المهندس خلدون علي أحمد، مدير عام فرع هيئة الأراضي بلحج، يعتبر من الشخصيات البارزة في إدارة الأراضي بالمنطقة وسمعنا عنه أصوات واتهامات كثيرة مؤخرا، ولكننا اصرينا على أن نعرف الحقيقة من الواقع بعيدا عن المفسبكين، لقد ذهبنا إليه في معاملة لأحد معاريفنا ممن لديهم عقود من عام 90 ووجدناه يستقبل الناس بالشارع ويستكمل معاملاتهم ويتعاون معهم ويقدم لهم الاستشارة والنصح وهو حتى مريض ودون فلس واحد وهذا ما رايته بأم عيني، ذهبنا اليه ولم نجده الا مركب (الدريب) بيده ويوقع ويراجع معاملات المواطنين، وهذا الامر اصبحنا نادراً ما نجده ان يكون مسؤولاً قادراً على مواجهة التحديات المعقدة التي تتعلق بهذا الملف الحساس، لطالما تداولت العديد من المنشورات أوصافاً تتناقض مع الحقائق حول شخصية خلدون، ولكن يبقى الرجل متحملاً لضغوط وظيفته بجهدٍ استثنائي بل ويعمل حتى وهو مريض.

هذا الرجل رغم ماتعرض له من هجوم معنوي وجسدي الا انه مازال يعمل ويخدم المواطن دون تفانٍ، فقد تعرض لمحاولة اغتيال من قبل نافذين وتم الاعتداء عليه جسدياً وكل ذلك يؤكد بأنه شخصية صلبة ومسؤول نظامي ولا يريد ان يمضي سوى بالقانون وحسب.

ولا شك أن العمل في مجال إدارة الأراضي قد يعرض الشخص للكثير من الانتقادات والهجوم والأصوات المعارضة والخطر وبالذات في وضعنا الذي نعيشه اليوم، وهو أمر طبيعي لأي شخص يجتهد في منصب كهذا، وتلك الامور غالباً ما تصدر عن بعض الأبواق التي لا تدرك طبيعة المهام المتشابكة والمعقدة التي يتولاها، ورغم أننا ندرك أنه لا يوجد إنسان معصوم عن الخطأ، إلا أن الجهود المضنية التي يبذلها خلدون في هذا السياق تستحق الاعتراف والتقدير والإشادة.

الجميع يعرف مدى تعقيد ملف الأراضي وما يرافقه من تحديات وصعوبات تحتاج إلى رجل يتسم بالقوة والحنكة، غير عابئ بالأصوات النشاز التي قد تعترض طريقه، فالتعامل مع قضايا الأراضي يتطلب شخصية تتحلى بالمناعة ضد تلك الأصوات وقدرة على التعامل مع المشاكل بحكمة ومرونة.

في ظل الوضع الراهن وما تشهده محافظة لحج من صراعات بين النظام والقانون والمخالفين، فإن العمل كموظف في إدارة الأراضي ليس بالأمر السهل، فما بالك عندما تكون أنت المسؤول الأول عن هذا الملف، تلك المسؤولية تتطلب شجاعة ومعرفة عميقة وقدرة على تحمل المخاطر المحتملة، وهو ما يفعله خلدون بكل إصرار وتفان.