آخر تحديث :السبت 01 مارس 2025 - الساعة:02:15:32
"الأمناء" تسلط الضوء عن مخاوف تصدر غاز الطبخ المشهد من جديد بعد توقف إنتاجه منذ شهر..عدن.. هل تقرع "أسطوانات الغاز" أجراس أزمـة جديدة؟!
(رصد/ علي الصبيحي)

من جديد ولا جديد سوى الأزمات التي لا تزال تباغت الشعب بين الفينة والأخرى ، وهذه المرة يتصدر المشهد غاز الطبخ المنزلي بعد توقف الإنتاج في منشأة الغاز بالبريقة منذ شهر بسبب عدم توفر الكمية المخصصة من حقول النفط والغاز في مأرب وتوقف شركة مصافي عدن وسط مخاوف من حدوث أزمة خانقة في الغاز المنزلي خلال المرحلة القادمة إن لم توجد الحلول العاجلة حسب عمّال منشأة الغاز ... فما الذي يحدث في شركة الغاز عدن؟! وما أسباب توقف الإنتاج ؟!

 

 

في منشأة الغاز بمديرية البريقة ليس عمال القِطعة ( التجزئة ) هم وحدهم من يشكون غياب الحقوق في منشأة عريقة بقدم المدينة ، بل هناك مطالب أخرى أشار إليها موظفو المنشأة الذين قالوا أنهم محرومون منها ، وأخرى تتعلق بوضع المنشأة ومصنعها ، في الوقت الذي تؤكد إدارة شركة الغاز تسلم العمال والموظفين حقوقهم كاملة ، مشيرة إلى عدد من المعوقات والقضايا الشائكة ، مؤكدة توقف الإنتاج حاليا ومطمئنة باستئناف العمل خلال أسابيع حسب قول إدارة شركة الغاز.

معاناة طويلة تتمدد

تتغير الإدارات والوجوه، لكن تبقى معاناة العمال في سجون التجاهل والإهمال, ذلك حال الموظفين وعمال القِطعَة بمنشأة الغاز في مديرية البريقة محافظة عدن, الذين قالوا أن أيديهم خشنة الملمس ووجوههم محترقة الملامح وأجسادهم تغزوها السموم وهم متعلقون بوعود من سراب في منشأة تقاوم الانقراض, مشيرين إلى أن  الفساد غيّب حقوقهم وأسقط معها خدمة طويلة في مصنع يظل تاريخه مشدوداً في عمق العراقة إلا أنه اليوم متوقف بسبب انعدام ووصول الغاز إلى المنشأة ، الأمر الذي دفع بالعمال إلى تنفيذ وقفة احتجاجية للتنديد بما أسموه التلاعب بمخصصات المنشأة وضياع حقوقهم وعدم تثبيتهم منذ أعوام طويلة تلقوا خلالها وعوداً زائفة وجدوا أنفسهم معها اليوم في حالة من التيه بحسب محمد عبدالله محمد عضو نقابة عمال القطعة ـ الذي أضاف  : " انقطع الغاز عن منشأة عدن  فجأة منذ شهر من الآن بعد أن كان يأتي بشكل يومي من منشأة مأرب التي أكدت لنا أن مخصص عدن لا يزال يصرف بينما لا يصل إلى المنشأة ؟ " ، مشيراً إلى أن هناك مخصص بواقع ستة عشر ألف أسطوانة يصرف باسم عدن لا يصل إليها ، في الوقت الذي تم إبلاغ الجهات المختصة والسلطة المحلية ولا استجابات حسب عضو النقابة الذي قال : " تم منعنا من مقابلة المحافظ وفقاً لتعليمات إدارة الشركة وهذا دليل على عدم وجود نوايا صادقة تجاه المنشأة الحكومية التي توفر الغاز للمواطن بسعر معقول لا يتجاوز 2500تعبئة  11 كيلو بينما في القطاع الخاص 20 لتر بثلاثة ألف ريال ومعروف أن الكيلو 1000 لتر فكم سيكون حجم الفارق ؟! ".

صلة مفقودة

من جهته أوضح "محمد عبدالرب الجعري" نائب رئيس نقابة الموظفين منشأة الغاز، بأن الصلة بين النقابة وإدارة الشركة مقطوعة والأخيرة تتصرف وفقاً لهواها حسب قوله ، لافتاً إلى أن مطالب العمال العاجلة تتمثل في ضرورة توفير الغاز بدرجة أساسية ليستأنف المصنع عمله ، منوهاً إلى أن حقوق العمال مسلوبة منها التأخر والمماطلة في تسليم المرتبات على الرغم من أنها مرصودة في البنك حسب الجعري الذي تحدث: " الرعاية الطبية منعدمة منذ العام 2014م والمقدرة بثلاثمائة ألف ريال لم تصل منها سوى مائة ألف مع وجود التعزيز المالي ناهيك عن قضية المتقاعدين الذين لم تصرف لهم الزيادة بالرغم من اعتمادها ".

معركة الفساد

وأشار "ناصر علي بازياد" موظف بشركة الغاز منشأة البريقة إلى جملة من هموم العمال المتعلقة بالمرتبات والحوافز وبدل المخاطر التي لم يتسلمها موظفو المنشأة وبينهم مرضى بالقلب والرئة جراء السموم والعمل الشاق.

بينما أوضح "وجيه سالمين" بأن معركة المصنع إنما هي مع الفساد مضيفا : " المصنع صرح عريق وقد حافظ عليه أبناء عدن في أصعب الظروف وهو اليوم يصارع من أجل البقاء لأنه ملك للشعب " ، محذراً من سياسة الخصخصة مطالبا الرئيس هادي ووزير النفط ومحافظ عدن التدخل لوقف ما أسماه بالفساد وتوفير الغاز من شركة مصافي عدن  حسب سالمين الذي طالب بضرورة تفعيل دور الرقابة وإعادة أصول المصنع إلى شركة النفط اليمنية.

طول انتظار

فيما "رياض نصر" وهو عامل قطعة مصنع الغاز البريقة من ناحيته أشار إلى المعاناة الطويلة لعمال القِطعة الذين قرعوا كل الأبواب بحثاً عن التثبيت ولم تتم الاستجابة ، في الوقت الذي يؤدي العمال مهامهم في أحلك الظروف والأعياد والمناسبات ولم يتلقوا سوى وعود من سراب.

وكذا "بشير مثنى" عامل قِطعة تحدث عن هموم العمال قائلا: " نعاني من التهميش على مدى سنوات نعمل فيها بين الحديد والسموم واليوم يتم قطع الغاز علينا ، بينما القطاع الخاص يصل إليه المخصص فهل هذا جزاء أبناء عدن الذين قدموا أرواحهم في سبيل تحريرها وفي نهاية المطاف ينتهون إلى البطالة والبحث عن الغاز؟! "

وكلاء الشركة

بينما "عبدالله سالم" وكيل الغاز مديرية دار سعد أكد على مضي أربعة أسابيع منذ تسديد فاتورة الغاز ولم يتسلم المخصص بسبب انعدام الغاز ، منوهاً إلى أن تكلفة الإيجار في كل رحلة إلى المنشأة تبلغ خمسة عشر ألف ريال بإجمالي ستين ألف ريال ولا تزال حصة المديرية من الغاز غائبة .

وحذر "منير العلواني" مندوب لدى شركة الغاز عدن هو الآخر من خطورة الوضع مضيفا : " شركة الغاز تنهار تدريجياً والوكلاء اليوم لجؤوا  إلى القطاع الخاص بأسعار مرتفعة عن القطاع العام الذي لا تتجاوز سعر الأسطوانة فيه 2500 ريال بينما في القطاع الخاص تصل إلى أربعة آلاف وهذا سينعكس سلباً على المواطن البسيط".

مصنع الغاز

أما "عبدالله حيدرة" فني صيانة مصنع الغاز منشأة البريقة فأكد قدرة المصنع على إنتاج مابين سبعة إلى ثمانية آلاف أسطوانة يومياً ، نافيا وجود أي عطب فني من شأنه عرقلة العمل ، مشيراً إلى أن المصنع رغم افتقاره للصيانة إلا أنه يعمل ، لافتاً إلى أن ما تردد  حول خروجه عن الجاهزية هي محاولات تهدف إلى إنعاش القطاع الخاص على حساب القطاع الحكومي .

إدارة شركة الغاز

بدوره أوضح مدير شركة الغاز عدن "مراد ناصر شيخ" بأن سبب توقف الإنتاج في منشأة البريقة هي الإجراءات التي اتخذتها القيادة السابقة للشركة والتي بموجبها تم فرض الإيجارات المكلفة لمقطورات النقل القادمة من مأرب بعد توقف المصفاة ، لافتاً إلى أن كمية الغاز الداخلة إلى عدن في الوقت الحالي لا تتجاوز ثلاث مقطورات بواقع ستة ألف أسطوانة.

خيالية الأسعار

وأكد "مراد شيخ"  بأن إدارة الشركة بذلت مساعي حثيثة مع قيادة السلطة المحلية لتوفير الغاز من مصافي عدن ، منوهاً إلى أن المقطورات المحملة بالغاز والتي تخرج من مأرب حالياً لا تصل عدن والسبب عدم قدرة دفع شركة الغاز عدن تكلفة إيجار مقطورات النقل الباهظة والمقدرة بخمسة مليون ريال ، مؤكداً على أنه وبعد قيام الشركة تم توجيه عدة مذكرات وعقد اجتماعات شبه يومية مع السلطات تم التخلص من تبعات النظام السابق والمركزية والتعامل مع السلطة الشرعية للبلاد ، منوهاً أنه فور استئناف عمل المصفاة سيصل الغاز إلى المنشأة بكميات كبيرة .

حقوق العمال

وعن مطالب الموظفين وعمال القِطعة قال مدير شركة الغاز : " نحن تسلمنا الإدارة على أنقاض تركة فساد كبيرة ، وفي وقت قصير سعينا لتسليم العمال كافة حقوقهم وجميعهم تسلموا مستحقاتهم ومن بينهم عمال القِطعة البالغ عددهم 54 عاملاَ كانوا دون حقوق وعملنا على تثبيتهم بمرتبات شهرية  تصل إلى 25 ألف ريال قابلة للزيادة ، وبرغم الظروف المريرة التي تشهدها البلاد إلا أننا نعمل على تلبية كافة المطالب ونعد الجميع بمعالجة كافة القضايا العالقة" ، منوهاً إلى أن الشركة أوقفت العمل في منشأة الغاز نظراً لشحة الغاز الواصل وذلك لأجل ضمان استمرارية العمل حتى تؤمّن الشركة العمل اليومي في المصنع وليس العمل المتقطع الذي يتضرر منه العمال .

إيرادات الشركة والرقابة

 وأوضح "شيخ" بأن إيرادات الشركة تورد للبنك وفق بنود آلية العمل ، مطالباً الجهات المختصة تحسين أوضاع المنشأة وعمالها وإنشاء محطة جديدة ، وكذا فرض الرقابة الحقيقية على سير العمل ، لافتاً إلى أن أسعار الغاز في الشركة ثابتة  لم تطرأ عليها أي زيادة وهي  مابين 1600 ريال إلى 2000 ريال  للأسطوانة الواحدة بوزن 11 كيلو ، متعهداً بتحسين الأوضاع خلال الأسابيع القادمة  ، مستبعداً حدوث أي أزمة خانقة في مادة الغاز .

  

 




شارك برأيك