آخر تحديث :السبت 23 نوفمبر 2024 - الساعة:19:58:07
الصدمات النفسية "تركة" أخرى للحرب تُثقل كاهل اليمنيين
(الأمناء /أشرف خليفة - إرم نيوز)

لا يقتصر أثر الحروب على فقدان الحياة أو التعرض لإصابات وجروح مستدامة، كفقدان عضو من أعضاء الجسد أو التعرض لإعاقة دائمة أو عاهة مستديمة، أو تلك الجروح التي يمكن الاستشفاء منها، فضلاً عن تدمير البنية التحتية، وتشرد البشر، والنزوح عن مساكنهم وموطنهم الأصلي، بالإضافة إلى التدهور المعيشي الناجم عن تفاقم الأزمات الاقتصادية، وغيرها من الأمور الظاهرة والعينية.

بل إن للحروب آثارا نفسية تسبب بأزمات تطال شريحة واسعة من أبناء المجتمع، خصوصا في البلدان التي تتعرض للحروب..

والحال في اليمن كما غير في أي بلد آخر، إذ خلفت الحرب اضطرابات وصدمات نفسية، أثقلت كاهل اليمنيين وضاعفت معاناتهم.

ويقول المستشار النفسي ومدير "مركز أوكسجين حياتك" للصحة النفسية محمد إسماعيل، إن "الحروب والصراعات في أي بلد، تتسبب بمعاناة 22% من إجمالي السكان"، مضيفا "نحن في بلد غير مستقرة اقتصادياً وغير مستقرة اجتماعياً ولا نفسياً، ونواجه الحرب منذ سنوات، وبالتالي فإن النسبة تكون أعلى".

وأضاف إسماعيل، خلال حديثه لـ"إرم نيوز"، أن "آثار الصدمات النفسية أو آثار ما بعد الصدمة، هي تحدٍ آخر"، مشيرا أن "النزوح والحروب هما من أبرز الأسباب التي أدت إلى هذه المشاكل".

ويعاني حوالي 7 ملايين يمني - أي ربع السكان - من الصدمات النفسية والإجهاد الناجم عن النزاع المستمر، بحسب إحصائية صدرت عن منظمة الصحة العالمية أواخر الثُلث الأول من الشهر الجاري.

ويرى إسماعيل أن "تلك الأرقام تعد مؤشرا خطيرا يدعو إلى القلق، ويستوجب تحرك وزارة الصحة والمتخصصين في هذا الجانب، لاحتواء ذلك الرقم"، لافتا أن "الاحتياج النفسي في العالم كله وليس في اليمن فقط في تصاعد".

ويُرجع الاستشاري النفسي، تزايد أعداد المصابين باضطرابات نفسية، ووصولها إلى عدد مهول، إلى عدم الوعي بين الأوساط اليمنية للأمراض والاضطرابات النفسية.

وقال إن "تزايد أعداد الإصابة بإضرابات نفسية يسير بشكل سريع نتيجة عدم الوعي، إذ يلجأ كثيرون لتفسير الأعراض النفسية بتفسيرات غير منطقية كالإصابة بالسحر والشعوذة".

وأشار "إسماعيل" إلى أن "ذلك يؤدي إلى إهمال المعالجة النفسية، وبالتالي تطور الأعراض وتحولها إلى أمراض نفسية، كان من الممكن التعامل معها في وقتها، من خلال الجلسات الارشادية والنفسية"، لافتا أن "تفاقم المرض يحتاج إلى عقاقير دوائية وجلسات مكثفة، وهو ما يزيد الاضطرابات بشكل أكبر".

وحول انعكاس ذلك، على المجتمع قال "إسماعيل" إن "طبيعة الانسان إما يؤثر أو يتأثر، والتأثير السلبي يكون أسرع وأكبر من التأثير الايجابي للأسف الشديد، وذلك في كل المجتمعات، وليس فقط في المجتمع اليمني".

وتابع قائلا: "في المجتمع اليمني، كنا نعاني من حالة تسمى القلق الفردي، وأصبحنا نعاني من شيء آخر اسمه قلق جماعي".

ودعا إلى ضرورة "التدخل المباشر من المتخصصين ابتداءً من وزارة الصحة، والحكومة، والمنظمات الدولية والمؤسسات المحلية، من خلال تكاتف كافة الجهود، لإيجاد حلول لهذه المشكلة".

وأكد على ضرورة أن يكون "هناك متنفسات تنتشر في كل مكان للترويح النفسي"، بالإضافة إلى "علاج المرضى في مستشفى عام وعدم عزله، كي لا يشعر بالوصمة"، مبينا بأن ذلك يتطلب تخصيص قسم خاص بالصحة النفسية في كل مستشفى.




شارك برأيك
صحيفة الأمناء PDF
تطبيقنا على الموبايل