آخر تحديث :الجمعة 10 مايو 2024 - الساعة:00:08:06
ماذا حملت عودة بحاح الى عدن؟‏
(الأمناء نت - خاص :)

كتبه / ماجد الداعري:
لليوم الثاني على التوالي وأنا أتابع وسائل الاعلام الحكومية، بفضول صحفي جارف وغير مسبوق في حياتي،مستبشرا بخبر سعيد يزف بشرى الخير المأمول من العودة النهائية المحمودة لدولة نائب الرئيس رئيس الوزراء الاستاذ/ خالد البحاح وحكومته الى عدن، غير أن شيء من هذا لم يحصل حتى اليوم، رغم توالي الاخبار المنشورة وتواتر التصريحات الرسمية المنقولة عن سعادته خلال اولى اجتماعاته ولقاءآته الحكومية بعدن التي ينتظر كل من فيها أن يعرف بشغف كبير من سعادته ومساعديه، ماذا حملت عودة بحاح الى عدن؟
في اليوم الأول لوصول بحاح لعدن،ظهر ناطق الحكومة راجح بادي على قناتي الحدث وسكاي نيوزعربية، ليدلي بتصريحات زادتني رعبا في الوقت الذي كنت أعيش فيها تجليات أمل بخير مقبل لعدن، أسعى للحصول من خلاله حتى على جرعة نوم هادئ مستقر ولو لليلة واحدة دون "نبأ عاجل مزعج" يفيد باغتيال شخص ما، هنا او هناك، ودون ضجيج انفجارات وطلقات نارية مرعبة غدت سيفونية رعب طبيعية ومألوفة لدى سكان عدن.
فبينما كنت أأمل ان يخبرني بادي ،أن الحكومة عادت بخطة أمنية متكاملة وشاملة كفيلة بضبط الأوضاع الأمنية واستعادة هيبة الدولة واعادة تشغيل أجهزتها الأمنية المختلفة اضافة الى موازنات تشغيلية جاهزة وكفيلة باعادة تفعيل عمل المكاتب التنفيذية والمؤسسات الحكومية المتوقفة بالعاصمة عدن منذ تحريرها،الى جانب برامج عمل ومشاريع تنموية مدعومة من دول التحالف والمانحين وأصدقاء اليمن وأشقائه- إلا أنه أخبرني بأمر المر عندما قال أن الحكومة تدرك أن الأوضاع ليست مستقرة ولا آمنة بعدن وزاد الطين بلة حينما سابق الزمن وتجاهل المخاطر المتعلقة بتأكيده مسبقا أن الرئيس هادي سيغادر عدن فعلا وسيعود لادارة الملف السياسي من الرياض بذريعة الحفاظ على سلامته وعدم امكانية وجوده مع نائبه بعدن نظرا لما لذلك من مخاطرة أمنية محدقة بالوطن ومستقبله في ظل الوضع الحالي القائم بعدن.
ومن هنا أدركت أنني أعيش اضغاث أحلام سياسية لاتأويل لها لدى كل الطاقم الاعلامي لبحاح وحكومته، وأن علي الافاقة سريعا من سكرتها والعودة الى حالة المخاوف الموصدة خلف الجدران،والاستذكار جيدا أن "السيكل فعلا مايزال يدور ويدور ويدور"،وان الاشادة بدور امني ومحلي غائب،تعني اشارة الى ان الحكومة الموقرة وقادتها المحليين والأمنيين بعدن على الاقل، يعملون "بآخر زرة" حسب تعبير الاشقاء.
ولعل مازاد من تبديد أحلامي واستنفذ آمالي بتثبيت بعض أجواء التفاؤل والاطمئنان التي كنت أعيشها منذ اليوم الأول لوصول دولة رئيس الوزراء ، باقتراب موعد النهاية المنتظرة لسيناريو "الفوضى الاجرامية المنظمة" ومموليه و ومخرجيه وكل ممثليه القتلة في مدينتا العتيقة المسالمة التي تنتظر من بحاح "استعادة أمنها واستقراراها واعادة تشغيل أجهزتها وهيبة نظام الدولة الغائبة منها منذ تحريرها، وذلك من خلال تدشين خطط عمل حقيقة بمختلف القطاعات والاشراف المباشر على تنفيذها من ارض الميدان وتوفير الموازنات والامكانيات اللازمة لاستعادة أنشطة وأعمال القطاعات والمؤسسات المختلفة،والتوقف نهائيا عن أي تصريحات اعلامية صادمة بل وكارثية كتلك التي نشرت بوسائل اعلام حكومتكم الموقرة باسم سعادتكم وأنتم تشيدون بجهود السلطات المحلية والأجهزة الأمنية وماتبذلها للحفاظ على الامن والاستقرار وخدمة المواطن، بينما يعرف كل كائن حي باليمن والعالم ان عمليات الاغتيال أصبحت يومية ومرعبة وأن القاتل مايزال مجهولا وهاربا عن العدالة بل ويستعد لتنفيذ عمليات اجرامية اخرى، وأن الدولة غائبة تماما بمختلف اجهزتها الأمنية والضبطية والقضائية والادارية والخدمية وأن المياه ماتزال منقطعة عن احياء ومناطق واسعة بالعاصمة المؤقتة وأن الانقلات الأمني وجماعات الموت والارهاب والتخريب ماتزال تعوث وتنشر وتتوسع بصورة غير مسبوقة بالمدينة، وبالمقابل يعلم الجميع أيضا ان سعادة المحافظ عيدروس الزبيدي ورفيقه الفدائي الضالعي الآخر شلال شائع يبذلان فعلا قصار جهدهما للسيطرة على الاوضاع إلا ان الخرق هذه المرة "زاد كثيرا على الراقع" وأن أقوى وأذكى قائد امني او اداري لايمكنه أن ينجح في أبسط مهمة مالم تتوفر لديه الامكانيات اللازمة والمطلوبة لتنفيذها، وهو مالم يتوافر لدى المحافظ ومدير الأمن، ناهيك عن خطورة "فئران البيت" حينما يغيب القط، وتترك لتلعب بحرية لحظة الانشغال المصيري لرب البيت خارج منزله.



شارك برأيك