- بتمويل إماراتي.. محافظ سقطرى يدشن مشاريع طرق لتحسين البنية التحتية بالمحافظة
- فريق التواصل وتعزيز الوعي السياسي يعقد لقاءً موسعًا بالقيادات الأمنية والعسكرية في رباعيات يافع
- سياسيون يطلقون هاشتاج #شبوه_ثلاث_سنوات_استقرار
- ضبط متهمين بتزوير وثائق رسمية وأختام طبية بعدن
- مجلس المستشارين يستعرض نتائج عمل فرق التواصل وتعزيز الوعي السياسي في محافظات الجنوب
- لقاء مشترك بين وزير النقل وسفير اليمن في الكويت لمتابعة مشروع ميناء سقطرى والطائرات المهداة لليمنية
- حلف قبائل حضرموت يؤكد تمسكه بالثروات النفطية ويرفض أي مساس بها
- برئاسة وزير الأشغال.. إجتماع دوري لمجلس إدارة صندوق صيانة الطرق
- مجلس القيادة الرئاسي يوجه بإصلاحات شاملة لتحسين كفاءة مؤسسات الدولة
- الولايات المتحدة تطلب وقف أنشطة الحوثيين في العراق
كتب : هاني سالم مسهور
في 21 مايو/أيار 1994 أعلن الرئيس الأسبق علي سالم البيض فك الارتباط بين جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية والجمهورية العربية اليمنية.
وذلك بعد ثلاثين عاماً على الإعلان السياسي الذي جاء بعد أن شنّ نظام علي عبدالله صالح هجوماً عسكرياً على الجنوبيين ناقضاً وثيقة العهد والاتفاق التي رعاها الملك الراحل الحسين بن طلال في العاصمة الأردنية عمّان.
نظام صنعاء ومنذ أن أطلق الطلقة الأولى للحرب سماها "حرب الردة والانفصال" وهي تسميّة عميقة الدلالة على كل ما يجب على هذا الجيل أن يستوعبه بمقدار الحقبة التاريخية التي مرت بحقائقها ودلائلها وأوجاعها وظلمها، وفيما يجب أن تتداركه الذهنية المعاصرة فيما نتناوله بين ذلك الإعلان وما يجب أن نخوض فيه بمساعي الخلاص.
جوهر الصراع السياسي لم يأتِ طارئاً فهو الأعمق والأجدر بالنظر إليه بالحالة السياسية المشدودة بعد ثلاثة عقود، عدن الليبرالية تواجه غزو الرجعية بكل ما في الرجعية من عصبية دينية وقبلية ومناطقية.
الجهل يواجه النور، الباطل في صراع الحق، ذلك الوصف الذي يجب أن تتفهمه الأجيال الحاضرة لهذه اللحظة التي عشناها وكنا شهودها يوم أن أعلن البيض فك الارتباط السياسي عن صنعاء، كنا في تلك اللحظة كما نحن اليوم تماماً نعيّ أن خطأ جسيماً قد أوقع الجنوب عندما انجر بعاطفة عمياء خلف الشعارات القومية، أمان الجنوب بالمشروع القومي وأن العرب لهم وحدة مصير وأن تحرر الأوطان مسؤولية الكل فلم يتأخر الجنوبي من بعد الجلاء البريطاني عن أن يحتضن على أرضه كل حركة تحررية عربية كانت يمنية أو ظفارية أو فلسطينية.
دفع الجنوب ثمناً بل أثماناً باهظة في سبيل أن تحقق حركات التحرر الوطنية أهدافها، طعنات الغدر اليمنية جاءت وأوجعت الجنوب ومع ذلك مضى مع الفلسطيني وهو يطعن الخاصرة في كل مرة ومع ذلك مضى حتى جاءت الكاشفة عند الغزو اليمني للجنوب في صيف عام 1994، يوم كانت المجنزرات اليمنية تعبر على الأرض الجنوبية وعليها الأفغان العرب يطلقون قذائف المدفعية على البيوت ويدفعون الناس الذين كانوا في عيون كل من جاء ليقاتل الجنوبيين باعتبارهم كفاراً ملحدين، كان الجنوب أول شعب يتعرض في التاريخ الحديث لفتوى تكفيرية لم تراعِ قيماً ولا جواراً ولا رحماً.
فرضت صنعاء على الجنوب سياسة الأمر الواقع السلب والنهب باستباحة الممتلكات كانت بالنسبة للغزاة مأخوذة من تعاليم التكفيريين الذين كان في مقدمتهم جماعة الإخوان، التنظيم الدولي وجدها فرصة انتقام من النظام السياسي لليمن الجنوبي الذي كان منذ أن أنشأ الدولة الوطنية منع أنشطة الإخوان وكل جماعات الإسلام السياسي، ومع الانتقام كان مخططاً للتنظيم أن يستغل التسهيلات التي وفرها نظام علي صالح مما حوّل الجنوب لجغرافيا ظهر فيها تنظيم القاعدة في جزيرة العرب وبدأت هجماته الإرهابية باستهداف العاصمة السعودية.
توطين الإرهاب في الجنوب مخطط نظام صنعاء وحلفائه في جماعة الإخوان غير أن ما كانوا يظنون أنه سيدوم تغير بانتفاضة المكلا في 1997 حتى تشكل الحراك السلمي الجنوبي وتبلورت التوجهات الوطنية في ردفان 2007، الحركة النضالية السلمية وحتى مع "الربيع العربي" لم تتغير بوصلة الحراك الجنوبي وظل متمسكاً بثوابته باستعادة دولته رغماً عن إقصاء الجنوب في المبادرة الخليجية وتهميشها في مؤتمر الحوار الوطني إلى أن جاءت عاصفة الحزم وظهر فيها كل الحقائق، الحوثيون وكل قطاعات الجيش اليمني أعادوا غزو 1994 غير أن الجنوبيين في هذه المرة وجدوا في ظهرهم عيال زايد فكان لرجال الإمارات وقفتهم في تحرير عدن وتطهير المحافظات الجنوبية من الإخوان وخلاياهم من القاعدة وداعش وأنصار الشريعة.
مع الذكرى الثلاثين لإعلان الجنوب فك الارتباط عن نظام الشمال الرجعي المتخلف، على هذا الجيل المعاصر إدراك أن المعركة وإن كانت استعادة دولة بحدودها الوطنية فإنها كذلك استعادة روح الجنوب التنويرية واستعادة المدرسة الوسطية المذهبية، قيمة الجنوب أنه كان على امتداد التاريخ البشري مهداً لحضارات ارتبطت بالفكر والتنوير، فإن كان من مهمة لهذا الجيل أن يدعم فيها الاستقلال الثاني فهي في أن يتحصن من أفكار المتأسلمين ويفتح الآفاق العلمية ويفشي روح أجداده الموصومة بالتسامح والتعايش فهذه مهمة جيل الاستقلال الثاني ولن يكون ببعيد.