آخر تحديث :الاحد 05 مايو 2024 - الساعة:15:29:00
الشهيد "فوزي مقبل الضنبري الردفاني"...عاش بطلاً، واستشهد بطلاً...
(الأمناء نت / كتب - علاء عادل حنش :)


الشهيد البطل المغوار العقيد (فوزي مقبل علي الضنبري الردفاني), أحد أبناء منطقة الركب- بمديرية الملاح بردفان، محافظة لحج - وهو ضابط في القوات الجوية، ووالده من أحد أبطال ومناضلي ثورة (14 أكتوبر) المجيدة، التي اندلعت شرارتها من جبال ردفان الشماء، ضد الاستعمار البريطاني آنذاك...

عاش الشهيد (فوزي), (أبو محمد)، حياة الطفولة بين أجفان أسرة صغيرة كانت تعاني شظف الحياة القاسية، من الفقر والحرمان والمعاناة الأليمة، ورغم كل هذا ، وبعزيمة الرجال الفولاذية ، وإصراره القوي ، كسر كل هذه الحواجز والصعاب التي عاشتها أسرته الكريمة، فقام بالالتحاق بالسلك الدراسي، وأكمل دراسته الابتدائية والثانوية، ثم واصل بعزيمته الفولاذية تعليمه الجامعي في الكلية العسكرية، حيث تخرج منها برتبة ملازم في القوات الجوية والطيران، ثم التحق بالعمل كمهندس طيران في قاعدة العند الجوية، ليواصل مشواره الحافل بالمعاناة، وتلقی بعدها العديد من الدورات التأهيلية حتى وصل وتقلد رتبة (عقيد)...
ولا يخفی علی كل من عاشر وعرف الشهيد (فوزي), من ميز تميز بها الشهيد البطل، فقد امتلك الشهيد (فوزي) كل صفات الشجاعة والصدق والإخلاص والتفاني، ودماثة في الأخلاق والاحترام، فكل من عاشره، يعرفون الشهيد (فوزي) حق المعرفة، رجل بمعنی الكلمة، رجل بطل لا يقبل الظلم والتعسف، وعيشة الذل والطغيان والمهانة...
 واليوم إننا نعيش الذكری الأولی والأليمة لاستشهاد هذا البطل الجسور...

فانضم إلی المقاومة الجنوبية الباسلة في بداية الحرب الظالمة التي شنتها الميليشيا الحوثعفاشية علی الجنوب أزاء الفترة الممتدة من مارس 2015م، وإلی أن تم طرد آخر متمرد حوثعفاشي من أرض الجنوب الطاهرة في يوليو 2015م...
كان من ضمن القادة علی مواقع حساسة في جبهات القتال بالعند بردفان، وتحديداً بجبهة  النخيلة...
وحين اشتدت المعركة في الخامس عشر من شهر رمضان المبارك آنذاك، وأثناء تصديهم للهجوم الغاشم الذي شنته ميليشيا الحوثعفاشية حينها علی الموقع التابع للشهيد (فوزي), فقام علی إثرها الشهيد (فوزي), هو ومجموعته بالتصدي لهذا الهجوم الغاشم في جبل النخيلة ببلة بالعند بردفان، حيث تمكن هو ورفاقه من تكبيد الميليشيا الحوثعفاشية خسائر كبيرة في الأرواح والعتاد، إلا أن ذلك اليوم، وهذه المعركة، كانت هي آخر محطات الشهيد (فوزي), الذي نال علی إثرها الشهادة المباركة، ليسقط الشهيد المناضل الجسور (فوزي) شهيداً دفاعاً عن الوطن والأرض والعرض والشرف والكرامة...
ليقدم الشهيد البطل الجسور (فوزي), روحه رخيصة في سبيل هذا الوطن الغالي (الجنوب)...
وبعد هذه الأحداث عم الحزن كل أرجاء قريته (الركب), وكل القری والمناطق المجاورة، لفقدانها هذا الشخص العظيم، الذي زرع احتراماً في كل قلوب أصدقائه ومحبيه وأهله وأقربائه, وكل من عرف الشهيد (فوزي) ليكون رحيله صدمة لأهل ردفان والجنوب عامة، وخسارة فادحة للوطن الجنوبي، ولكن في سبيل الوطن، والدفاع عن الأرض، فإن دماء الشهداء يعتبرها الشهداء أنفسهم؛ رخيصة مقابل تراب أرض هذا الوطن الغالي، ألا وهو (الجنوب الحر)...
فرحمة الله عليك ياشهيدنا (فوزي), وأسكنك الله فسيح جناته مع الشهداء والصديقين والأنبياء...

ولا يفوتني ذكر من أن رغم كل التضحيات التي قدمها أبناء الجنوب من شهداء بالآلاف المألفة في كل المعارك في صفوف المقاومة الجنوبية الباسلة، لأجل الدفاع عن الوطن، وفي مقدمتهم الشهيد (فوزي مقبل علي الضنبري الردفاني), إلا أننا لم نسمع أو نجد أي اهتمام أو تعويض لأسر هؤلاء الشهداء، من قبل الجهات المعنية، ومن قبل الحكومة الشرعية، وغيرهم، ولغيره من الشهداء الجنوبيين الأبرار، الذين قدموا حياتهم وأرواحهم رخيصة فداءَ ودفاعاً عن أرض الجنوب النزيهة...

وإنني من خلال هذا ، أطالب فخامة الرئيس (عبدربه منصور هادي)، ودول التحالف العربي بقيادة (المملكة العربية السعودية، والإمارات العربية المتحدة), وغيرهما، من أن ينظروا في ملف تعويض أسر الشهداء، التي لم تحصل علی أي شيء بتاتاً، وفي كل مناطق الجنوب دون استثناء، فالأسر هذه فقدت فلذات أكبادها، وفقدت من كان يعيلهم، ويجلب لهم قوت يومهم ياسادة ياكرام...
 وللعلم.. فإن الشهيد (فوزي), هو وحيد أسرته الكريمة، ولا يوجد من يعيلهم، سوى والده العزيز، والكبير بالسن، وابن الشهيد (فوزي), (محمد), الذي ما زال صغيراً بالسن... 

فرحمة الله علی شهيدنا البطل المغوار الجسور (فوزي مقبل علي الضنبري الردفاني), ورحم كل شهداء الجنوب الأبرار الأبطال، سائلين من المولی عزوجل أن يتغمدهم بواسع رحمته، ويسكنهم فسيح جناته...
وإنا لله وإنا إليه راجعون...



شارك برأيك
صحيفة الأمناء PDF
تطبيقنا على الموبايل