آخر تحديث :الاحد 19 يناير 2025 - الساعة:19:37:57
( الدوكيار ) .. مرسى البسطاء يواجه شبح الإغلاق.. إقصاء متعمد لمركز إنزال سمكي بمواصفات عالمية (تقرير وصور)
(استطلاع / دفاع صالح )

بين عدن والسمك عشق أزلي .. والبحر شاهد عيان، ولأشرعة البسطاء مرسى في تفاصيل ذلك العشق .. لن نبحث في تلك التفاصيل لأن ذلك لن يكون سوى بكاء على الأطلال، فقط سننقل واقع أحد براهين تلك العلاقة ..

موقع الإنزال السمكي ( الدوكيار ) في حجيف ليس فقط موقعا لإنزال الأسماك، بل مرسى لأكثر من ألفي عامل يعملون بالأجر اليومي .. إنه مرسى البسطاء الذين يكدحون منذ الصباح الباكر لإعالة أسر تتوق لرائحة (السمك) في أوقات كثيرة .. (الدوكيار) وهي كلمة أجنبية تعني أحواض السفن – واجه ويلات الحرب المدمرة التي استهدفت كل ماهو جميل في عدن، ويواجه الان شبح الركود و الإغلاق ..

الدوكيار في انتظار أبنائه

صعوبات كثيرة مرّ بها هذا المرسى العريق كان لها أثرها على الكادحين البسطاء الذين ظلوا

يفتقدون لأبسط حقوقهم كالتأمين الصحي، في الوقت الذي أصبحت فيه أسقف مبنى الصيانة معرضة للسقوط و ألآت الصيانة قد انتهى عمرها الافتراضي .

وحين بدأ الدوكيار باستعادة عافيته من علل لحقت به منذ زمن، وبتكاثف الجهود بين قيادة الهيئة العامة للمصائد السمكية والعمال كل في مجاله- أقبل اللاهثون خلف أطماعهم السوداء يعلنون حربهم على عدن .. التاريخ والإنسان .

وكغيره من ملامح عدن المدينة الأزلية – تعرض الدوكيار للقصف والتدمير وإتلاف أصوله – بحسب حديث بعض عماله، فتوقف نشاط الموقع الذي يعد مصدرا لدخل شريحة واسعة من أبناء عدن البسطاء.

ويعد الدوكيار الذي يتبع الهيئة العامة للمصائد السمكية م/عدن- مركزا علنيا لبيع وحراج الأسماك بأنواعها المختلفة منذ عشرات السنين، كأهم موقع لإنزال الأسماك الطازجة بغرض الاستهلاك المحلي والتصدير الخارجي.

جهود متفانية

قيادة الهيئة العامة للمصائد السمكية ممثلة بالمهندس ناصر النسي ، بذلت جهود جبارة لإعادة النشاط للمركز- كما جاء في حديث الأخ عبدالله علوي – عضو نقابي في المركز، الذي أثنى أيضا على دور أحمد علي الحمزة والعمال كافة في المساهمة مع قيادة الهيئة لإعادة الحياة للدوكيار.

وبعد توقف دام أكثر من نصف عام استبشر العاملون خيرا بأن تدب الحياة مجددا في موقعهم العريق الذي يواجه حاليا شبه الإغلاق بسبب نقل موقع الإنزال السمكي إلى مديرية المنصورة في منطقة لا ينطبق فيها أي شرط من شروط الإنزال – كما يفيد الصيادون .

(لا مجال للمقارنة بين الموقعين) يقول علوي، ويضيف : (الدوكيار يحتل موقعا استراتيجيا ، وهو مركز إنزال نموذجي بمواصفات عالمية ، أما ما يحدث الآن من عشوائية في الموقع المستحدث فهو إقصاء متعمد وتدمير للدوكيار بكل مافيه).

الترميم وإعادة التشغيل للدوكيار كان بجهود ذاتية بذلتها قيادة الهيئة وإدارة الصيانة بإشراف جمال العاقل – أفاد بذلك عمال الصيانة الذين أكدوا على أن المقومات الأساسية للموقع وهي الرصيف والثلاجة التي تقدر سعتها بـ(800 طن) ومصانع الثلج، أصبحت مستعدة للعمل وعلى مدار الساعة .

غربان في سماء البسطاء

بين طفح المجاري والمياه المذابة من ثلوج الأسماك تهبط الغربان لتأخذ حاجتها، ثم ترتفع إلى السماء لتكوّن غيمة سوداء تبعث الكآبة إلى النفس ..

الغربان من مخلوقات الله تبحث عن رزق لها، لكنها كثيرة النعيق .. لا تكتفي بأخذ حاجتها فتظل تنعق وتؤذي العامل البسيط ..

كان ذلك هو المشهد الأول للموقع الجديد الذي استحدثته أيادٍ متنفذة وتبقي عليه حتى الآن على الرغم من كل النداءات التي تطالب بعودة النشاط إلى المركز الأساسي ( الدوكيار).

الساكنون بالقرب من موقع الإنزال المستحدث في المنصورة يشكون تعرض البيئة المحيطة بمساكنهم لضرر بيئي بسبب عدم ملاءمة الموقع للإنزال السمكي وبالذات فيما يخص تصريف المجاري ..

فمن هي الجهة المستفيدة من ضرر يقع على المواطن وآخر على العامل البسيط؟!

متى تعود الحياة ؟ّ!

منذ أكثر من ( 25 ) عاما وهو صديق للبحر ورفيق للقارب .. الصياد علي ثابت مازال راضيا برزقه – كما يقول – ويدعو أن يظل البحر صديقا وفيا له . (الصياد البسيط مغلوب على أمره وقد تمر أيام لا يجد شيئا يصطاده) بهذه العبارة اختصر العم علي معاناته.

واستدرك : (عودتنا للدوكيار هي عودة الحياة بالنسبة لنا ) ..

عودة الدوكيار تعني عودة (حياة ) لأولئك البسطاء فهل يدرك المتنفذون معنى ذلك ؟!

 

 

 

 




شارك برأيك