آخر تحديث :السبت 09 نوفمبر 2024 - الساعة:00:10:23
تقرير : أمريكا تتخبط في اليمن
(الأمناء نت / خاص :)

- تقرير دولي يحذر من عواقب نهج بايدن في اليمن

- لماذا لا يريد بايدن القضاء على الحوثيين ؟

- كيف أصبحت السفن الأوروبية ورقة ابتزاز حوثية لهجماته في البحر الأحمر ؟

- فيم تبرز الانتقادات الاقليمية والدولية لسياسة بايدن تجاه اليمن؟

- كيف تمكن الحوثيون من تقديم أنفسهم كمحور للمقاومة الإيرانية في دفاعهم عن فلسطين ؟

- الحوثي يستهدف سفنه .. فلماذا يرفض الاتحاد الأوروبي تصنيفه منظمة إرهابية ؟

- كيف عزز سعي بايدن لإضعاف الحوثيين عسكرياً مكانتهم السياسية بدلا من تقليصها؟

- اتفاقات أوروبية - حوثية غير معلنة تحت غطاء "الحفاظ على أمن الملاحة الدولية "

 

 

ما زالت هجمات الحوثيين على سفن النقل التجارية في البحر الأحمر وخليج عدن ومضيق باب المندب، تستحوذ على اهتمام الإعلام الغربي والعربي أكثر من جرائم الإبادة التي يرتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي بحق الفلسطينيين في قطاع غزة والضفة الغربية.

 

ومع استمرار هذه الهجمات وتواصل الضربات الأمريكية البريطانية على مواقع الحوثيين العسكرية في الحديدة ومناطق أخرى في نطاق سيطرتهم، تتصاعد التحذيرات والانتقادات على المستوى الإقليمي والدولي لسياسة إدارة بايدن تجاه اليمن، إضافة إلى انتقاد السياسة الأمريكية تجاه حرب إسرائيل ضد فصائل المقاومة الفلسطينية وكلفتها الباهظة على أرواح المدنيين الذين تجاوز عدد القتلى منهم 29 ألف شهيد وأكثر من 70 ألف جريح.

 

ضربات غير مجدية :

 

كثير من التحليلات السياسية وملاحظات المراقبين للوضع في اليمن خلال الأسابيع الماضية، تفيد بأن الضربات الأمريكية البريطانية على مواقع الحوثيين لم تحد من هجماتهم على سفن النقل التجاري ولا يبدو أنها ستضع حدا لتهديدهم للملاحة الدولية في واحد من أهم الممرات المائية في العالم.

والثلاثاء الماضي نشرت وكالة "أمواج ميديا" الناطقة بالإنجليزية، تقريرا أفاد بأن الضربات الأمريكية البريطانية لم تحقق أهداف لندن وواشنطن المعلنة وعلى النقيض من ذلك، فقد شجعت الحوثيين، ودفعتهم إلى توسيع هجماتهم لتشمل السفن التابعة لبريطانيا والولايات المتحدة.

 

وذكر التقرير أن الأهم من ذلك هو أن الأحداث الأخيرة مكنت الحوثيين من الاستفادة من المعارضة اليمنية عموما ضد التدخل الأجنبي. وعلاوة على ذلك، تمكن الحوثيون من تقديم أنفسهم كركيزة أساسية لما يسمى "محور المقاومة" الذي تقوده إيران، وكواحدة من المجموعات القليلة في المنطقة التي تدافع بنشاط عن القضية الفلسطينية.

 

وأشار إلى التحديات السياسية والاقتصادية التي كانت المليشيا الحوثية تواجهها في الفترة التي سبقت هجوم حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر 2023، وكيف انتهز الحوثيون الفرصة لاستقطاب مؤيدين ومقاتلين في صفوفها بالرغم من المشهد السياسي المشحون ضد الجماعة.

 

ونقل عن النائب السابق للسفير الأمريكي في اليمن، نبيل خوري، قوله إن الحوثيين عززوا الرأي العام في جميع أنحاء البلاد لصالحهم، وخاصة في المناطق الخاضعة لسيطرتهم. وقال خوري: "كان اليمنيون العاديون في جميع المجالات متعاطفين دائمًا مع الفلسطينيين، وكان لحماس مكاتب في صنعاء في عهد الرئيس اليمني الأسبق علي عبد الله صالح".

 

وقال التقرير إنه في حين يصعب تحديد التأثير الدقيق لأزمة البحر الأحمر على شعبية الحوثيين المحلية، إلا أنه لا يمكن إنكار أن الجماعة حققت فوائد سياسية.

 

وقال الباحث في الشؤون اليمنية نيكولاس برومفيلد : "يبدو أن هذه هي الورقة التي يستخدمها الحوثيون والتي تحظى بشعبية كبيرة، وبالنظر إلى أنهم كانوا يواجهون أكبر أزمة سياسية على الإطلاق في الأشهر التي سبقت 7 أكتوبر مباشرة، فهي ورقة وقعت في أيديهم بالصدفة".

 

تصورات إقليمية

 

يذكر تقرير "أمواج ميديا" أن هناك دلائل تشير إلى أن الموقف ضد إسرائيل ولّد الكثير من التعاطف مع الحوثيين في جميع أنحاء العالم العربي، وأن الجماعة نجحت في الترويج للرواية القائلة بأن هجماتها البحرية هي وسيلة مشروعة للدفاع عن الفلسطينيين في غزة.

 

ونصح برومفيلد الولايات المتحدة والمملكة المتحدة "بوقف التصعيد في غزة إذا كانوا يريدون أن تتوقف هجمات البحر الأحمر"، فيما أشار التقرير إلى أن الحوثيين استفادوا من تصاعد المشاعر المعادية للولايات المتحدة في الشارع العربي بسبب تصرفات إسرائيل في غزة.

 

وقال خوري إن "المشاعر في العالم العربي تنتقد بشدة الولايات المتحدة بسبب ما يُنظر إليه على أنه دعم أعمى لإسرائيل". وأشار الدبلوماسي الأمريكي السابق إلى أن الهجمات الأمريكية والبريطانية في اليمن أعادت ذكريات قيام القوات الغربية بضرب دول عربية أخرى، موضحا أن هذا الشعور، الذي تضاءل بعد سحب الولايات المتحدة لقواتها القتالية من أفغانستان والعراق، قد عاد إلى الظهور.

 

رد فعل سلبي

 

ويلفت التقرير إلى أنه غالباً ما تؤدي سياسة الولايات المتحدة تجاه المنطقة العربية إلى "عواقب غير مقصودة". ومن المرجح أن يؤدي دعم واشنطن الثابت لتل أبيب بعد 7 أكتوبر 2023 -إلى جانب استراتيجية إدارة جو بايدن لمعالجة التهديد البحري الحوثي- إلى رد فعل عنيف طويل الأمد.

 

وأضاف التقرير: مع ذلك، يواصل الرئيس بايدن السعي لإضعاف الحوثيين بالوسائل العسكرية. أولاً، أنشأ "عملية حارس الازدهار" في ديسمبر 2023،  ثانياً، دخل بايدن في شراكة مع بريطانيا لضرب أهداف في اليمن. ومن المفارقة أن هذا النهج قد عزز مكانة الحوثيين السياسية على المدى الطويل بدلا من تقليصها، مما عزز مكانتهم كقوة لا يستهان بها في اليمن وخارجها.

 

وفيما أشار إلى إخفاق التحالف العربي بقيادة السعودية والإمارات في القضاء على المليشيا الحوثية، قال إنه يبدو أن بايدن ومستشاريه اعتقدوا بسذاجة أن الضربات المحدودة التي يتم تنفيذها بالتعاون مع بريطانيا ستشكل الردع اللازم لوقف الهجمات البحرية الحوثية.

 

ومع ذلك، حتى بعد هذه الضربات، يظل البحر الأحمر نقطة ساخنة للصراع، مما يؤكد عدم فعالية استراتيجية إدارة بايدن. والأسوأ من ذلك هو أن هذا النهج قد أفاد الحوثيين عن غير قصد على خلفية معركة سردية أوسع حيث تؤدي حرب غزة إلى تفاقم الانقسام بين الشمال والجنوب العالمي. وعلى هذه الخلفية، يطرح كاتب التقرير السؤال حول ما إذا كان تدخل واشنطن يُنظر إليه على أنه فرصة بقدر ما هو تهديد.

 

ويخلص برومفيلد إلى القول إن تصوير الحوثيين أنفسهم على أنهم في صراع مباشر مع الولايات المتحدة يلبي الكثير من الروايات الطويلة الأمد التي يقولونها لأنفسهم وللآخرين حول ما يمثلونه.

 

 

لماذا يستهدف الحوثي سفن الشحن الأوروبية ؟

 

على مدى الأشهر الماضية، ظلت الميليشيات الحوثية تطلق التصريحات والبيانات بأن عملياتها فقط تستهدف السفن الإسرائيلية أو المتوجهة لإسرائيل؛ في حين أن الهجمات المنفذة في البحر الأحمر وخليج عدن وباب المندب طالت سفنا تجارية تابعة لشركات شحن عملاقة في أوروبا ولا علاقة لها بإسرائيل.

 

في المقابل، ظلت سفن الشحن الصينية والروسية تمر بسلام ولا تتعرض لأي هجوم أو اعتراض أو ضرر أثناء عبورها لمياه البحر الأحمر، وهذا جعل من أرباح تلك الشركات تتعاظم عقب تكثيف مرور السفن التابعة لها دون أي مخاطر أو مخاوف.

 

اتفاقات غير معلنة :

 

الاستهداف الحوثي الجديد تجاه السفن المتوجهة صوب أوروبا رغم انتشار قوات ""أسبيدس" دفع بالاتحاد الأوروبي إلى التحرك صوب قنوات أخرى، بعيدة عن الجانب العسكري للحصول على امتيازات لمرور سفنها في البحر الأحمر دون أي استهداف؛ كما هو الحال مع السفن الصينية والروسية التي تمر بسلام دون أن تتعرض لأية استهداف.

التحرك الأوروبي برز بشكل واضح من خلال التصريحات التي أطلقها القيادي البارز في ميليشيات الحوثي المعين في منصب نائب وزير الخارجية، حسين العزي، في المؤتمر الصحفي الذي عقده في صنعاء، الأربعاء الماضي . وكشف خلاله عن محادثات تجريها جماعته في صنعاء مع الاتحاد الأوروبي حول أمن البحر الأحمر. واصفاً تلك المحادثات بأنها "بناءة".

تصريحات القيادي الحوثي حول مباحثات بناءة مع الاتحاد الأوروبي، تزامنت مع نشر تقارير حول اتفاقات غير معلنة أبرمتها شركات شحن أوروبية مع سلطة صنعاء مقابل المرور الآمن لسفنها في البحر الأحمر ، واوضحت التقارير أن هناك سفنا تدفع ما يقارب المليون دولار أو أقل، وتبقى هذه المبالغ أقل من التكلفة التشغيلية التي تحتاجها السفينة إذا مرت عبر رأس الرجاء الصالح.

 

شركات أوروبية تدفع للحوثيين مبالغ مالية :

 

ويؤكد المحلل السياسي -رئيس مركز أبعاد للدراسات، عبد السلام محمد، أن شركات أوروبية بدأت تدفع لجماعة الحوثي مبالغ مالية كبيرة حتى يسمح لها بالعبور في البحر الأحمر. موضحا خلال منشور له على منصة إكس: أن "الميليشيات فتحت لها كنزا ماليا ضخما سيدر عليها بمليارات الدولارات سنويا، ما يعني أن حربهم في البحر الأحمر مربحة".

 

وقال: "يتحصل الحوثيون أكثر من ستة ملايين دولار يوميا من مرور 20% من السفن، ما يعني أن الحوثيين حصلوا على أموال في هذا الشهر لا تقل عن 180 مليون دولار، وسيحصلون على ملياري دولار سنويا إذا استمر الإبحار بهذا المستوى المنخفض".

كما أن التواصل بين الاتحاد الأوروبي والميليشيات الحوثية، يكشف مدى الخلاف القائم بين الاتحاد والولايات المتحدة الأميركية، وتقاطع المصالح خصوصا الاقتصادية ، وتجلى ذلك من خلال رفض أوروبا المشاركة في التحالف العسكري الذي شكلته أميركا وبريطانيا لردع الحوثي تحت مسمى "حارس الازدهار" .

 

الاتحاد الأوروبي لا يعتبر الحوثيين منظمة إرهابية :

 

وقال لويس ميغيل بوينو، المسؤول الإعلامي الإقليمي للاتحاد الأوروبي لمنطقة الشرق الأوسط والشمال، في مقابلة مع قناة الجزيرة، إن “الاتحاد الأوروبي لا يعتبر حركة أنصار الله منظمة إرهابية، ولا يوجد قرار أوروبي رسمي أو غير رسمي بذلك”. "وقرار تصنيف الحوثيين هو قرار أمريكي فقط”.

على ما يبدو أن الموقف الأوروبي بعدم الانجرار في الصراع بالبحر الأحمر، يسعى إلى الحصول على ذات الامتيازات التي تحصل عليها الصين وروسيا لسفنها المارة قبالة اليمن؛ وهذا أكدته عملية التواصل غير المعلنة بين الطرفين تحت غطاء "الحفاظ على أمن الملاحة البحرية في البحر الأحمر".



شارك برأيك