آخر تحديث :الاربعاء 27 نوفمبر 2024 - الساعة:00:30:02
ماذا وراء إعلان الحوثيين الدخول في حرب مع إسرائيل؟
(الأمناء/ متابعات خاصة:)

أهي نُذُر حرب إقليمية؟.. تهديد جديد لإسرائيل من اليمن

مسؤول إيراني: وضعنا تقنيات إنتاج الصواريخ والطائرات تحت تصرف اليمن

خبير إسرائيلي: جبهة اليمن لا تشكل أي تهديد على إسرائيل

ما علاقة التصعيد بخطاب حسن نصر الله المرتقب يوم غد الجمعة؟

هل ستشهد الأيام القادمة تطورات في العمليات ضد إسرائيل؟

 

من جبهة تبعد حوالي ألفي كيلومتر، أعلن الحوثيون في اليمن إطلاق “دفعة كبيرة” من الصواريخ البالستية والمجنحة، وعدد من الطائرات المسيرة على أهداف في إسرائيل.

وبينما أكدت السلطات الإسرائيلية، خلال الأيام الماضية، وقوع بعض تلك الهجمات،  تثار تساؤلات عدة بشأن أسباب وطبيعة تلك التطورات وتداعياتها.

ويأتي إعلان الحوثيين، الذي جاء على لسان الناطق باسمهم، يحيى سريع، الثلاثاء، بعدما أعطت إسرائيل “أمر الهجوم للقوات البرية” في غزة، وفي أعقاب سلسلة دعوات متكررة وجهتها حركة “حماس” لفتح جبهات أخرى لتخفيف الضغط عن القطاع المحاصر، وفي وقت أشار مسؤولون فيه إلى أنهم “كانوا ينتظرون الكثير من حزب الله في لبنان”.

ومنذ بدء الحرب في غزة ردًا على هجوم “حماس”، في السابع من أكتوبر الحالي، شهدت الساحتين اللبنانية والسورية تبادلا بالقصف والاستهداف مع الجيش الإسرائيلي، لكن هذه الحوادث لم تأخذ طابعًا تصعيديًا، على مستوى الجغرافيا أو حتى بإحداث ضرر مادي أو بشري على الطرف المقابل.

وبقيت التطورات بين الجيش الإسرائيلي من جهة، و”حزب الله” والجانب السوري من جهة أخرى، ضمن إطار القذائف والصواريخ المتبادلة، على عكس ما أشارت إليه نبرة البيان الذي تلاه الناطق باسم الحوثيين، يحيى سريع، مهددًا بمواصلة القصف بالصواريخ البالستية والطائرات المسيّرة.

كما قال أيضا إنهم نفذوا 3 عمليات “نصرة لإخواننا في فلسطين”، مؤكدا “استمرارهم بالمزيد من الضربات النوعية حتى يتوقف العدوان الإسرائيلي في غزة”، وفق تعبيره.

 

ماذا وراء إعلان الحوثيين؟

تتلقى جماعة الحوثي، التي تسيطر على مناطق واسعة في اليمن، دعما إيرانيا منذ سنوات، ولطالما سلطت تقارير غربية الضوء على قدراتها العسكرية، من ناحية الصواريخ بعيدة المدى أو حتى الطائرات المسيّرة، التي كانوا يستهدفون بها المملكة العربية السعودية، وفي بعض الأحيان العاصمة الإماراتية أبوظبي.

وبعدما تنصلت ونفت طهران مرارًا مسؤوليتها عن دعم الحوثيين، ذكر الناطق باسم قواتها، أبو الفضل شكارجي، في سبتمبر 2020 إنهم “وضعوا تقنيات إنتاج الصواريخ والطائرات المسيرة تحت تصرف اليمن”،  في إشارة إلى جماعة الحوثي.

وقال شكارجي حينها: “نحن لا نرسل الصواريخ إلى اليمن، لكنهم باتوا يصنعونها بأنفسهم ليطلقوها على أعدائهم”، مضيفا أن اليمنيين يمتلكون خبراء تمكنوا من صناعة طائرات مسيرة “متطورة” في زمن قياسي.

ويعتبر الخبير الأمني والسياسي اليمني، حامد البخيتي، أن “التاريخ لن يرحم أحدا إذا لم يدخل في المعركة الحاصلة في غزة، وعلى هذا الأساس دخلت اليمن في قلبها”.

ويقول لموقع “الحرة”: “في قادم الأيام ستشهد الإعلان عن تطورات في العمليات ضد إسرائيل”، وإن “كل بعيد يمكن أن يضرب. لدى اليمن البحار التي يمكن استخدامها للإبحار أو القصف”، في إشارة منه إلى بعد المسافة.

ويحاول الحوثيون في الوقت الحالي “صنع تأثير” على إسرائيل، رغم المسافة الطويلة التي تفصل اليمن عن فلسطين، حسبما يقول نصر الدين عامر رئيس مجلس إدارة وكالة الأنباء اليمنية “سبأ”، ونائب رئيس “الهيئة الإعلامية لأنصار الله”.

ويضيف لموقع “الحرة”: “لدينا الأسلحة المناسبة التي تمكنا من التدخل في أي لحظة.. وقد جاءت هذه اللحظة”، معتبرا أن فتح جبهة اليمن “جاء من منطلق عروبي وإنساني وإسلامي تجاه القضية الفلسطينية”.

ويشير الباحث والمحلل السياسي الفلسطيني، الدكتور ماجد عزام، إلى أن “الرد من اليمن في الوقت الحالي متأخر وأقل مما ينبغي، لأننا نتحدث بعد الأسبوع الرابع من الحرب عن أكثر من 10 آلاف شهيد و20 ألف جريح، وتم تدمير نصف أحياء غزة”.

ويقول عزام لموقع “الحرة”: نتمنى الرد من اليمن أن يكون حقيقيا، وجزءا من تفعيل ما وصفوه دائما بوحدة الساحات أو الجبهات”، لكنه يعتقد أن إعلان الحوثيين “طريق التفافي”، متسائلا: “أيهما أقرب؟ أي ساحة يجب تفعيلها؟”، قاصدا سوريا ولبنان والعراق.

ولا يشكل الرد من اليمن “خطرا حقيقيا” في الوقت الحالي، بينما يؤكد عزام أن “ما حصل لحفظ ماء الوجه وطريق التفافي على الرد الحقيقي”، تابع مستدركا: “سأكون سعيدا لو أنه حقيقي”.

 

حالتان ولا تهديد

وبعدما اشتعلت غزة بفعل الضربات الإسرائيلية المكثفة بعد يوم السابع من أكتوبر، سارعت طهران إلى نفي مسؤوليتها عن هجوم “حماس” أو أنها كانت تعرف مسبقا بتوقيت الضربة المفاجئة.

لكن، ومع تصاعد التطورات على الأرض، بدأ كبار المسؤولين فيها بالتهديد بإشعال جبهات أخرى، مع تأكيدهم أن الهجمات التي استهدفت القوات الأميركية في العراق وسوريا مؤخرا جاء “قرارها بشكل مستقل من جماعات تنتشر هناك”.

وهذه المرة الثالثة التي يتدخل فيها الحوثيون، منذ بداية الحرب في غزة، وهي المرة الأولى التي يعقبها إعلان رسمي وتبني للعملية.

ويعتقد الباحث في الشؤون الإيرانية، الدكتور محمود البازي، أن “اشتداد المعارك في غزة والتوغل البري هو السبب بالظهور الرسمي للحوثيين”.

وفي حين يشير إلى المسافة البعيدة جدا بين اليمن وإسرائيل، التي تصل إلى 1600 كيلو متر، يقول لموقع “الحرة” إن المشهد أمام حالتين، الأولى “استخدام الحوثي لتكنولوجيا الصواريخ البالستية والمسيرات الإيرانية، لأنها الوحيدة القادرة على قطع كل هذه المسافات”.

والثانية تتعلق بـ”تخفيف حمولة الرؤوس الحربية (كما فعل صدام سابقا) كي تصل الصواريخ إلى إسرائيل”.

وفي جميع الأحوال يرى البازي أن “القبة الحديدية الإسرائيلية وأنظمة الدفاع الجوي الأميركية المنتشرة في المنطقة كلها قادرة على تفادي وتحييد هذه الهجمات”.

ويضيف أن “ما يستطيع الحوثيون فعله هو فتح جبهة مع الولايات المتحدة وليس إسرائيل بسبب قرب القواعد الأميركية من اليمن، وبسبب العنصر اللوجستي اللازم لهذه المعارك”.

ويقول المحلل السياسي الإسرائيلي، يوآف شتيرن، إن “إطلاق الصواريخ من جانب الحوثيين يأتي بناء على طلب وتوجيهات ومصالح إيران، مثل ما يحدث في الجنوب اللبناني”.

ويضيف شتيرن لموقع “الحرة: “الحوثيون في اليمن ليسوا تحت الاحتلال. ليس لهم حدود مشتركة مع إسرائيل، وليس لديهم تاريخ أسود معها. ما حصل بناء على مطالب طهران”.

ويعتقد المحلل الإسرائيلي أن “ما حصل من اليمن إثبات إضافي ودليل على ترتيب الأوراق في المنطقة”، وأنه “يخدم إسرائيل لأن الضربات لا تشكل تهديدا حقيقيا لها”.

“في مثل هذه المسافات إسرائيل تعرف كيف تواجه هذه التهديدات، ودول الجوار تعرف ذلك مما يعزز التعاون مع إسرائيل”، ويؤكد شتيرن أن “جبهة اليمن لا تشكل أي تهديد، سواء على المصالح الإسرائيلية أو على حياة المواطنين الإسرائيليين”.

 

مؤشرات في الأفق

وخرجت الكثير من التحذيرات، خلال الأيام الماضية، من أن تتخذ الحرب في غزة طابعا إقليميا، لكن المؤشرات لا تقود إلى تثبيت هذه الفرضية حتى الآن.

لكن في المقابل يواصل الجيش الإسرائيلي، تهديد “حزب الله” على جبهته الشمالية، بينما يستمر الأخير بالمناوشات التي انحصرت منذ السابع من أكتوبر في إطار الاستهداف بصواريخ موجهة وقذائف.

ويعتقد الباحث البازي أن “استخدام الحوثيين لصواريخ بالستية يعني رفع مستوى النزاع إلى مستوى أعلى”.

و”قد يكون الهجوم الباليستي للحوثيين غير دقيق”. ومع ذلك يوضح الباحث أن “استخدام الصواريخ الباليستية متوسطة المدى يعد مسألة مهمة في النظام الدولي، ومن حيث المستوى الأمني، لا يمكن مقارنتها بهجمات الطائرات من دون طيار وحتى صواريخ كروز”.

وذكرت وكالة “بلومبيرغ” نقلًا عن أشخاص مطلعين لم تكشف عن هويتهم، الثلاثاء أن السعودية “اعترضت صاروخًا أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل، وحلق فوق أراضيها”.

وقال أحد الأشخاص إن “البروتوكولات المرتبطة بحالة الاستعداد القصوى تم تفعيلها في الجيش السعودي، بعد إطلاق الحوثيين للصواريخ”.

ويعتقد البازي أن “إيران ستنصح الحوثي بتفادي استهداف السعودية بشكل كامل”، بينما يوضح في المقابل أن “تفادي اختراق الأجواء، عن طريق البحر الأحمر ومن ثم خليج العقبة سيكون له سلبيات، تتعلق بسهولة تصدي إسرائيل للصواريخ والمسيرات”.

وعند الحديث عن اليمن هناك “بعد جيوسياسي وجيو استراتيجي يتعلق بموقعها، وآخر يرتبط بجانب نفسي وتضامني”، وفق ما يقول أستاذ العلوم السياسية بـ”جامعة الأمة” في قطاع غزة، الدكتور حسام الدجني.

ويضيف الدجني لموقع “الحرة”: “دائما نقول إنه إذا دخلت إسرائيل في مرحلة العمل البري الواسع وليس المحدود سيكون شرارة الحرب الإقليمية”.

“الحرب الإقليمية لا تعني أن تكون بإطار مربع محور المقاومة، بل قد تصل إلى حد المفاجآت، بدخول متدحرج لعواصم عربية، خاصة إذا ما قررت إسرائيل تهجير سكان القطاع إلى سيناء، وتحويل غزة إلى محمية طبيعية، وممر لقناة بن غوريون”.

ويتابع أستاذ العلوم السياسية: “القمة العربية المتوقع عقدها في 11 نوفمبر بالسعودية وخطاب حسن نصر الله الجمعة المقبلة، وهو الأول له منذ بدء الحرب في غزة، وواقع تطور العمليات، قد تعطي مؤشرات إلى أن الحرب الإقليمية تلوح في الأفق”.

ويشير إلى ذلك الباحث البازي، بقوله: “بعد يوم الجمعة يمكننا قراءة الموقف بشكل أوضح، إذ من الممكن أن يتخذ نصر الله موقفا واضحا من الحرب الحاصلة في غزة”.

وأكد خبير الشؤون الاستراتيجية والعسكرية، علي الذهب، أن "لدى ميليشيات الحوثيين أسلحة تصل إلى مسافة تقدر بـ2000 إلى 1800 كيلو متر، منها طائرات غير مأهولة تسمّى "صماد4" التي يصل مداها الأقصى إلى 2000 كيلو متر، وصواريخ باليستية تُسمّى "قدس" و"بركان"، يتراوح مداها من 1200 – إلى 1800 كيلو متر، وهي أسلحة مطوّرة عن طائرات مسيّرة، وصواريخ إيرانية".

وفي حديث لـ"إرم نيوز"، لم يستبعد الذهب أن "الخبراء الإيرانيين في اليمن، هم من يتولّى هذه العملية، من خلال إطلاق المقذوفات من الجزر اليمنية أو من داخل الأراضي اليمنية، لأن مثل هذه الصواريخ أو الطائرات غير المأهولة، لا تُطلق من مكان واحد، بل من مناطق مختلفة، والحوثيون لا يملكون المعلومات الدقيقة عن ذلك، بدليل أنهم أعلنوا عن إطلاق مجموعة أو عدد كبير من الصواريخ والطائرات المسيّرة، دون أن يحددوا عددها".

 





شارك برأيك
صحيفة الأمناء PDF
تطبيقنا على الموبايل