آخر تحديث :الخميس 30 يناير 2025 - الساعة:22:02:42
الطريق إلى يافع .. مناظر متناثرة على طول الطريق محاطة بمدرجات زراعية أبدع فيها الإنسان اليافعي (صورة)
(بقلم / انور الحضرمي)

 

رغم تعثر شق طريق حطاط رصد عن العمل  إلا  ان خلف تلك الطريق طبيعة ساحرة  يقودك سحر الجمال اليها بحنين لايوصف... انها  الطريق إلى يافع .

الطريق إلى يافع عبارة عن سلسلة جبلية تمتد برايتها من أطراف وادي " بناء " – تسلك فيها طريقا وعرة  , تقودك تلك الطريق الوعرة إلى مناظر طبيعية  من صنع الخالق عز وجل , مناظر متناثرة على طول الطريق محاطة بمدرجات زراعية أبدع فيها الإنسان اليافعي أيما إبداع – إنها قرى يافع في مديريتي " رصد وسباح " – جبال عالية ومنازل على سطوحها , علت بعلو أصحابها  .. بيوت ذات بناء هندسي متناسق ورائع – انه الفن المعماري اليافعي الذي ليس له مثيل إنها منازل تبنى من الأحجار السميكة بما فيها من متانة ترسم لوحة للشموخ  الذي عرفت به يافع في العصور الغابرة .

لا شي فارق بين يافع الأمس - ويافع اليوم .. فكل شي هنا يحكي عن يافع  العز والشموخ والإباء,, ومن القرى التي مررنا بها في رحلتنا إلى يافع - قرية  " الفلاحة " وهي قرية نحت في الصخر وتدل على ارتباط  ساكنيها بتلك  الجبال – ثم مررنا بقرية " السروح " التي تجسد فيها  فن الإبداع ... إبداع المدرجات المترامية بمحاذاة جبالها ثم أخذنا الطريق إلى سوق " سرار "وهو سوق شعبية قديمة  يجتمع فيه المتسوقون من القرى المجاورة لشراء ما يلزمهم , ... والآن إلى  " رخمة " – شريان مائي رغم قلة الأمطار  غير ان رخمة تبعث في النفوس الآمال الواسعة ..

وحدث عن رصد  وسوقها ذي الحركة التجارية , ورصد ذات الأرض المنبسطة نسبيا ويتمثل في رصد  على نحو يلفت النظر اختلاط الريف بالحضر , ويدهش الزائر إلى رصد منظر السفينة السابحة وسط الجبال  " قلعة القارة " وانتهى بنا المطاف  إلى قرى  " السعدي " ذات الحسن والجمال التي تعانق منازلها كناطحات سحاب في قمم الجبال " جبل السعدي " وتتوسط منازلها مزارعها  وتترابط فيها المدرجات كلوحة فنية أبدعها الخلاق  في صورة حافلة بالحسن والجمال  كعروس في ليلة زفافها  .. وأثناء زيارتنا ليافع غمرنا أهلها بطبيعتهم وكرمهم وتواضعهم وعاداتهم وتقاليدهم التي يشتهرون بها . حيث قدموا لنا الوجبات الشعبية المعروفة لديهم  ومنها " العصيد " والعسل واللحم وغيرها وقد مكثنا ليلة كاملة شعرنا فيها بجوها البارد ! وكم كنا نتمنى ان تطول زيارتنا ليافع ولكن سرعان ما انتهت  مهمتنا التي جئنا لأجلها وهي مرافقة صديق في مراسيم عرسه , حين بزغ شعاع الفجر الجميل الذي صاحبته زقزقة العصافير التي ايقظتنا للتأهب والرحيل .




شارك برأيك