آخر تحديث :السبت 01 مارس 2025 - الساعة:00:09:59
جمعية المكفوفين.. معاناة إنسانية صعبة وقاسية!(تقرير)
(تقرير/ عادل حمران)

احتفلت الجمعية اليمنية لرعاية وتأهيل المكفوفين بعدن في عيدها الـ64 بلا مظاهر للحفل هذه المرة! فلم يلتفت إلى هذه الفئة أحد ، ولم يهنئهم إنسان بعد مضي ستة عقود ونيّف على تأسيس جمعية المكفوفين، هذه الجمعية حاولت إعطاء المكفوفين مكانتهم وقيمتهم وجمعتهم تحت سقف واحد من كل حدب و صوب من أجل سهولة التعامل في ما بينهم و تعارف جميع المكفوفين فيما بينهم.

 

 

نشأة الجمعية وأبرز أعمالها

وتأسست جمعية المكفوفين في عدن بمنطقة الخساف عام 23/10/ 1952م على نفقة عدد من رجال الخير و الإحسان في عدن وعلى رأسهم الأستاذ  /محسن حسن خليفة - مؤسس الجمعية - مع مجموعة من أبناء عدن بهدف مساعدة المكفوفين و تجميعهم تحت سقف واحد و محاولة دمجهم مع المجتمع ومحاولة تعليمهم وإتاحة لهم فرص العمل ، فبدأت الجمعية تُمارس نشاطاتها لخدمة المكفوفين منذ بداية تأسيسها حيث ابتدأت بعمل ورشة للأشغال اليدوية ( الحياكة ، الخزف ، الحبال ) وكذلك تم فتح قسم لتعليم المكفوفين الكتابة عن طريقة ( براين ) وفي عام 1960م تم بناء معهد المكفوفين في مديرية المعلا تحت رعاية الجمعية العدنية للعميان ، وبعد الاستقلال في عام 1967م تم تحويل المعهد تبع وزارة العمل للشؤون الاجتماعية وبدأ فيه تعليم جميع الطلبة الكفيفين من البداية و حتى الصف الخامس ابتدائي ثم يتم دمجهم مع المبصرات.

 

 

إهمال المكفوفين ونسيان معاناتهم!

ولا تزال فئة المكفوفين مهضومة في المجتمع وينقصهم الكثير من متطلبات الحياة الأساسية رغم كفاحهم المستمر محاولين ترك بصماتهم في الحياة فمن سلبهم نعمة البصر أكرمهم بنعم البصيرة ، لكنهم لا يحبذون النظر إليهم بشفقة و رحمة وهذا ما يقلق مسيرة حياتهم فما زالت نظرة المجتمع إليهم قاصرة و مازال الغالبية يعاملهم وكأنهم عاجزون عن عمل أي شيء وهذا ما أثبتوا بطلانه من خلال جهودهم و صمودهم في التعليم و العمل ، لكنهم يشكون من إهمال الدولة و المنظمات الدولية لهم فالكفيف محتاج رعاية تامة و توجيه صحيح من ناحية الحركة وكذلك الاهتمام بشؤون حياته الأخرى.

وجددوا مطالبتهم للدولة بأن تجعل عمل الهاتف خاص بفئة المكفوفين في مختلف مرافق الدولة . وقد قامت الجمعية بمطالبة الحكومة بتثبيت قرار توظيفهم في عمل الهاتف وهذا كان معمول به أيام دولة الجنوب ومنذ بعد الاستقلال في عام 1967 م وحتى عام 1990 م تم توظيف 54 كفيفاً و كفيفة في عمل الهاتف واستلام المكالمات و تحويلها في مرافق الدولة المختلفة لكنهم لم يسلموا من بطش عصابة صنعاء بعد الوحدة فتم تطبيق نظام "خليك في البيت" وإحالة عدد كبير منهم للتقاعد و تهميش البقية و لم تعطِ دولة الوحدة للمكفوفين أي اهتمام! و بقيت هذه الفئة مهضومة داخل المجتمع يصارعون أوجاع الحياة وحدهم دون أن يشعر بهم أحد! .

بدوره تحدث الأستاذ / أحمد محسن ديان عن معاناة المكفوفين و صراعهم مع الحياة وإهمال الدولة.. مبيناً بأن الكفيف يحتاج الاهتمام و الرعاية بشكل دائم ، فلم يسلموا من التهميش و الإقصاء بعد سيطرة صنعاء على الجنوب و تهميشه كغيرهم من فئات المجتمع الجنوبي .

 

 

مطالب المكفوفين واحتياجاتهم

ويحتاج المكفوفين إلى الرعاية و الاهتمام أكثر من غيرهم ، ويريدون  من يساندوهم ويأخذ بيدهم لإخراجهم من العزلة التي يعيشونها وكذلك إيصال رسالة إليهم بأننا معكم ولن نتخلى عنكم لكننا للأسف تركناهم وتخلت عنهم الدولة وكثير من المنظمات الدولية والإنسانية ! ، لم نبحث عنهم لأنهم لا يستطيعون رؤيتنا برغم أننا نراهم وندرك معاناتهم! ،  فمبنى الجمعية أصبح شيئاً من الماضي و لم يعد سوى مبنى  متهالك وآهل للسقوط في أي وقت و غير صالح لأي نشاط داخل الجمعية ، رغم تجربة الجمعية الناجحة و أعمالها الرائعة في خدمة المكفوفين و مساعدتهم  رغم أنها لم تتلقَ أي مساعدات من أحد ، فقد بحّت أصوات القائمين على الجمعية من أجل إيصال صوتهم للدولة أو للهلال الأحمر الإماراتي أو المنظمات العربية و العالمية ، من أجل مساعدتهم في إعادة تأهيل مبنى الجمعية وتوفير الأجهزة التي يحتاج لها الكفيف وتدريبهم على المهارات من أجل إكسابهم خبرات يستطيعون بها العمل والحصول على الرزق .

بدوره تحدث الأستاذ "صالح النادري" - رئيس الاتحاد الوطني لجمعيات المعاقين اليمنين- : " عن دور الجمعية وريادتها في خدمة الكفيف لفترة 64 عاماً واستطاعت جمع شتاتهم تحت سقف واحد وتأهيلهم وتعليمهم القراءة و الكتابة عن طريقة ( براين ) وشكا " النادري" من الإهمال الذين يتعرض له الكفيف من قبل الدولة و نسيانهم وعدم منحهم الميزانية التي يستحقونها من أجل تحقيق متطلباتهم و المساهمة في رعاية المكفوفين الرعاية الكاملة ، لأن معاناة المكفوفين كبيرة جدا رغم حماسهم و نشاطهم لكن ثمة معاناة يشعرون بها في حياتهم سواء في الشارع أو في الجامعة أو في المدرسة أو في العمل و المعاناة الكبرى عزلهم عن المجتمع أو التعامل معهم بشفقة وكأنهم عاجزين عن فعل شيء مع أنهم لا يحبذون هذه النظرة القاصرة إليهم ، وطالب "النادري" الدولة و الهلال الأحمر و المنظمات الخليجية و الدولية إلى إعادة النظر إليهم لأنهم فئة مهضومة و يستحقون الوقوف معهم.. وأضاف : " إذا كنّا مكشوفين ولا نستطيع رؤيتكم والوصول إليكم  فإن الله وهبكم نعمة النظر و تستطيعون رؤيتنا و مساعدتنا! " ،  وتمنى من محافظ عدن عيدروس الزبيدي بأن يوقف بجانبهم لأن معاناتهم كبيرة وهمشوا كثيراً ويرون فيه الأمل لهم و لعدن بشكل عام ويحتاجون من يأخذ بيدهم و يساعدهم في تجاوز صعوباتهم و حلحلة مشاكلهم .




شارك برأيك