج خاص بنشاط النقابة في الساحة ومقابلة مع الجمهور  وظل  اعضاء النقابة ينطلقون لتنفيذ برامجهم كل صباح من ساحة الاعتصام وسجلت خيمة النقابة اصابة الاستاذ وهيب البحري مع اخوانه المعتصمين قبالة مسكر بدر وعندما اندلعت الحرب كان بعض اعضاء النقابة المعتصمين في الساحة قد سمعوا نداء الواجب الوطني فشمروا عن ساعد الجد وآلوا على أنفسهم أن يتخلفوا عن نداء الواجب في الدفاع عن الارض والعرض فحملوا السلاح والتحقوا بجبهات القتال وكان منهم قادة عسكريين أمثال رئيس النقابة حينها الاستاذ مصطفى علي مبارك  الذي شارك في قيادة احدى الجبهات , وكما انفردت نقابة المعلمين والتربويين الجنوبيين بالفعاليات الثورية التالية :

1.المشاركة في فعالية يوم الطالب الجنوبي

2.رفع العلم الجنوبي في المدارس والثانويات

 

3.      انتاج نشيد الطالب الجنوبي المؤقت وترديده في المدارس

4.      التعامل مع المناهج المستفزة لمشاعر الجنوبيين وحل مشكلتها

 

مشاريع وبرامج طموحة قدمتها النقابة

بعد الانتصار التاريخي الذي تحقق في الجنوب وطرد قوات الاحتلال اليمني وتطهير المعسكرات منها وعودة قيادتها لأبناء الجنوب ارادت نقابة المعلمين والتربويين الجنوبيين ان تساهم في احداث التغيير المنشود في قطاع التربية والتعليم فقدمت المشاريع التالية:

1. برنامج لقاء عدن التربوي الأول للنقابات التعليمية

2. برنامج إعادة ترتيب العمل الإداري في مكاتب المحافظات والمديريات والمدارس والثانويات

3. برنامج الحملة الشعبية الجنوبية لاستعادة هيبة التعليم وسمعته المفقودة

4. برنامج توسعة المشاركة في عضوية  النقابة

 

أنشطة تميزت بها النقابة

1. نجاحها بتنفيذ مبدئ التدوير لمهام رئيس النقابة العامة سنويا بين المحافظات

2. الاجتماع الدوري للنقابة العامة في موعده  المحدد بذكرى 14 اكتوبر سنويا دون انقطاع

3. عقد اللقاءات والاجتماعات في الساحات دون تحفظ أو احراج وبالاخص اللقاء السنوي في 14 اكتوبر الذي تعقده النقابة في ساحة العروض امام مكتب بريد خورمكسر سنويا بين احضان الشعب الجنوبي وافراحه بعيد ثورة 14 اكتوبر المجيدة

4. إنجاز المهام والانشطة بجهود ذاتية وعلاقات شخصية طوعية لعدم توفر الامكانيات المادية والمعنوية

5. استخدام الحركة بواسطة التنقل مشيا على الاقدام أوبوسائل اقل تكلفة كالتكليف الوطني للمواطنين الجنوبيين الذين بمجرد التعريف بالنقابة يقدمون خدماتهم بالنقل وغيره مايكسب أنشطة النقابة مصداقية ونزاهة وشفافية

6. عدم التفرغ التام لأعضاء النقابة العامة ومزاولة أعمالهم النقابية واعمالهم في الدوام المدرسي وبحسب الامكانيات المتاحة وبالتعاون المشكور من الادرات المدرسية

مشاكل تعاني منها النقابة

1. اصرار النقابات التعليمية السابقة على المضي  قدما في مشاريعها الممزقة والمشتتة لجهود العمل النقابي الذي تضيع فيه حقوق العاملين رغم فشلها الذريع وانسحاب أعضائها من العضوية فيها وفقدها لقواعدها وعجزها التام عن استدعائهم

2. ضعف السلطة المحلية ومكتب الشئون الاجتماعية في حسم قضية العمل النقابي ووقوعهم في الفخ الاداري المصطنع للاتحاد العام الوهمي والمنتهية صلاحيته والغير شرعي والذي يستخدم سياسة التباكي والتخوف من التوجه الجنوبي الاقصائي حسب مزاعمهم الكاذبة

3. بعض مدراء مكاتب التربية والتعليم في المحافظات والمديريات والذين اتخذوا موقفا عدائيا ضد اعضاء النقابة وانشطتهم دون مبرر

4. المفهوم القاصر لدى البعض عن حصر دور العمل النقابي التربوي في حقوق المعلمين فقط دون المشاركة في القضايا التربوية الاخرى والسياسة التعليمية والرقابية

5. كثرة المشاكل المتخلفة عن النظام السابق وتراكم العمل النقابي وقضاياه المعلقة بسبب فشل الذريع للعمل النقابي السابق ومخلفاته الكارثية من ضياع لحقوق العاملين والظلم الشديد الذي لحق بهم طوال الفترة السابقة

6. التعقيدات الادارية في المكاتب الحكومية المعنية بالعمل النقابي وعرقلتها لمشاريع النقابة العامة للمعلمين والتربويين الجنوبيين النهضوية في احداث تغيير منشود يخدم تطلعات وآمال العاملين في التربية والتعليم

7. عدم وجود الجهة الرقابية والمحاسبية المستقلة والمحايدة المخولة بالتحقيق مع قيادة النقابات السابقة وفتح الملفات الادارية والمالية وقراءة السجلات والمحاضر طوال فترة الانقطاع للعمل النقابي طوال 8 سنوات على التوالي دون رقابة ومحاسبة مع تمتعها الكامل بالاستقطاعات المالية من رواتب الموظفين

 إعداد ومتابعة/  الأستاذ جمال مسعود علي

 رئيس الدائرة الإعلامية للنقابة العامة للمعلمين والتربويين الجنوبيين

 

 

 




شارك برأيك