- البحسني يؤكد أن مكافحة الفساد هي مسؤولية مشتركة بين جميع مكونات المجتمع
- تفاقم العنف والاختطاف في اليمن يعصف بالمساعدات الإنسانية
- وسائل إعلام دولية : تحالف دولي ضد الحوثيين يُرجح أن يعلن بعد أسابيع
- 260 ألف حالة إصابة خلال عام.. وباء الكوليرا يعمّق معاناة اليمنيين
- كهرباء عدن تناشد قيادة حضرموت ضخ الوقود الخام وتفادي الانطفاء الكامل
- وقفة احتجاجية للمطالبة بوقف العبث بحضرموت
- قيادة محور الضالع تشدد على رفع درجة الاستعداد والجاهزية القتالية
- وزير النفط والمحافظ بن الوزير يتفقدان سير الأعمال في عدد من المشروعات بمدينة عتق
- غوتيريش: الأمم المتحدة تبذل جهودًا حثيثة للحفاظ على استمرار المساعدات الإنسانية في اليمن
- وصول سفينة إيطالية للمشاركة في حماية البحر الأحمر
من بين أكوام هذا الدمار الكبير في لحج، بسبب تلك الحرب الغاشمة على الجنوب، من قبل مليشيات صالح والحوثي، تجد أكوام تدمير البريد المركزي بمحافظة لحج منطقة صبر، إثر قصفه بالطيران؛ بعد احتلال تلك المليشيات له، ونتيجة لذلك كله، خلف معاناة كبيرة للمتقاعدين المدنيين والعسكريين، وأصبح المعاش أكبر هم للمتقاعد، وكيف ومتى استلامه، وظهرت كشوفات تسجيل الأسماء على بوابات البريد وكأنه قد أضحى "عيادة طبية" وازدحام منذ الصباح الباكر حتى المغرب، وبعد ذلك التعب كله ستسمع عبارة سلسة وبسيطة: "خلصت المبالغ المالية".
نصف المعاش مواصلات
وشكا متقاعدون بأن نصف معاشهم التقاعدي صرف في مواصلات، بينما مراكز بريد تصرف لعملاء ملايين الريالات ببطائق جماعية، مقابل أرباح عن كل معاش يستفيد منها صاحب البريد والمفوض باستلام المعاش، وإدارة البريد ترمي بالتقصير، وتربطه بما يحدث في مركزية صنعاء، فأين تكمن المشكلة، وما هي حقيقة صرف معاش المتقاعد ؟
"الأمناء" وبعد تواصل بالشكاوي من قبل المتقاعدين من تلك المعاملات بالبريد تجري هذا الاستطلاع للرأي العام ومن يهمه الأمر بسرعة معالجة أوضاع البريد حيث إن معظم المتقاعدين من كبار السن رجال ونساء وما يحصل لهم هو عذاب حقيقي أمام بوابات البريد بالحوطة و تبن.
بؤس حاضر في أعين الناس
وتجد ملامح البؤس مرسوماً في وجوه المواطنين، حيث يعبر كثيرون منهم بالقول: "كل شهر نعاني من هذا العذاب والعبث بنا، دون أن نستلم معاشنا من البريد إلا بعد فترة من الأيام، وأحيانا تتعدى الاسبوع ونحن نحضر وفي انتظار النداء بالاسم لأننا نسجل الأسماء بأوراق وطوابير طويلة ولا نتمكن من استلام المعاش في نفس اليوم نتيجة للوساطة والتلاعب في عملية الصرف وأحيانا يُقال المبلغ قد تم صرفه كاملاً، ويطلب منا الانتظار لحد وصول تعزيز اخر وهنا يطول الانتظار.
ويواصلون حديثهم الذي يبعث على الأسى قائلين: "انظر يا ابني كيف نقوم بالتسجيل بكشوفات قد تتعدى الـ 100 اسم وننتظر حتى وصول التعزيز ويقال مثلاً استلم فرع البريد 20 مليون ونستبشر خيراً ويتم الصرف واحياناً لا يتعدى الصرف المئة الاسم فإذا بأصحاب البريد يقولون" ما في سيولة، كملت الفلوس"!، موضحين أنه لو تم حساب الصرف بعملية حسابية وافترضنا بأنه قد تم الصرف لمئة متقاعد ومعروف بأن معاش المتقاعد لا يتعدى الخمسين الف ريال اضرب 100 متقاعد في 50 ألف ريال سيكون الناتج خمسة مليون تم صرفها يداً بيد، اما باقي المبلغ يتم صرفه جملة لعملاء.
تجـار البريــد
وأرجعوا هذه المشكلة إلى صاحب البريد الذي يتقاضى عمولة، من عملائه، الذين معهم اكثر من 100 بطاقة، لمتقاعدين يتم التعامل مع موظفي البريد مقابل عمولة ويتم الصرف لهؤلاء العملاء مبالغ بالجملة وفي اقل وقت بينما نحن في طوابير ومن ايام عديدة امام البريد لا نتحصل على حق المعاش، اين العدالة وأين النظام والقانون وأين دور المقاومة في هذا الامر ؟
ويواصلون:" لقد تعبنا جداً من معاملة البريد الاستفزازية فقد تحول إلى بريد للمتاجرة بمعاش المتقاعدين وغيرهم، مقابل عمولة ألف ريال، ألا يخاف الله هؤلاء الموظفون، بقيامهم بهذا العمل غير الأخلاقي، حسبنا الله ونعم الوكيل فيهم من مدير وإلى أصغر موظف.
ويعبر أحد المواطنين بالقول:" عندما تم استبعاد التربية من البريد قلنا سوف يتحسن الصرف داخل البريد للمتقاعدين ولن تكون هناك زحمة؛ لكن للأسف زاد الامر إرهاقاً لنا كمتقاعدين، مضيفين أن أصحاب البريد ربما خف عنهم الدخل وتحولوا بعدها، إلى المتاجرة بمعاش المتقاعد عبر وكلاء مقابل عمولة تدفع لهم من راتب كل متقاعد.
ووصل الحال ببعض أصحاب البريد بتعمد تأخيرنا، فقط للابتزاز والاسترزاق، وذلك حتى نقوم بتسليم بطائق المعاش للعملاء، فأين العدالة وأين الدولة لتقوم بإنصافنا من هذا العبث الممنهج ودون استحياء من الله أو أي تقدير للشيوخ والنساء وعذابهم اليومي مكتفين بالقول: "لا حول ولا قوة إلا بالله، حسبنا الله ونعم الوكيل فيهم".
البريد يحمل المسؤولية صنعاء
من جهته، نفى مسؤول بريد الحوطة "يوسف عبيد محمد سيف" أن يتم صرف المعاش بالجملة لعملاء لديهم بطائق عديدة للمتقاعدين.
ووصف هذا الأمر بالإشاعات التي يروج لها الغير، ويصدقها المتقاعد للنيل من عمل البريد، حسب قوله.
وبخصوص تأخر وقلة استلام المبالغ المالية فأرجع الأمر إلى مركزية البريد العام بصنعاء، فهو لا يزال يتحكم بعملية صرف المبالغ المالية، وربما يعود ذلك للانفلات الأمني والتخوف من سرقة رواتب المتقاعدين.
كما أنه شكا بأن البريد المركزي يوجه البنك بصرف مبالغ ما بين 20- 60 مليون وبشكل متقطع وهو الأمر الذي وضع البريد في موقف محرج مع المتقاعدين وما يعانونه اليوم من عذاب .
حلم صغير وبسيط
وفي الأخير ربما سيظل البريد البوابة الآمنة التي يحلم بها المتقاعد والموظف لاستلام راتبة في أمن وأمان وبأسرع وقت ممكن ودون أي متاجرة من قبل السماسرة وهو حلم يأمل بتحقيقه الجميع في بريد محافظة لحج وخصوصاً الحوطة وتبن.
فهل سيتحقق هذا الحلم أو سيظل حلم الجميع، وهل سيظل كثير من مرتزقة البريد في مختلف الأنحاء، يمتصون الناس بهذه الطريقة، وهذه الأعمال غير الأخلاقية، بحق معاش المتقاعد وراتب الموظف؟!، وهل تصبح صنعاء مجرد شماعة لتلك الأعمال غير القانونية؟!.
وهنا لا يسعنا القول إلا أن العمل أمانة وأخلاق واتقوا الله ودعوة المظلوم فإنه ليس بينها وبين الله حجاب، وكفى عبثاً بحقوق المتقاعد.