آخر تحديث :الجمعة 28 فبراير 2025 - الساعة:23:31:58
قسم الصحافة والإعلام بجامعة عدن .. طموحات رغم الخذلان (تقرير)
( رصد / عماد ياسر فخرالدين – يوسف الحجري)

يُعد قسم الصحافة والإعلام في كلية الآداب بجامعة عدن من أبرز وأهم رافدي الوسط الإعلامي في الساحة المحلية حيث يتخرج سنويا من قسم الصحافة والإعلام ما يقارب 150 إعلامياً وصحفياً وتعتمد وسائل الإعلام المحلية المختلفة المرئية منها والمسموعة والمقروءة بدرجة 80 % في كوادرها على منتسبي وخريجي هذا القسم.

طموح رغم الخذلان

وفي ظل أوضاع البلاد الساخنة وما تمر به من صراعات ، شهد قسم الصحافة والإعلام خلال الخمس السنوات الأخيرة توافداً وإقبالاً كبيرين.

ويعاني القسم من جفاف في الجانب التطبيقي والتأهيلي، وتتمثل جوانب الجفاف في العجز عن إنشاء إذاعة داخلية أو أستديو تدريبي ، وانعدام المعدات والأجهزة التي تساعد على تطوير وتأهيل الطلاب.

ويظل الحديث المتداول دائماً، عن طموحات لابد أنها ستتحقق يوماً، وذلك عبر إنشاء كلية منفصلة للصحافة والإعلام بدلاً عن القسم ،والتي جاءت كمقترح من قبل أكاديميين في مجال الصحافة والإعلام ويعود ذلك إلى الإقبال الواسع في نسبة  المتقدمين لتخصص الصحافة والإعلام في السنوات الأخيرة،  ومن شأن هذا المقترح - إذا دخل حيز التنفيذ - أن يمثل نقلة نوعية في تاريخ وتطور الإعلام بعدن والجنوب إلا أن الحديث بهذا الموضوع يبقى قيد الكتمان.

20 %  مخرجات مؤهلة!

وعن مستوى الخريجين من مستوى الإعلام في جامعة عدن، يقول لـ"الأمناء" د. "صدام عبدالله" أستاذ الصحافة والإعلام في جامعة عدن، بأنه رغم الإمكانيات الشحيحة، إلا أنها تعتبر مخرجات متفاوتة بين الممتازة والجيدة والرديئة، وهذا يتوقف على مدى اهتمام الطلاب بالتعليم.

 وحسب الخبرة التدريسية، أعتقد أن 20% فقط هي مخرجات مؤهلة!، نظرا لاهتمامهم بالتعليم وحرصهم ورغبتهم بالتعليم بينما تمثل الشريحة الكبيرة للمخرجات، بغير المهتمة بالتعليم وتلقي المعارف، بقدر اهتمامهم بالحصول على شهادة التخرج بغض النظر عن مستوى المعرفة  لديهم" حسب وصفه.

وأضاف : "أما فيما يخصُّ مستوى التدريس ومستوى الطلاب في دول عربية أخرى، سبق وأن قلت في البداية أن الإمكانيات الشحيحة تلعب دوراً في تدني المستوى المهاراتي التطبيقي، مقارنة بدول عربية أخرى لديها إمكانيات عالية في هذا الجانب".

 وأرجع " د. صدام عبدالله" سبب تخلف كليات وأقسام الإعلام لدينا مقارنة بدول عربية، إلى توفير عدد كبير من القاعات الدراسية الذي يساعد على تقسيم الطلاب إلى مجموعات صغيرة تساهم في زيادة الفهم والمعرفة، فضلاً عن توفُّر مختبرات حديثة للتطبيق في الجانب العملي وغيرها من الإمكانيات.

 وأضاف من جملة الأسباب التي ذكرها هي :" وجود قوانين وأنظمة صارمة تطبق على سير العملية التعليمية فيما يخص بالانضباط والحضور وأعتقد أيضا أن الجانب الأمني والسياسي  -أي عدم وجود استقرار سياسي -أيضا يساهم في تدني المستوى التعليمي للطلاب ويؤثر على مخرجات التعليم".

واختتم قوله: " إذا ما حاولنا المقارنة بين مخرجات التعليم المحلي مقارنة بمخرجات التعليم الخارجي العربي نجد أن العوامل السابقة الذكر التي تؤثر في المخرجات متوفرة في تلك الدول وهذا مما يجعل تلك المخرجات أكثر كفاءة ومهارة مقارنة بالتعليم المحلي".

القسم الأكثر التصاقاً باللغة العربية

بدوره، د. "علي الصبيحي" أستاذ اللغة العربية في قسم الصحافة والإعلام تحدث لـ"الأمناء" عن أهمية دور اللغة في مختلف وسائل الإعلام وضعف دارسي مجال الصحافة والإعلام بهذا الجانب قائلاً : " هذا المجال أكثر التصاقا باللغة ، والصحافة هي السلطة الرابعة التي تطيح بالإمبراطوريات وتدك عروش الجبروت والطغيان  متى ما أن استخدم أهلها هذه اللغة الاستخدام الأمثل، وجمعوا  إليها النبل والمهنية والصدق ، ولم يكونوا من عُباد القرش، وماسحي أحذية السلطان وحملة المباخر" حسب وصفه.

وتساءل عن عدم تقديس طلاب الإعلام لهذه المهنة، ولا اهتمامهم باللغة التي تحتويها، إلا قلة قليلة منهم، لأن كثيراً من طلاب الإعلام يدخلون إلى هذه الأقسام إما هروباً من الضياع وخوفا من التقاعد قبل الوظيفة، وللحصول على الشهادة، وربما باختيار الأهل، والقليل من يدخل وفق ميوله .

وقال متعجباً ! : " من يقترب من الطلاب ويعرف ذخيرتهم وخلفيتهم في قواعد اللغة النحوية والإملائية والكتابية سيرثى لحالهم كثيرا!، إذ يستوي عندهم الهاء والتاء المربوطة ! ، ولا يفرق كثير منهم بين الألف الطويلة والمقصورة، بل ربما من يدخل إلى قسم الإعلام وهو لا يستطيع أن يأتي بالحروف الهجائية! ، منوهاُ إلى أن هذا ليس انتقاصا لكنها النقاط على الحروف، ناهيك عن النحو والبلاغة والصرف ورداءة الكتابة ورسم الحروف بطريقة سليمة وهذا ليس حكما عاما، لكنه الحاصل، نقوله وبكل أسىً وحسرة، فأين الأسلوب وفن الإلقاء  والخطابة وهي في مجملها تنبني على ما سبق من أساسيات؟!"

 

وطالب قسمي اللغة العربية وقسم الإعلام الى إعادة النظر في سياسة القبول وضرورة الاهتمام باللغة بشكل عام وأن لا يجعلوا من قسم الإعلام ملاذاً أخيراً  للمتردية والنطيحة وما أكل السبع!؛ لأننا نبتغي "سلطة رابعة" وإعلام حقيقي يوصل الرسالة، ولا نبتغي مخرجات ممسوخة كسيحة لا تجيد الحديث بمنطق سليم مقبول ومؤثر.

عدن بحاجة ماسة لكلية إعلام

إلى ذلك، قال "محمد مساعد" ناشط إعلامي واجتماعي : " أن دور الإعلام في عدن بشكل عام وفي جامعة عدن بشكل خاص  محدود  ولا يرتقي إلى المستوى التي تتطلبه عدن وجامعة عدن، ورسالة الإعلام يجب أن تكون في عدن  بشكل أكثر فعالية وتقدم ومنافسة والإعلام بعدن الرسمي والخاص مقيد ومكبل وتمارس عليه سياسة التهميش التي  بدأت عقب مشروع الوحدة ، والمتأمل للإعلام في عدن يدرك  حجم التدهور والضياع والإضعاف المتعمد الذي تعرض له من نظام صالح وحاليا الإصلاح".

وحسب رأيه عن أولويات الحل شدَّد على ضرورة بناء مؤسسات إعلامية في العاصمة عدن، قائلاً: إن عدن بحاجة ماسة اليوم لكلية الصحافة والإعلام أكبر من أي وقت مضى، وهي الحل الأساسي لضمان مستقبل إعلامي واعد في عدن".

وأضاف: "إن مستقبل الإعلامي مرهون  بما يملكه من خبرات ومهارات تمكنه من العمل  وسوق العمل الإعلامي مفتوح  ، علماً بأن هناك ممارسات يعدها البعض تجاوزاً من الجهات المسؤولة التي تحرص على أن تختار من تعرف ومن هو أقرب وليس من هو مؤهل ولديه خبرة وتلك أحد سلبيات النظام في البلاد منذ عشرين سنة فأكثر". 

أما "أحمد اليافعي" رئيس منتدى طلاب الصحافة والإعلام بكلية الآداب فعبّر عن أهمية قسم الصحافة والإعلام، معرجاً على النقص في الإمكانيات، التي يفتقر لها هذا القسم وهي إمكانيات أساسية تجعل الطالب يطبق تطبيقا عمليا سواء كان في قسم الصحافة أو التلفزيون أو العلاقات العامة.

وتمنى اليافعي أن يتطور في المستقبل القريب قسم الإعلام إلى كلية، لها ميزانيتها وكوادرها ومختبراتها التي يمكن من خلالها تخريج جيل إعلامي حديث.

قسم يعاني من الشيخوخة

أما الطالب "ظنين الحوشبي" فتحدث عن إهمال لهذا القسم في الكلية، ناهيك عن المناهج الدراسية التي عفا عليها الزمن والتي لا تنسجم مع ما يشهده العالم  من تطورا تكنولوجي حديث، مضيفاً: "هنالك نقص كبير في الكادر العلمي المؤهل، في العديد من شُعب الإعلام، ففي تخصص التلفزيون، وبعد رحيل د."عبد المعز هلال" بقيت شعبة التلفزيون والمواد الرئيسية فيها تحت تغطية المنتدبين وحديثي الخبرة، مشيراً إلى أن هذا يأتي في الوقت الذي ينبغي أن يكون قسمنا كلية أسوة بجامعة صنعاء"، حدَّ تعبيره.

وتأسف "الحوشبي" لوضع قسم الصحافة والإعلام بعدن، واصفاً إياه بالقسم الذي يعاني من الشيخوخة!، وأردف متسائلاً: "هل نستطيع العمل يداً بيد إلى جانب رئيس القسم الجديد؟، والعمل على إيجاد إعلام يلبي تطلعات المجتمع ويوافق رغباته؟! ".

وأفاد عن جدوى وأهمية الاهتمام بالإعلام والإعلاميين، قائلاً : " إن البعض اليوم لا يدرك قيمة الإعلام في بناء المجتمعات والنهوض بها وتعزيز قيمها والحفاظ على موروثها الحضاري والثقافي وكل هذه الأمور لا يمكن أن يقوم بها إلى  الإعلام ولو أدركنا قيمته وعرفنا قدره لأعطيناه حقه".

أما "فارس العوذلي"، رئيس المجلس الطلابي فتحدث لنا قائلا: " المجلس الطلابي الذي تشكل في 2014 م هو تكتل طلابي من أجل أن يكون حلقة وصل بين الطالب والإدارة وحل كافة الإشكاليات التي يمكن أن تحدث".

وأضاف "العوذلي" : "هناك عدة أمور وعراقيل وقفت تجاه المجلس الطلابي كعدم تمويل المجلس الطلابي بميزانية تشغيلية ليقوم المجلس بمهامه وأنشطته وقام أعضاء المجلس بالتمويل من حساباتهم الشخصية وقاموا ببعض الأنشطة والحفلات بالتنسيق مع المؤسسات".

وأضاف العوذلي : " للمجلس الطلابي دور مهم في توعية الطلاب وفي عملية إنشاء فكر جديد لدى قسم الإعلام من خلال إقامة الأنشطة والدورات والفعاليات التي من خلالها يمكن لرجل الإعلامي  أو الطالب الإعلامي أن يكون بالمستوى اللائق" .

وأضاف العوذلي في سياق أن المجالس الطلابية في جامعة عدن عانت مؤخرا من التهميش ولم تستطع أن تعمل بالمستوى المنشود الذي كان يتطلبه الطلاب .

 




شارك برأيك