آخر تحديث :الجمعة 27 ديسمبر 2024 - الساعة:01:02:13
مدير كهرباء أبين في حوار مع "الأمناء": كهرباء أبين تعتمد على شراء الطاقة وهذه تفاصيل تعثر أكبر المشاريع في المحافظة
("الأمناء" حاوره/ جمال محمد حسين:)

خلاف المقاول مع وزارة المالية حول فارق صرف الدولار أوقف مشروع محطة كهرباء أبين

تكلفة مشروع محطة الـ(30 ميجا) بلغت 36 مليون يورو

المقاول ورَّد لأبين مولدات قديمة من عمان وعدن وبسبب مخالفته يتكبد خسائر فادحة

 

مشاريع الكهرباء في أبين بين التعثر والمخالفات والتلاعب، حيث تعثر مشروع محطة كهرباء الثلاثين ميجا، وهو أكبر مشروع حيوي كان سيخفف من مشاكل الكهرباء وانقطاعاتها لساعات طويلة، حيث بلغت تكلفة هذا المشروع ستة وثلاثين مليون يورو اعتمدتها الحكومة السابقة بتوجيهات رئاسية من الرئيس هادي في عام ٢٠١٨ لتنفيذ مشروع محطة كهربائية بقوة 30 ميجا في محافظة أبين، مشروع حيوي وهام لطالما حلم به أبناء أبين في حل مشكلة انطفاء الكهرباء ومعاناتهم مع الكهرباء لكن سرحان ما أصبح هذا الحلم سرابًا بعد أن تعثر المشروع بقدوم حكومة الدكتور معين، حيث تعثر المشروع في مرحلته الأولى خلال مباشرة حكومة د. معين.

والسؤال الذي يطرح نفسه: أين ذهب مخصص المشروع الذي اعتمدته حكومة بن دغر بتوجيهات من الرئيس هادي؟ وقد نفذت المرحلة الأولى للمشروع بأعمال مدنية تمثلت بكبس وتسوير موقعه. بعد هذا التعثر أعلنت حكومة معين عن مشروع كهرباء إسعافي لأبين (خمسة عشر ميجا) وبعد أكثر من عامين وصلت مولدات الخمسة عشرة ميجا وليتها لم تصل، فقد كانت مولدات مستخدمة وقديمة ومتهالكة واجهت في بداية تشغيلها عديد المشاكل والأعطال المتكررة التي لا زالت ترافقها حتى اليوم، وهذا ما ورد في مذكرة مدير شركة سابسون للطاقة التي أرسلها للمؤسسة العامة للكهرباء في عدن مطالبا المؤسسة بتعديل معدل استهلاك الوقود من 0.26 لتر/ك.س إلى 0.27 لتر/ك.و.س. لتعويضه عن الخسارة التي حدثت له نتيجة ارتفاع تكلفة التشغيل والصيانة بسبب ارتفاع تكلفة الأسعار عالميًا بالإضافة لرداءة الديزل المورد للمحطات والتي أثرت سلبًا على كفاءة المحطة حسب قوله وأدى لزيادة استهلاك المولدات للوقود ولارتفاع درجة الحرارة في أبين وغيرها مما أدى لحدوث عديد الأضرار على معدات المحطة وتلف كروت منظمات الفولتية وتلف دينمات المولدات وغيرها من المعدات.

بدورها ردت المؤسسة العامة للكهرباء على مدير شركة سابسون بمذكرة رسمية أوضحت فيها أن شركة سابسون قبل دخولها بالمناقصة قامت بمعاينة الموقع في زنجبار واطلعت على الموقع والشبكة ومفاتيح التصريف ودرجة الحرارة وغيرها كما أوضحت مؤسسة الكهرباء في ردها أن شركة سابسون نفسها تعمل في موقع بخورمكسر وبنفس استهلاك الوقود ونفس الظروف الجوية ونفس الوقود المستلم في أبين ولم يتأثر تشغيلها أو ارتفع معدل استهلاكها كما هو الحال في موقع زنجبار وكذا بقية الشركات مما يؤكد أن ارتفاع التكاليف واستهلاك الوقود يرجع بدرجة أساسية لنوعية مولداتكم وكفاءتها وتركيبها وتشغيلها وصيانتها من قبلكم.

وحول رداءة وقود المحطات كما ورد في مذكرة مدير شركة سابسون أوضحت المؤسسة في ردها أن "وقود المحطات سليم ونؤكد لكم سلامته حسب فحوصات شركة مصافي ويستخدم في جميع المحطات وأوضحت المؤسسة لشركة سابسون بالتزاماتها في شروط العقد بتوليد 15 ميجا لزنجبار وما يتم اليوم من توليد هو أقل من ذلك وحول تعرض معدات المحطة لتلف فأوضحت المؤسسة لشركة سابسون أن سبب ذلك يعود لضعف أنظمة الحماية في المحطة وعدم فاعليتها وأوضحت المؤسسة العامة للكهرباء في ختام مذكرتها أن جميع مبررات شركة سابسون غير صحيحة.

والسؤال الذي يطرح نفسه: لماذا المؤسسة العامة للكهرباء وافقت على تركيب هذه المولدات المتهالكة لأبين؟ وهل بعد كل هذه الحقائق التي وردت في مذكرتها لشركة سابسون هل ستلزم سابسون بتوفير مولدات جديدة لمحطة زنجبار؟

وللإجابة على هذه التساؤلات وغيرها أجرت "الأمناء" حوارًا مع مدير عام كهرباء أبين الأستاذ محمود مكيش مصعبين حول مشاريع كهرباء أبين المتعثرة والمخالفة للمناقصات.. فإلى نص الحوار:

 

"الأمناء" حاوره/ جمال محمد حسين:

 

  • ما أسباب تعثر مشروع محطة كهرباء الثلاثين ميجا الخاصة بأبين؟
  • مشروع الثلاثين ميجا تعثر والأسباب متعلقة بخلاف وزارة المالية مع المقاول حول المرحلة الأولى من المشروع، وهي الأعمال المدنية، وكذلك خلاف مالي بين وزارة المالية والشركة المنفذة، وعلى إثر هذه الخلاف توقف المشروع وتوقفت بقية أعمال المشروع وهي التوريد والتركيب للمولدات والمحولات وشبكات النقل وغيرها من الأعمال، ولا زالت إدارة المشروع تتابع وزارة الكهرباء والمؤسسة العامة للكهرباء وإن شاء الله يتم الإفراج عن اعتمادات المشروع وتستأنف أعماله من جديد كون هذا المشروع استراتيجي لأبين، فأبين اليوم بدون بنية تحتية للكهرباء وتعتمد أبين على شراء الطاقة حيث بلغت الطاقة المشتراة أكثر من تسعة وعشرين ميجا ولديها محطة توليد لا تتعدى الثلاثة ميجا كنا معولين على مشروع الثلاثين ميجا وكان يفترض أن ينجز عام 2018 لكنه تعثر وحتى لو أنجز المشروع سابقا لن يغطي اليوم حتى خمسين في المائة مع هذا الصيف الحار وارتفاع الأحمال.

 

  • ما نوع الخلاف الذي نشب بين وزارة المالية والمقاول والذي تسبب بتوقف وتعثر مشروع محطة الثلاثين ميجا؟
  • الخلاف بين وزارة المالية ومقاول المشروع بسبب فارق صرف العملة مع أن المناقصة التي رست على المقاول كانت بالدولار وبدأ المقاول ونفذ جزءًا من الأعمال المدنية، حدث الخلاف بين وزارة المالية والمقاول على سعر صرف الدولار.

 

  • هل تعتقد أن هذا العذر هو السبب في تعثر مشروع محطة الثلاثين ميجا لأبين؟
  • لا أعتقد أن هذا السبب، إنما أعتقد أنه لم تكن هناك نية للحكومة أو بسبب شحة موارد الحكومة والأزمة السياسية التي تمر بها البلاد نتيجة الحرب.

 

  • كم هي تكلفة مشروع محطة الثلاثين ميجا؟
  • بلغت تكلفة مشروع محطة الثلاثين ميجا ستة وثلاثين مليون يورو.

 

  • هل توجد جدية لدى الحكومة لتنفيذ مشروع محطة الثلاثين ميجا لمحافظة أبين؟
  • بصراحة نقولها كانت هناك جدية لدى الحكومة السابقة حينها لتنفيذ المشروع ولو استمرت كان سينفذ المشروع؛ لأنه كان يولي أبين اهتماما خاصا، وهذا لا يعني أن الحكومة الحالية هي سبب المشكلة أو معرقلة للمشروع، لا، إنما جاءت في وقت كانت أبين تشهد حربا في الشيخ سالم حينها.

 

  • من خلال متابعاتكم الحالية مع حكومة الدكتور معين عبدالملك هل صحيح كما قرأنا أن الحكومة هي المعرقلة لتنفيذ المشروع؟
  • لا ليس بهذا المعنى إنما ربما بسبب شحة الموارد المالية لدى الحكومة فالمبلغ المالي رصد للمشروع ولكن ربما لا توجد سيولة نتيجة لظروف التي تمر بها البلاد.

 

  • إذا كان السبب كما تقول الشحة المالية فكيف اعتمدت الحكومة لأبين خمسة عشرة ميجا فقط؟ هل هذا بدلا عن مشروع الثلاثين ميجا؟
  • لا ليس كذلك ولكن بعد أن تعثر مشروع محطة الثلاثين ميجا تابع محافظ أبين الحكومة والوزارة وضغط ضغطا قويا حتى جاءت الخمسة عشرة ميجا بعد متابعة طويلة ومتابعة حثيثة للمحافظ من عام ٢٠١٨ حتى وصولها في عام ٢٠٢٢.

 

  • لماذا رضيتم بقبول مولدات الخمسة عشرة ميجا المستخدمة والمتهالكة وهي اليوم تنطفئ باستمرار وتشتغل بتوليد أقل؟
  • هذا الموضوع متعلق بشكل المناقصة والمناقصة أعلنت وحضرنا فتح المظاريف، لكن المشكلة أن الحكومة لم تفتح الاعتماد المستندي الخاص بهذه المناقصة وطلبت من المقاول أن يورد ويركب المولدات ولم تدفع له سوى مبلغ كقدمة دفعته وزارة المالية ويقدر بخمسمائة ألف دولار والمقاول دفع قبل ذلك ضمان وقدره ثلاثمائة ألف دولار والمبلغ المعتمد له اثنين مليون وأربعمائة ألف دولار لستة أشهر فورد المولدات وكانت مستخدمة منها ثمانية ميجا تم نقلها من عدن لأبين وبقية المولدات المستخدمة التي أكمل بها المقاول الخمسة عشر ميجا وردها من عمان، وبسبب هذه المخالفة والمولدات التي وردتها دخلت الشركة اليوم في مشكلة الإفراط في استهلاك الوقود المفروض أن يكون معدل كفاءة مولداتها ٢٠٠/٢٦٠ لكنها وصلت اليوم لثلاثمائة، يعني تقريبا ثمانمائة ألف دولار ذهبت كغرامات على الشركة خلال الستة الأشهر الماضية فخسارتها أكثر من ثلث المبلغ وهذا ليس لصالح الشركة، كما أن فرط استهلاك الوقود الذي تستهلكه المولدات القديمة التي أحضرها المقاول يخصم من مخصصات المقاول، لهذا طالب المقاول المؤسسة العامة للكهرباء بتعديل معدل استهلاك الوقود في العقد لتعويضه عن الخسارة والتكاليف التي طرأت له ولم توافق المؤسسة على ذلك لسبب قانوني مرتبط بالعقد فلو وردت الشركة من البداية مولدات جديدة ما كانت خسرت كل هذه الخسارة ورغم مساوئ هذه المولدات إلا أنها قدمت وخدمت أبين خلال الفترة الماضية وحاليا المقاول سيغير أربعة مولدات هندية قديمة بمولدات جديدة.




شارك برأيك