من مدرسة "الخنساء" التي سميت بها إحدى المدارس الموحدة للبنات في مدينة جعار، والتي نزلنا إليها للتعرف عن كثب، حول شعبة مخصصة فيها لذوي الاحتياجات الخاصة "المكفوفين" في أبين، حيث خصصت إدارة المدرسة لهذه الشعبة أحد الفصول؛ كي ينظمَّ إليها عدد من المكفوفين، بغرض التعلم واكتساب بعض المهارات، التي يمكن أن تُعين هذه الفئة في حياتها.. وقد كان لنا لقاء بالأستاذة "سعاد حسين باعباد"، وهي معلمة في شعبة المكفوفين والمسئولة المالية والإعلامية لهذه الشعبة..

بدايـــة الفكـــرة

كانت البداية معها بسؤالنا لها عن هذه الفكرة التي تعتبر نوعية في هذه المحافظة بالذات، حول فكرة إنشاء هذه الشعبة وكيف جاءت ومن كان وراءها ؟ لتجيبنا قائلةً: حدث أن تقدمت إحدى الطالبات المكفوفات إلى إحدى المدارس للدراسة غير أن طلبها قوبل بالرفض؛ كونها كفيفة، ومن هنا  جاءت الفكرة، بضرورة إيجاد مكان خاص بالكفيف؛ كي يتعلم فيه، ولكن شريطة أن يكون مكاناً تربوياً.. حيث قام كل من الأستاذة "سعاد يحيى حسن ورئيسة الشعبة الأستاذة منى كليب، بافتتاح الشعبة بدعم من جمعية " الأمان "؛ لرعاية المكفوفين في صنعاء، حيث قدمت الجمعية كل عون لفتح الشعبة في مدرسة الخنساء بمدينة " جعار " وبترحيب من إدارة المدرسة ممثلة في الأخت " قبله الزبيدي " مديرة المدرسة وتم افتتاح الشعبة وتجهيزها بكل ما يلزم ..

مهام شعبة المكفوفين

وعن المهام التي تقوم بها شعبة المكفوفين، فحددتها الأخت " سعاد "هذه المهام في اهتمام الشعبة بطلابها المكفوفين من حيث، الدراسة والتأهيل، حيث تم تدريسهم المناهج المدرسية والحكومية، إلى جانب تعليمهم وتدريبهم على طريقة " برايل " الخاصة بالكتابة للمكفوفين.. ويعامل الطالب الكفيف كأخيه الطالب المبصر إذ يحظى بنفس حقوق الطلاب المبصرين .. علاوة على ذلك، يتم إحاطة هؤلاء الطلبة المكفوفين بالرعاية والعناية اللازمتين، وتوفير الأجواء المناسبة لهم، وإحاطتهم بالعطف والحنان؛ حتى لا يشعرون بالنقص والفخر، من فقدان نعمة البصر إلى جانب المتابعات المستمرة لجهات الاختصاص لتوفير ومد الشعبة بالأدوات واللوازم التي يتطلبها عمل الشعبة.

علاقة الشعبة بإدارة التربية

وأما بالنسبة لإجابتها عن علاقة هذه الشعبة بالإدارة العامة لمكتب التربية والتعليم فأجابتنا بأن شعبة المكفوفين، هي عبارة عن فصل دراسي في مدرسة الخنساء، التي هي إحدى مدارس مكتب التربية والتعليم في م. أبين، ويقوم  مكتب التربية والتعليم بتسهيل عمل الشعبة، حيث تربط الشعبة بمكتب التربية علاقة طيبة وعلاقة رحمه واهتمام للمكفوفين وتقديم الدعم للشعبة في حدود الإمكان، ونتقدم هناك بالشكر للأخ مدير عام مكتب التربية م. أبين والشكر الجزيل للأستاذ خالد عبد الله المرزقي مدير مكتب التربية، م. خنفر، لما يقدمه من دعم مادي ومعنوي للشعبة.

السلطة المحلية والمكفوفين

وأما بالنسبة لدور السلطة المحلية تجاه المكفوفين، فقالت الأستاذة " سعاد " بأنه للأسف لم يأخذ الكفيف في هذه المحافظة حقه اللازم، من التأهيل والعناية، حيث لا يوجد مركز للتدريب وتأهيل الأكِفَّاء، ولا يوجد الأشخاص المؤهلين للتعامل مع الكفيف، حيث نعمل باجتهاداتنا  الشخصية والذاتية، ودور السلطة المحلية غائب تماماً، حسب قولها..

الصعوبات والإعاقات

 وعند السؤال عن الصعوبات والإعاقات التي تواجه هذه الشعبة، فهنالك عدة عقبات للوصول إلى الطالب الكفيف إلى المدرسة حيث يتم نقلهم من المنازل إلى المدرسة والعودة بهم إلى المنازل بواسطة باص واحد، وهو لا يكفي لنقل الطلاب جميعهم، وتغطية جميع المناطق، فما زال هناك طلاب كثر، بحاجة إلى نقلهم من المنازل للمدرسة، في مناطق مختلفة مثل: الحصن والكود وعمودية، وبعض القرى الصغيرة البعيدة، كما تواجهنا عقبة عدم وجود مكان يكفي لاحتواء عدد كبير من الطلاب حيث لا يخصص لنا سوى شعبة واحدة، ولا يوجد مكان للأكفاء.

تفاعل وشكر ومناشدة

وأضافت أ. " سعاد " بأن هناك تفاعل من قبل المجتمع مع شعبة المكفوفين؛ ولكنه يبقى ضعيفا، نظرا لما يحتاجه الكفيف من رعاية واهتمام, ونتقدم هنا بالشكر الجزيل لمؤسسة "لأجلك يا أبين"، لما تقدمه من دعم لهذه الشعبة, ونتقدم بالشكر لكل فاعلي الخير الذين قاموا بتقديم دعم للطلاب من وجبة إفطار أو مبالغ نقدية، ونتمنى منهم الاستمرار بذلك.

وفي الأخير تقدمت أ. سعاد بالشكر لـ " الأمناء " ونزولها لتفقُّد أوضاع هذه الفئة في هذه المحافظة، وعبرها وجهت رسالة إلى كل شخص لديه صلاحية، في مساعدة هذه الفئة، أن يقوم بواجبه في تقديم المساعدة، وتوفير المكان الآمن لهم، وتقديم التأهيل الكامل للأشخاص القائمين عليهم.

متبعة حديثها: كما نتمنى من المجتمع المحلي والجهات الحكومية التعاون في إنشاء مركز خاص لذوي الاحتياجات الخاصة؛ ليتم تأهيلهم  للعيش بالمجتمع بحرية وكرامة، وكذلك توفير فرص لتأهيل المعلمات للتعامل مع ذوي الاحتياجات الخاصة، وتوفير بيئة مريحة لهم أثناء التعليم، كما توجهت بالشكر لإدارة مدرسة الخنساء ممثلة بالأستاذة "  قبله الزبيدي " والأستاذ "مهدي محمد" لما يقدمانه من تسهيلات للشعبة  .