آخر تحديث :الاثنين 03 مارس 2025 - الساعة:23:01:42
الصرخة من اسطنبول
(الأمناء / ياسين الرضوان )

 

شُنت قيادات في المؤتمر الشعبي العام، وحزب الإصلاح، هجمات ارتدادية عنيفة، ضد (الحراك الجنوبي ومقاومته)، المتمثل بمنصب محافظ عدن ومدير أمنها، واتهام المقاومة الجنوبية وقادتها بالفشل والتقصير الكبير..

وكان في طليعة هذا الهجوم كلاً من المحامي الإصلاحي المثير للجدل بمناطقيته وكرهه للجنوبيين وعدن على وجه الخصوص والقابع في اسطنبول "خالد الآنسي"، وأيضاً وزير الكهرباء "صالح سميع"، سيء الصيت، بسبب فساده الضخم المثبت بالوثائق والمستندات، والذي عانى منه المواطنون كثيراً لسنين سابقة، ( في السلم وليس في الحرب، كما هو حاصل الآن)، ، وهو هو الآخر يسكن باسطنبول، وكذلك القاضي الهتار.

تحامل مفضوح وشهادة للجنوب

ويظهر جلياً مدى تحامل القاضي " حمود الهتار"، على الحراك الجنوبي ومقاومته الأصيلة، بالأحكام المسبقة والمؤدلجة، قبل أن يتسلم محافظ عدن ومدير أمنها المحافظة. 

حيث انتقد القاضي “حمود الهتار” الرئيس هادي، بـ (قـــرار) تعيين العميد عيدروس الزبيدي محافظا لعدن، قبل أن يتسلم الرجل منصبه, وأعده قرار غير حكيم، وهذا يظهر النظرة المجتزأة وغير المنصفة في الواقع.

وقال الهتار في تصريح له عقب تعيين العميد عيدروس الزبيدي مباشرةً كمحافظ لعدن، خلفا للواء جعفر محمد سعد الذي اغتيل حينها في حي التواهي بعدن ” إن تعيين محافظ جديد لعدن قبل أن يجف دم المحافظ السابق ويوارى جثمانه الثرى، قرار غير حكيم؛ ودون أن يكشف عن الأسباب..!

وقال في تغريدة سابقة له - قبل وصفه قرار الرئيس بعدم حكمته - بأن اغتيال محافظ عدن جعفر، وقبله رئيس الشعبة الجزائية المتخصصة (مؤشران خطيران على غياب السلطة في عدن)، وهذا يعد دليلاً آخر على أن الحراك ومقاومته بكل أطيافها، تحملت تركة ومسؤولية ثقيلة، وهي شهادة غير مباشرة من الهتار للحراك”.

الانتقام من الإمارات

وقال محللون في الشأن السياسي اليمني، أن هذه الهجمات الإعلامية، والدعم اللوجستي لها، يظهر أن خلفها منظومة متكاملة، تتحرك لضرب مواقف دولة الإمارات العربية الشقيقة، بغرض الانتقام منها ومن مواقفها، التي صبّت للصالح العام، وذلك بوثوقها ودعمها لحل القضية الجنوبية حلاً عادلاً لا يقصي أصحاب الأرض الحقيقيين، وحتى لا تحدث توترات مستقبلية، كما وصلنا إليه الآن.

ويضيف المراقبون: أن هذا للأسف يعد إفلاساً ذريعاً، عند استهداف الإمارات بالشكل غير المباشر، واستهداف أي خيار لها على الأرض، حسب قولهم.

وقالوا: "أن اختلاق أي ذرائع في هذا الوقت لخلخلة (صف الشرعية) أمر يدعو إلى التساؤل، وهذا يؤثر على النصر في المشهد العام، متبعين: أنه لا ينبغي عمل (الهجمات الارتدادية)، في داخل جيش الشرعية أو تحريض الناس وجعلهم يطعنون في قرارات الشرعية، على الأقل في هذا الوقت بالذات، حتى إن كانت هنالك نوايا لا تزال باقية، جراء استبعاد "البكري"، وقد عادت الآن ربما للحضور بأثر رجعي، وممارسة الانتقام على حساب عدن، حسب وصفهم.

تحالف غير مباشر

وفي وقتٍ سابق من هذا قال القيادي الرفيع "حميد الأحمر" بأن عدن لن تكون العاصمة وأنها غير مؤهلة لذلك، مضيفاً بأنه قد طلب من الشرعية، أن تحرر تعز، في المقام الأول، في إشارة مبطنة منه إلى أن تعز هي التي تستحق أن تكون العاصمة، لكن الشرعية مكابرة.

واعتبر مراقبون، حديث رجل الأعمال الإصلاحي، مقدمة واضحة لإغلاق وزعزعة أمن مدينة عدن، وهدف صريح للاستهداف القادم، وهذا ربما ما يبرر هذه الهجمة الشرسة التي تنطلق من اسطنبول، ويتبناها العديد من أنصار حميد، سواءً كانوا شماليين أو جنوبيين.

إلى ذلك، بدأت بعض مجسّات حميد الأحمر إلى إثارة القلاقل، وإثارة الموضوع التي تؤجج للصراع، وتشجع لنهج العنف، الذي تشهده عدن هذه الأيام.

هجمات إعلامية منسقة

وتفيد معلومات خطيرة عن تورط وضلوع عدد من أتباع الإصلاح الجنوبيين في هجمات إعلامية منسقة، ضد الرئيس هادي وبن عرب ومحافظ عدن ومدير أمنها، لغرض اسقاط عدن بطريقة غير مباشرة، والطعن في اختيارات هادي، وحلوله ليس لهذه الفترة فقط، بل لما بعد تطهير البلاد من المليشيات.

واستغرب العديد من الناشطين بأنه كيف يمكن حرمان الفصيل الأهم والمالك للأرض من حكم المناطق التي تقع تحت سيطرته، التي حررها بدماء شبابه، بينما عجزت القوى المقابلة بأن تحرر "تبة المصارية" الواقعة في مأرب رغم الدعم المهيب بمختلف الأسلحة لتلك الجبهة ومنذ بداية الحرب، مما أثار شكوك سياسيين كثر.

 وواصل الناشطون حديثهم بأن هذا سيمهد لمشاكل قادمة، ولن ينجح أي حلٍ قادم مستقبلاً، وهذا أيضاً يبرز مدى وجود عاهات كبيرة وقصر نظر، في عقول من يتبنى هذا الهجمات غير المبررة، والمترافقة مع تلك الهجمات على الأرض، وربما يوجد هنالك تحالف خفي بين العمل الإعلامي والعمل الميداني وقيادة فرق الاغتيالات، مع أنه تم تسليم مدينة مدمرة بتحالف ضخم ولا يزال التحالف موجود حتى هذه اللحظة، حسب قولهم.

 

وبرر الناشطون السياسيون أحاديثهم وجهة اختيار الرئيس هادي للحراك الجنوبي ومحافظ المحافظة ومدير أمنها، بأن "من يُقتل اليوم، كلهم من إخوان وأبناء وفلذات أكباد هؤلاء الذين يدفعون فواتير من دماء أهاليهم وجنودهم، لقاء أن يثبتوا الأمن في مدينة عدن، بينما يقف على النقيض منهم، من سلم المدن ومفاتيحها وأسلحتها، مدينة تلو الأخرى من دون أدنى مقاومة، بما فيها صنعاء، حد تعبيرهم.

    

عبوة ناسفة في (سوق شعبي)

ويقول سياسيون جنوبيون أن هنالك أطرافاً، تلعب لعبة سياسية قذرة، ولغرض يعرفه الكل، ولا يمكن لأي أمن أن يتمكن من معرفة الدسائس التي يحيكونها، حتى لا نحملها لوزير الداخلية الجديد، أو محافظ عدن ومدير أمنها.

ويوضح هؤلاء بأن هنالك عمليات لضرب الاستقرار بهوية سياسية، فمثلاً اسطنبول شهدت عدة تفجيرات من هذا النوع، ومعظم البلدان المتطورة أيضاً، ودون أن يتم الكشف عن أحد، وآخرها أحد مساجد المملكة، فما بالك في عدن والحرب لا تزال فيها، حسب قولهم.

وأشاروا مذكرين، بتمكن أجهزة الأمن، والمقاومة الجنوبية الجمعة الفائتة، من تفكيك (عبوة ناسفة تزن أكثر من 30 كيلو جرام) وضعت وسط  السوق العام في الشيخ عثمان من قبل (مجهولين)، في كيس بلاستيكي ولولا قدر الله لحصلت كارثة مروعة.

 



















































































شارك برأيك