آخر تحديث :الاثنين 02 ديسمبر 2024 - الساعة:11:25:32
57 عامًا على استقلال الجنوب.. تضحيات الأجداد ترسم ملامح الاستقلال الثاني ..
( الأمناء / تقرير/ مريم بارحمة- قسم التحقيقات :)

 

 

تحل علينا الذكرى السابعة والخمسون لعيد الاستقلال الوطني المجيد، يوم 30 نوفمبر 1967، ذلك اليوم العظيم الذي شهد رحيل آخر جندي بريطاني من أرض العاصمة عدن، إيذانًا بإعلان استقلال دولة الجنوب ونهاية عهد الاستعمار البريطاني. يمثل هذا اليوم محطة فارقة في تاريخ النضال الجنوبي، حيث توجت تضحيات الأجيال بنيل الحرية وإقامة جمهورية الجنوب الديمقراطية.


-تاريخ الاستقلال ودلالاته

الاستقلال الوطني في 30 نوفمبر 1967 لم يكن مجرد حدث عابر ؛ بل كان تتويجًا لنضال طويل بدأ بثورة 14 أكتوبر 1963. انطلقت الثورة من جبال ردفان واستمرت أربع سنوات من الكفاح المسلح، خاض خلالها أبناء الجنوب معارك بطولية قدموا فيها التضحيات العظيمة في سبيل تحرير الأرض.

هذا اليوم يعكس إرادة شعب الجنوب الذي رفض الاستعمار بكل أشكاله، وحقق نصرًا على واحدة من أقوى الإمبراطوريات في العالم آنذاك، بريطانيا العظمى. إنه يوم خالد في ذاكرة الجنوب، يجسد روح الكفاح والوحدة التي ميزت نضالات شعب الجنوب.


-الوضع الراهن والتحديات

في الوقت الذي يحتفل فيه الجنوب بالذكرى الـ 57 للاستقلال، يواجه شعبه تحديات كبيرة. تتعمد القوى اليمنية المنطوية في الشرعية، وفق العديد من المراقبين، خوض حرب خدمات وتجويع تستهدف إرغام الجنوبيين على القبول بحلول لا تلبي تطلعاتهم المشروعة لاستعادة دولتهم.
ورغم كل هذه المحاولات، يرفض شعب الجنوب أي تسويات تنتقص من حقوقه، مؤكدين أنهم لن يسمحوا بتمرير أي حلول تتجاوز أهداف استعادة دولة الجنوب بحدودها ما قبل 22 مايو 1990.


-إنجازات المجلس الانتقالي الجنوبي

برز المجلس الانتقالي الجنوبي بقيادة الرئيس القائد عيدروس بن قاسم الزبيدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي القائد الأعلى للقوات المسلحة الجنوبية نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي، كصوت موحد وممثل شرعي لقضية الجنوب. وتمكن المجلس الانتقالي من تحقيق إنجازات سياسية ودبلوماسية وعسكرية بارزة، حيث أصبحت قضية الجنوب حاضرة على طاولة الإقليم والمجتمع الدولي.

يعمل المجلس الانتقالي على مواجهة التحديات وإفشال المؤامرات التي تستهدف النيل من قضية الجنوب. كما عزز من تماسك الجبهة الداخلية ودعم القوات المسلحة الجنوبية التي تخوض معارك بطولية لحماية المكتسبات.


-روح التكاتف والتماسك

يشدد قادة الجنوب وممثلوه على ضرورة التكاتف بين أبناء الجنوب في هذه المرحلة المفصلية. التآزر والوحدة الجنوبية كانا دائمًا من أبرز أسباب الانتصار على الاحتلال البريطاني، وما زالا السبيل الوحيد لتحقيق الهدف الأسمى بإعادة بناء الدولة الجنوبية الفيدرالية كاملة السيادة.


-احتفالات وطنية ومظاهر البهجة

تشهد محافظات الجنوب مظاهر فرح واحتفالات بهيجة احتفاءً بالذكرى المجيدة. وتُنظم الفعاليات الرسمية والشعبية التي تستذكر بطولات الأجداد والآباء وتعيد التأكيد على العهد بمواصلة الكفاح لاستكمال التحرير واستعادة الدولة.


-رسالة للأجيال الجديدة

30 نوفمبر ليس مجرد ذكرى بل هو درس للأجيال الجديدة في أهمية الحرية والسيادة. إنه يذكرهم بأن النضال لا يتوقف عند التحرير بل يستمر حتى بناء دولة مستقلة وقوية تحمي حقوق مواطنيها وتصون كرامتهم.

عيد الاستقلال المجيد هو مناسبة لاستلهام روح النضال الجنوبي، وتجديد العهد بمواصلة الكفاح حتى تحقيق تطلعات شعب الجنوب في دولة جنوبية حرة، فيدرالية، ومستقلة. سيظل يوم 30 نوفمبر رمزًا للكرامة والحرية، شاهدًا على إرادة شعب لا يقبل بالظلم، ويدافع عن حقه في تقرير مصيره مهما بلغت التحديات.

 

الرئيس الزُبيدي بذكرى نوفمبر: ماضون على درب شهدائنا الأبرار

 

قال الرئيس عيدروس الزُبيدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، إن في مثل هذا اليوم الأغر قبل 57 عامًا، ومن العاصمة عدن، أشرقت شمس الحرية والاستقلال الوطني الجنوبي الأول على ربوع وطننا الحبيب، بعد مشوار طويل من الكفاح والنضال.

 

وأكد في تغريدة على حسابه بموقع إكس أمس السبت، أنه "سطر فيه آباؤنا وأجدادنا واحدة من أعظم ملاحم الثورات التحررية، تُوجت بإعلان الاستقلال الناجز في الثلاثين من نوفمبر من عام 1967".

 

وتابع "إذ نحتفي اليوم بالذكرى السابعة والخمسين للاستقلال المجيد، نتذكر بفخر واعتزاز تلك الملاحم والتضحيات الكبيرة التي قدمها الثوار، مستلهمين منها معاني الصمود والإصرار للمضي قُدمًا في المسار الذي رسمته دماء شهداء ثورتنا الجنوبية التحررية، حتى استعادة دولتنا المستقلة كاملة السيادة".

 

وأردف "بهذه المناسبة الوطنية الغالية على قلوبنا جميعًا، يسرني أن أتوجه بالتهاني والتبريكات إلى أبناء شعبنا الجنوبي في الداخل والخارج، وإلى مغاوير قواتنا المسلحة الجنوبية الباسلة المرابطين في ميادين الشرف والبطولة، وإلى حرائر الجنوب الماجدات، وشبابه الواعد، وأشباله وزهراته جيل المستقبل".

 

واختتم "نجدد العهد بأننا ماضون على درب شهدائنا الأبرار حتى تحقيق تطلعات شعبنا في استعادة دولته الحرة المستقلة بحدودها التاريخية المعترف بها إقليميًا ودوليًا قبل 21 مايو 1990م، الرحمة لشهدائنا الأبرار، والشفاء العاجل لجرحانا الميامين، والنصر للجنوب".

التلاحم وراء المجلس الانتقالي ..

 

مقومات كبيرة يملكها الجنوب العربي وهو يمضي نحو العمل على تحقيق الاستقلال الوطني في مواجهة إرهاب قوى الاحتلال التي تتمادى في استهداف الجنوب العربي.

 

الاستعمار الذي دحره الجنوب قبل 57 عامًا، لا يختلف كثيرًا عن الاحتلال الذي يعاني منه الوطن في الوقت الحالي، وأحد القواسم المشتركة في المشهدين هو إصرار الجنوب على مواصلة طريق التحرر الوطني، فما أنجز في الماضي حتمًا سيتكرر في مقارعة الاحتلال الراهن.

 

فالاحتلال الذي يتعرض له الجنوب في الوقت الحالي، قام على أساس الوحدة المشؤومة التي فُرضت بالقوة الغاشمة، وتمادت بعدها قوى الاحتلال في عدوانها على الجنوب وشعبه واستهداف قواته المسلحة.

 

ضراوة الحرب الغاشمة التي تشنها قوى الاحتلال في الوقت الحالي، يتصدى لها الجنوب بكل قوة وصمود عملًا على تحرير الوطن من قوى الإرهاب وتيارات الاحتلال المشؤومة.

 

الجنوب يتصدى للحرب بقوة ويمضي نحو التحرر الوطني، ويملك العديد من المقومات الكبيرة للتصدي لتيارات الاحتلال، وفي مقدمة هذه المقومات حالة التماسك التي يتم التعويل عليها في هذا الإطار.

 

وهذا التماسك يتضمن حالة من الاصطفاف وراء المجلس الانتقالي الذي يقود مسيرة التحرر الوطني ويتصدى لمخططات مشبوهة يتعرض لها الوطن، في محاولة لعرقلة نضاله الذي يستهدف تحرير الوطن من خطر الإرهاب ومن قوى الاحتلال.

 

أهمية حالة التماسك تعود إلى أن الجنوب يتعرض لخطر الاستهداف الشيطاني من خلال ترويج الأكاذيب والافتراءات ضد المجلس الانتقالي، عملًا على عرقلة جهوده الدؤوبة التي ترمي إلى تحرير الوطن من خطر الإرهاب.

 

ويثق الجنوبيون في قدرة المجلس الانتقالي في مجابهة التحديات الراهنة التي تفرض نفسها على الساحة، ويتعرض من خلالها الجنوب لتهديدات مستمرة لمساره الوطني والتحرري.





شارك برأيك