آخر تحديث :الثلاثاء 24 ديسمبر 2024 - الساعة:00:16:31
إجماع سياسي جنوبي رافض لمخططات الأحزاب اليمنية بقيادة حزب الإصلاح
(الأمناء / تقرير : منير النقيب)

تاج : التكتل يمثل استمراراً لتحالفات تعود إلى حرب 1994

الحراك الثوري : الوثيقة السياسية للتكتل خطيرة وتهدف لفرض شراكات سياسية مع أطراف يمنية تحت مظلة الشرعية

رابطة الجنوب العربي : نشاطات الأحزاب اليمنية في عدن هدفها إضعاف القضية الجنوبية 

 

الكيانات الجنوبية : أي تحالف لا يعبر عن إرادة شعب الجنوب سيكون مصيره الفشل

 

تشهد العاصمة عدن منحدرا سياسياً متصاعداً وسط محاولات من بعض القوى اليمنية لإعادة تشكيل تكتل سياسي جديد، بقيادة حزب الإصلاح.

هذه التحركات قوبلت برفض قاطع من غالبية الكيانات الجنوبية السياسية والشعبية، التي ترى فيها تهديداً لهوية الجنوب واستقراره.

فيما تتعالى الأصوات المناهضة لهذا التكتل، تبرز تساؤلات حول أهدافه وخلفياته، ومدى تأثيره على القضية الجنوبية.

 

احتجاجات شعبية :

 

شهدت شوارع عدن، أول أمس الثلاثاء ، احتجاجات حاشدة تنديداً بتكتل الأحزاب اليمنية الذي أُعلن عن تشكيله. واحتشد المتظاهرون أمام فندق كورال، معبرين عن رفضهم التام لهذا المشروع السياسي الذي يرونه امتداداً لمحاولات "قوى الاحتلال" لإعادة السيطرة على الجنوب عبر أدوات حزبية يمنية تدعي تمثيل الجنوب، ولكنها تكرّس مصالح خارجية لا تخدم طموحات أبناء الجنوب.

 

الشرفي يحذر من انحراف بوصلة الاجتماع :

 

وبالتزامن مع انعقاد اجتماع تكتل الأحزاب اليمنية في العاصمة عدن، علق أنيس الشرفي نائب رئيس الشؤون الخارجية بالمجلس الانتقالي الجنوبي عضو هيئة التشاور والمصالحة على هذا الحدث مؤكدا أن المجلس الانتقالي الجنوبي سمح لانعقاد هذا اللقاء بهدف توحيد الجبهة الشمالية لمواجهة مليشيات الحوثي الإرهابية وتحرير الشمال .. محذر من انحراف هذا الاجتماع والمساس باهداف شعب ومشروعه الوطني الجنوبي.

وقال الشرفي:" ‏قدم المجلس الانتقالي الجنوبي دعمه الكامل لكل جهد يساهم في تحرير الشمال، ومن هذا المنطلق سمح لانعقاد لقاء الأحزاب في عدن، لعلهم يفيقون من سباتهم ويوحدون جهودهم لمواجهة الحوثيين وتحرير أرضهم، إلا إن أي محاولة لحرف بوصلة الحرب باتجاه عدن والجنوب المحررة وتجاوز الخطوط الحمراء لشعب الجنوب وقضيته ومشروعه الوطني، سيعود وبالا على تلك القوى ويجهز على فرص لجوءهم في الجنوب، وعلى الباغي تدور الدوائر".

واضاف " إذ تتحدد علاقات المجلس الانتقالي الجنوبي ومواقفه وسياسته للتعامل مع أي طرف آخر، بناء على استيعاب الآخر لجوهر المشروع الوطني الجنوبي، وانفتاحهم على خيارات حل قضية شعب الجنوب دون أي قيد أو شرط مسبق، وبما يلبي إرادة شعب الجنوب".

 

رفض سياسي جنوبي :

 

وشهد الشارع الجنوبي رفض سياسي واسع من قبل الكيانات الجنوبية، على رأسها "التجمع الديمقراطي الجنوبي تاج"، أكدت رفضها لهذا التكتل، معتبرةً أنه يمثل استمراراً لتحالفات تعود إلى حرب 1994، والتي تسببت بمعاناة للجنوب وأبناءه. وأشارت إلى أن هذا التكتل، الذي تسعى إليه القوى اليمنية الموالية لصنعاء، يهدف لتقويض قضية الجنوب ويشكل استمراراً لمحاولات الهيمنة التي حولت الجنوب إلى غنيمة للأحزاب اليمنية بعد انسحابها من مناطقها الشمالية التي أصبحت تحت سيطرة الحوثيين.

 

 تحركات حزب الإصلاح :

 

تأتي هذه التحركات استكمالاً لتحركات سابقة لحزب الإصلاح اليمني، الذي عرف بمحاولاته السابقة استغلال الأزمات السياسية لتنفيذ أجنداته الخاصة.

ووفقاً لمقال نشر عام 2018 في إحدى الصحف الخليجية، وصف الحزب بأنه "كيان خبيث وانتهازي"، ويُحذر من أن تحركاته تهدف لتمرير أجندات سياسية تخدم مصالحه على حساب الجنوب.

 

موقف مجلس الحراك الثوري الجنوبي :

 

مجلس الحراك الثوري الجنوبي أصدر بياناً شديد اللهجة ينفي فيه مشاركته في أي حوارات يرعاها أطراف خارجية، مجدداً تمسكه بمبادئ تحرير الجنوب واستقلاله. وأكد أن المجلس لن يشارك في أي مشروع سياسي قد يستهدف النيل من تطلعات أبناء الجنوب، مشيراً إلى خطورة الوثيقة السياسية المقترحة والتي تهدف لفرض شراكات سياسية مع أطراف يمنية تحت مظلة الشرعية.

 

 المجلس الأعلى للحراك الثوري :

 

عبر المجلس الأعلى للحراك الثوري، بقيادة الأستاذ عبدالروؤف السقاف، عن قلقه من تداعيات لقاء الأحزاب اليمنية في عدن.

وأكد المجلس، من خلال لقاءات موسعة أجراها نائب رئيسه محمد الحضرمي، ضرورة الحفاظ على موقف جنوبي موحد في وجه أي محاولات لتمرير مشاريع سياسية تهدف إلى تقسيم الصف الجنوبي لصالح أجندات خارجية، مشدداً على رفضه لأي شراكات قد تؤثر على حقوق شعب الجنوب.

 

موقف حزب رابطة الجنوب العربي :

 

من جانبه، أعلن حزب رابطة الجنوب العربي الحر رفضه القاطع لنشاطات الأحزاب اليمنية في عدن، مؤكداً أن هدفها الأساسي هو إضعاف القضية الجنوبية وتحويل تطلعات شعب الجنوب إلى ملفات سياسية عابرة. ودعا الحزب كافة القوى الجنوبية للتكاتف والوحدة في مواجهة هذه التحركات التي تسعى لتحجيم طموحات أبناء الجنوب.

 

 بيان الحراك الجنوبي المشارك :

 

فيما أعلنت قيادة الحراك الجنوبي المشارك رفضها القاطع للمشاركة في لقاء القوى السياسية اليمنية الذي يجري في الخارج، معتبرةً أن هذه القوى اليمنية "المنقسمة والمتشتتة" تتحمل المسؤولية عن الوضع المتردي الذي وصلت إليه البلاد، بما في ذلك انهيار المؤسسات. وأكدت قيادة الحراك في بيان صادر عنها على ضرورة محاسبة هذه الأطراف على ما وصفته بـ"الجرائم والانتهاكات التي ارتكبت بحق الشعب الجنوبي"، بدءاً من حرب صيف 1994 وما تبعها من تدمير ونهب للمؤسسات الجنوبية.

كما وجهت قيادة الحراك نداءً إلى النائب العام لإصدار أوامر اعتقال ضد الشخصيات اليمنية السياسية التي تشارك في هذا اللقاء، مطالبة بمحاسبتهم على تدهور الأوضاع الاقتصادية والمعيشية التي يعاني منها الشعب.

 

 

حزب جبهة التحرير يعلن رفضه للتكتلات الحزبية :

 

في 3 نوفمبر الجاري أصدر حزب "جبهة التحرير"، بيان صحفي صادر عن مكتب أمينه العام المهندس علي المصعبي، اعلن رفضه القاطع لمشاركة الحزب في أي تكتلات حزبية سياسية جديدة، معتبرًا أن هذه التكتلات لا تتماشى مع إرادة شعب الجنوب.

وجدد الحزب في بيانه التأكيد على التزامه بالميثاق الوطني الجنوبي، الموقع بالشراكة مع المجلس الانتقالي الجنوبي، بقيادة اللواء عيدروس الزبيدي، معتبراً أن هذا التكتل هو الوحيد الذي يمثل إرادة الشعب الجنوبي ويسعى لتحقيق تطلعاته.

 

وجاء في نص البيان: "إننا نتابع مساعي بعض القوى لعقد تكتل سياسي جديد في العاصمة عدن، وفي ظل هذه التحركات نعلن موقفنا الواضح برفض المشاركة في أي تشكيلات حزبية خارج إطار تكتلنا الجنوبي الموحد بقيادة المجلس الانتقالي".

كما حذر حزب "جبهة التحرير" من أي محاولات لاستنساخ اسمه أو الزج به في أي تكتل مخالف، مؤكدًا على تمسكه بالعمل ضمن التكتل الوطني الجنوبي، الذي يضم كافة الأطراف الملتزمة بالقضية الجنوبية.

 

الجنوب صفا واحدا :

 

في مواجهة تحركات الأحزاب اليمنية بقيادة حزب الإصلاح، يبدو واضحاً أن الجنوب يقف صفاً واحداً في رفضه لمشاريع سياسية تهدد هويته وتطلعاته نحو الاستقلال. ومع استمرار هذه التحديات، يبرز الدور المحوري للكيانات الجنوبية في توحيد صفوفها وإرسال رسالة واضحة لكل من يحاول التدخل في شؤون الجنوب: أن أي تكتل أو تحالف لا يعبر عن إرادة شعب الجنوب، سيكون مصيره الفشل، ولن يتمكن من كسر عزيمة هذا الشعب في الحفاظ على مكتسباته الوطنية




شارك برأيك