آخر تحديث :السبت 21 ديسمبر 2024 - الساعة:17:37:16
"ثورة 14 أكتوبر: ملحمة النضال من ردفان إلى التحرر"
(الامناء نت/خاص:)

كتب : جميل سيف القطيبي


في صبيحة 14 أكتوبر 1963، انطلقت أولى رصاصات الثورة من جبال ردفان الأبية بقيادة الشهيد البطل راجح بن غالب لبوزة، معلنة بداية نهاية الاستعمار البريطاني على الجنوب العربي. لقد كانت المواجهة مع قوات الإمبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس شرسة، حيث رفض الثوار تسليم أسلحتهم، وأجابوا ببسالة تفوق الآلة الحربية البريطانية المتقدمة.

لقد أطلق الشهيد لبوزة رصاصة المواجهة، ليكون بذلك رمزا لشجاعة الثوار، حيث استشهد في معركة غير متكافئة مع الجنود البريطانيين الذين كانوا يحملون اقتحام الجبل الي يتمترس به الثوار، ليبدأ فصل من النضال الذي استمر لسنوات.

ذلك اليوم المجيد شهد صمودًا بطوليًا من أبناء ردفان، الذين أبدعوا في القتال من جبل البدوي، حيث تفوقوا على الإمبراطورية بمهاراتهم القتالية، رغم الفارق الكبير في العتاد والقوة. لم تكن الثورة مجرد مواجهة عسكرية، بل كانت رمزًا للإرادة والعزيمة التي لا تنكسر، وانتشرت نار الثورة من ردفان إلى كافة أرجاء الجنوب العربي، حتى تحقق الهدف العظيم في 30 نوفمبر 1967، عندما جلا آخر جندي بريطاني عن عدن، معلنًا نهاية حقبة الاستعمار.

وفي عام 2007، استعاد أبناء ردفان روح النضال مجددًا عندما وقفوا ضد ظلم نظام صنعاء، لتكون تلك الانتفاضة امتدادًا لثورة الأجداد. وفي منصة الشهداء بردفان، حيث تم تكريم الأبطال الذين ضحوا بحياتهم من أجل الحرية، رفض أبناء ردفان الرضوخ لسيطرة قوات النظام اليمني. اقتحم الأبطال المنصة في ملحمة جديدة من التضحية، وسقط خلالها أربعة شهداء، ليؤكدوا أن روح الثورة باقية وأن الطريق إلى الحرية لا يتوقف.

إن ما يربط بين ثورة 14 أكتوبر 1963 وانتفاضة 2007 هو العزيمة التي لا تتغير، والإرادة الصلبة التي يتمتع بها أبناء الجنوب العربي. لقد أثبتت ردفان مرارًا أنها قلعة للنضال، حيث سطر أبناؤها أروع الملاحم ضد قوى الظلم والاستعمار، سواء كانت الإمبراطورية البريطانية أو النظام اليمني. ستظل ذكرى هؤلاء الأبطال والشهداء خالدة في وجدان الأمة، ولن تتوقف مسيرة التحرر والكرامة حتى تحقيق كامل الحقوق.




شارك برأيك