- كهرباء عدن : 11 محطة توليد متوقفة عن العمل مقابل 6 قيد التشغيل
- صحيفة اسرائيلية: مقتل عدد من قيادات الحوثي بغارات جوية مجهولة
- الجيش السوداني يقصف مواقع الدعم السريع في الخرطوم
- تعز.. اعتقال قاتل والد غدير الشرعبي
- الهجرة الدولية : تراجع عدد النازحين باليمن خلال العام الماضي
- الكشف عن آخر التطورات العسكرية في البيضاء
- لحج.. القبض على امرأة قتلت زوجها
- مستأجرون في لحج يناشدون التركي وقف تأجير المساكن بالريال السعودي ووضع حد لجشع المؤجرين
- سقوط كارثي كبير للريال اليمني صباح اليوم 12 يناير
- أسعار الأسماك اليوم الاحد 12 يناير في العاصمة عدن
تعاني المتنزهات والحدائق المنتشرة في محافظة عدن من إهمال شديد في أعمال النظافة والصيانة، وأبسط الأساسيات التي يجب أن تتوفر فيها، مما يفقدها الغرض الذي أقيمت من أجله وهو توفير المتنفس لمواطني هذه المدينة وما حواليها، وبالأخص في هذه الفترة المليئة بالتوترات السياسية، في أنحاء متفرقة من البلد, وأكثر هذه الفئات التي لها الحق المكفول بممارسة حياتها الطبيعية، من دون مكدرات أو منقصات، وبعيداً عن الخلط في العمل السياسي الذي يسلكه الكبار، وبين حياة أولئك "الأطفال" الصغار كأبسط الحقوق، و يأتي هذا كله؛ حتى لا يلجأ الأطفال إلى "بدائل سيئة"، تتهدد حياتهم وتعرضها للخطر، كاللعب في الشوارع وطرق المركبات والحافلات، أو السباحة في أماكن خطرة..
«الأمنــــاء» حاولت الاتصال بالجهات المختصة، لكن تلفونات تلك الجهات كانت مغلقة، ولكن بدورنا قمنا بالنزول إلى عدد من الحدائق والمنتزهات، في مختلف مديريات المحافظة لتشخيص الأمور، معرفة وضعها، والتقت المرتادين، الذين أكدوا أن الإهمال هو الصفة السائدة في تلك الحدائق، حيث تفتقر تلك المرافق العامة للنظافة، ولا توجد بها الخدمات الضرورية، لقضاء وقت ممتع مع الأهل أو الأصدقاء.
أطفال طالهم الحرمان من اللعب
وللأطفال حق اللعب والتمتع واللهو وهذا ما كفلته كل القوانين والدساتير، وعلى عاتق الدولة يقع توفير الحدائق والألعاب في الأماكن العامة، باعتبار أن هذه الأمور من الأشياء الضرورية للطفل، غير أن الإهمال وعدم المسؤولية التي بات يتسم بها مسؤولو الدولة، حرمت هؤلاء الأطفال من أبسط حقوقهم، المتمثلة في اللعب واللهو في الأماكن المخصصة لذلك.
أطفال مدينة عدن كغيرهم، من فئات المدينة طالها الحرمان في الحصول على أبسط حقوقها والمتمثل باللعب واللهو والتمتع بالألعاب في الأماكن العامة، ويفترض على الدولة توفيرها لهم، باعتبارها حقاً من حقوقهم، وذلك الحرمان لم يقتصر على أبناء مديرية بعينها في هذه المحافظة بل طال جميع أبناء المدينة، وحرم الأطفال من التمتع بأوقاتهم، وقضاء أوقات فراغهم ومناسباتهم في الأماكن المناسبة لهم، لعدم وفرة كافية للحدائق العامة، سوى حديقة عامة واحدة بمنطقة السكنية بكريتر، وهي الأخرى لا تلبي حاجة الأطفال الزائرين لها، لقلة الألعاب فيها، الأمر الذي يضطرهم للانتظار والتناوب في اللعب فيما بينهم، وعلى الرغم من قلة الألعاب فيها غير الملبية للأطفال إلا أن لسان حال الأهالي يقول: “شيء خير من لا شيء”.
المنتزهات تعاني من الإهمـال
من جهتهم، أكد مرتادو المنتزهات وحدائق الألعاب، من المعاناة من هذا الإهمال الذي ينعكس على نفسياتهم وعلى شخصياتهم، التي قالوا أنه يغلب على طابعها الحدة بسبب عدم تفريغ الطاقات السلبية في هذه الأماكن، للعودة إلى الحياة بطاقات أكثر تجددا.
وشكا المواطنون أنه لا يوجد في هذه المنتزهات عمال للنظافة، أو أن هنالك عمال، لا يؤدون واجباتهم كما ينبغي، على الأقل حتى في ساعات الذروة، إضافةً إلى الحالة المزرية لألعاب الحدائق المنتهية والمكسرة، وكذلك شكوا من عدم توفر الحمامات اللازمة التي تأتي أهميتها كمتلازمة لدور الحديقة العامة أو المتنزه، ولا يمكن أن يتم إطلاق مصطلح متنزه، إذا لم تتوافر فيه حمامات تلبي الغرض، وإن وجدت فإن حالتها يرثى لها، إما لأبوابها المكسرة، أو لعدم توفر المياه فيها، أو حتى لعدم صلاحيتها، حتى تفي بغرض الاستخدام.
مرافق غير صالحة للاستخدام
وعلى صعيد متصل، قال المواطن "خالد أحمد" الذي صادفته «الأمناء»، وهو في إحدى حدائق ألعاب الأطفال، حيث أنه يرتاده منذ افتتاحه لممارسة التروية اللازمة لأطفاله، بحكم قربه من منزله، حسب قوله لنا، مشيراً إلى أنه بعد الافتتاح بفترة قصيرة عانت الحديقة من الإهمال خصوصاً فيما يتعلق بالمرافق, بالتشجير وأماكن اللعب.
وأوضح "خالد" بل وصلت الحال في حدائق ومنتزهات المحافظة أنها لم تعد صالحة للاستخدام ، متسائلاً أين تذهب ميزانية الحدائق، وهل تستخدم بالشكل المطلوب؟؛ لكنه أضاف إلى ذلك، لا يمكننا تحميل الجهات المسؤولة كل شيء، إذ أنه أيضاً يقع على عاتق المواطنين رفع وعيهم للمحافظة على هذه المرافق الخاصة بهم، فهي منهم وهي لهم، حسب قوله.
ذهاب العشب الخضر
ومن جانبه، قال الشاب "يوسف محمد": إن حديقة حيهم تعاني من الإهمال وسوء الخدمات وعدم نظافتها في جميع الأوقات، موضحاً أنه يمارس الجري بشكل يومي في الحديقة لرغبته في ممارسة اللعب ، مبيناً أنه أصيب أحد المرات بالتواء في الكاحل نتيجة لعدم استواء الأرضية لشحتها من العشب الأخضر الذي يزين أرضية الحديقة.
ألعــاب متهالكــة
"أم سماح" هي الأخرى إحدى الساكنات بالقرب من هذه الحديقة عبرت عن ارتياحها بالقول: “قرب هذه الحديقة من الحي الذي نسكنه مكن أبناءنا من اللهو واللعب والاستمتاع بأوقاتهم بالقرب من أعيننا وهو ما يجعلنا نطمئن عليهم”.
غير أنها عبرت عن “استيائها مما تعانيه الألعاب الخاصة بهذه الحديقة والتي قالت بأنها ألعاب متهالكة، وصدأة”، متمنية في ختام حديثها “بضرورة الاهتمام بنظافة الحديقة باعتبارها الحديقة الوحيدة المتواجدة في بالمنصورة”.
لعبتان في حالة سيئة
مديرية "الشيخ عثمان" والتي تُعد من أكثر مديريات المحافظة كثافة سكانية هي الأخرى يفتقر أطفالها إلى مثل هذه الحدائق التي من شأنها أن تمكنهم من اللعب واللهو كغيرهم من أطفال العالم، ففي هذه المديرية توجد حديقتان في حي "عمر المختار" تحتوي على بعض الألعاب والتي باتت في حالة سيئة متهالكة لقدمها.
وعن افتقار تدهور الألعاب في هذه الحدائق والتي لم تعد صالحة للعب بعد أن دمرها الصدأ قال المواطن "بسام قاسم" وهو من أبناء الحي : “إنه من السعادة أن يرى الأب أولاده وهم يلعبون بالقرب منه في حديقة الحي، ولكن مع الأسف كانت هذه الحديقة حديقة عمر المختار في الماضي متميزة من جوانب كثيرة، حيث كانت تتوفر فيها ألعاب مختلفة كالمراجيح، والدراهين وغيرها أما الآن فلا تجد فيها سوى لعبتين اثنتين فقط هما الدراهين والطواحين، وهما الأخريان قد أكلهما الصدأ، في حين تعرضت الألعاب الأخرى إلى التعطل ولم تقم الجهات المعنية والقائمين على الحديقة من إصلاحها أو تجديدها”.
حرمان تام
أطفال مديرية المنصورة لم يكن حالهم أفضل من غيرهم من الأطفال في مديريات المحافظة الأخرى، ففي حي بلوك 40 بالمديرية توجد حديقة صغيرة تعود إلى ثمانينات القرن الماضي، وقد أضحت قديمة ومتهالكة.
عن هذه الحديقة وأوضاعها الحالية قال المواطن "محمد صالح الحدي :“في الآونة الأخيرة باتت مديرية المنصورة تفتقر بشكل تام لمثل هذه الحدائق الخاصة بالأطفال، وهو ما أجبر الأطفال للخروج إلى الشوارع للعب في الآونة الأخيرة رغم الخطورة التي يتعرضون لها بشكل مباشر تصل في كثير من الأحيان لتعريضهم للموت، ولهذا نطالب من كل الجهات ذات العلاقة في المديرية والمحافظة بضرورة توفير حدائق للأطفال في عموم أحياء المديرية”.
أطفال محرومون من اللعب
حديقة "التواهي" هي الأخرى تنقصها الكثير، بدءاً بانعدام النظافة، وعدم وفرة الحمامات فيها إذ تقتصر الحديقة على حمام واحد مشترك بين النساء والرجال، مع نقص في الإنارة، بالإضافة إلى نقص الألعاب وتعطل بعضها.
المواطن يسلم علي أحد أبناء كريتر أوضح جانبا من معاناة الأطفال في هذه المديرية بالقول: “الأطفال في هذه المديرية جميهم يقضون أوقات لعبهم باللعب في الشوارع نتيجة لعدم توفر حدائق عامة يذهبون إليها، وهو ما يعرض حياتهم للخطر”. وأضاف “نتمنى من الجهات المعنية إنشاء مشروع يضمن للطفل حقه في اللعب كغيره من الأطفال”.
واختتم بالقول: “جميع أحياء المديرية يفتقر الأطفال فيها لأبسط الألعاب وهو ما يضطرهم للخروج للعب إلى الشارع رغم الأضرار التي تلحق بهم كالإصابة بالزجاج والحجارة أو للحوادث وغيرها، الأمر الذي أدى بكثير من الأسر والعائلات من منع أطفالهم من الذهاب للعب حفاظاً على سلامتهم”.
واختتم بالقول: “إن أبناءنا محرومون من حقهم في اللعب، بينما الأطفال في صنعاء وفرت الدولة لهم عددا من الحدائق المتميزة وهذا حقهم لكن”.
حدائق بلا ألعاب
وعن هذه المشكلة التي يعاني منها الأطفال قال المواطن محمد قائد البُرعي أحد أبناء مديرية المعلا: “توجد في المعلا خمس حدائق إلا أنها تفتقر إلى كثير من الألعاب، حيث لا تتوفر في هذه الحدائق سوى مرجيحة أو اثنتين يحرم الكثير من الأطفال إلا بعد طول انتظار، بالإضافة إلى الافتقار إلى النظافة بشكل كبير”.
وأما مديرية "دار سعد" المديرية فتخلو تماماً من هذه الحدائق وهو ما جعل الأطفال فيها يقضون أوقاتهم باللعب في الشوارع، ومديرية خور مكسر هي الأخرى تفتقر أحياؤها لمثل هذه الحدائق والتي من شأنها أن توفر الألعاب للأطفال.
صحيفة الامناء