استقبل معالي وزير النقل الدكتور عبدالسلام صالح حُميد، اليوم، بديوان عام الوزارة بالعاصمة عدن، الأمين العام للمنظمة البحرية الدولية السيد أرسينيو أنطونيو دومينجيز، والوفد المرافق له الذي يزور بلادنا لأول مرة. 

وجرى خلال اللقاء، بحث جملة من المواضيع ذات الاهتمام المشترك وخاصة نتائج آثار ومترتبات هجمات المليشيات الحوثية على السفن التجارية في البحر الاحمر  ومضيق باب المندب وخليج عدن وانعكاساتها السلبية وعلى ارتفاع رسوم التأمين واجور الشحن البحري ومن ثم على اسعار وكلف السلع والخدمات موضحأً التحديات والصعوبات التي تواجه النقل البحري، كما تم بحث السبل الكفيلة لتعزيز التعاون والتنسيق المشترك بين الوزارة ممثلة للحكومة والمنظمة.

وفي اللقاء، رحب معالي وزير النقل، بزيارة الأمين العام للمنظمة البحرية الدولية والوفد المرافق له، مشيراً الى ان هذه الزيارة تأتي في ضؤ الموقع الاستراتيجي لليمن كونها تطل على مجموعة من البحار والمحيطات والممرات المائية منها مضيق باب المندب والذي تتدفق عبره نحو 30 بالمائة من التجارة الدولية، مبيناً الدور الهام للمنظمة البحرية ومهامها في تأمين الملاحة البحرية وخلق نقل دولي ذات كفاءة عالية وبيئة بحرية آمنة ونظيفة  وخالية من التلوث. 

وتطرق الوزير حُميد، الى ان اليمن انضمت الى 20 اتفاقية ومعاهدة  للمنظمة البحرية الدولية، وتوجد العديد من الاتفاقيات منها الاتفاقية الدولية لمنع التلوث واتفاقية معالجة مياه التوازن لناقلة النفط واتفافية نيوروبي لإزالة حطام السفن، كما تعكف الوزارة والحكومة الشرعية لإصدار تشريعات لتنفيذ تلك الإتفاقيات والمعاهدات، منوهاً إلى ان الوزارة بصدد إصدار لائحة السفن والموانئ وتشكيل اللجنة الوطنية للأمن البحري بالتنسيق والتشاور مع وزارة الشؤون القانونية للمراجعة  والعرض على مجلس الوزراء للمصادقة عليها. 

واستعرض معالي وزير النقل، التحديات التي تواجه الحكومة الشرعية جراء انقلاب المليشيات الحوثية على الدولة ومؤسساتها وما سببته من مشاكل كبيرة منها مايتعلق برفع التأمين على السفن وتصنيف الموانئ اليمنية بموانئ عالية  المخاطر مما أثر على أجور الشحن وارتفاع التأمين انعكس سلباً على الوضع الاقتصادي ومعيشة المواطنين، معرجاً الى تداعيات الهجمات الإرهابية للمليشيات الحوثية على خطوط الملاحة الدولية والسفن والحوادث والكوارث الناجمة من تلك الهجمات،منوهاً الى الجهود المبذولة من قبل الحكومة لمواجهة هذه التحديات وتشكيل خلية ازمة لمعالجة هذا الوضع وبسبب شحة الامكانات لم تتمكن من لعب دور فاعل في هذا الجانب، مؤكدا ان استمرار تدفق الاسلحة للمليشيات الحوثية لا يشكل تهديداً على اليمن بل تهديداً شاملاً للأمن والسلام للإقليم والعالم. 

وثمن معالي وزير النقل، الدور الذي يقوم به الأمين العام للمنظمة البحرية الدولية وأوجه الدعم المباشر للوزارة والهيئة العامة للشؤون البحرية من خلال بناء القدرات واقامة الورش الداخلية والخارجية والذي بلغت نحو 25 دورة تدريبية وتأهيل 80 كادر بحري في مجالات فنية وادراية وتقنية،اضافة الى الجهود التي قامت بها المنظمة مع البرنامج الإنمائي للأمم المتحدة لمساعدة الهيئة في وضع خطة طوارى لمجابهة مشكلة خزان صافر وتجنب كارثة بيئة ،داعياً لاستمرار هذا التنسيق لحشد التمويل لما تبقى من إنجاز المرحلة الثانية للخطة، معرباً عن امله من توفير المتطلبات والاحتياجات لبناء قدرات الجهات ذات العلاقة بالمجالات البحرية وتوفير مايلزم من المعدات الخاصة بالمحافظة على البيئة البحرية والخطوط الملاحية الدولية. 

من جهته اشار الأمين العام للمنظمة البحرية الدولية، إلى أن الزيارة لليمن تأتي في اطار الإهتمام بالموقع البحري الاستراتيجي و التعرف عن قرب على آثار الهجمات البحرية للحوثيين والتعرف على طبيعة المساعدات و الدعم والمساندة التي يمكن ان يقدمها اعضاء المنظمة، البحرية مشيراً الى الموقع الاستراتيجي والهام الذي تتمتع به اليمن ،مؤكداً ان المنظمة ستواصل تقديم كافة مايلزم من مساعدات وفق الأولويات لتجاوز التحديات التي تواجهها اثر الهجمات على الملاحة الدولية والسلامة البحرية. 

كما قام معالي وزير النقل والمسؤول الأممي، بتفقد مبنى الهيئة العامة للشؤون البحرية، مطلعين على سير العمل والأنشطة والاحتياجات لتطوير الاداء وكذا المهام الموكلة للمركز الإقليمي لتبادل معلومات الأمن البحري التابع للهيئة، عقبها القيام بجولة بحرية على ميناء عدن والإطلاع على حركة النشاط الملاحي والمميزات التي ينفرد بها موقع الميناء. 

هذا وقدم معالي وزير النقل الدكتور عبدالسلام حُميد، درع تكريمي وتذكاري للأمين العام للمنظمة البحرية الدولية السيد أرسينيو أنطونيو دومينجيز، والوفد المرافق له، تقديراً للجهود الذي تبذلها المنظمة في دعم الوزارة الجهات التابعة لها. 

حضر الاجتماع، وكيل الوزارة لقطاع الشؤون البحرية والموانئ القبطان علي صبحي ورئيس موانئ خليج عدن الدكتور محمد امزربة ومستشار الوزير للشؤون البحرية المهندس محمد بن عيفان ونائب رئيس موانئ البحر الأحمر محمد صبر، ونائب رئيس الهيئة العام للشؤون البحرية القبطان يسلم مبارك، ونائب رئيس موانئ خليج عدن المهندس عبدالرب الخلاقي،ومدير مكتب وزير النقل بسام المفلحي وعدد من مدراء عموم الوزارة.