
في أواخر العام الماضي انتشر مقطع لرجل الأعمال اليمني البارز أحمد عبدالله الشيباني يشكو فيه تعرض شركاته للاستيلاء من قبل أحد أولاده. انتشر المقطع على نطاق واسع على منصات التواصل الاجتماعي دون أي تثبت أو تحقق لمجريات القضية وتداعياتها وظروف تصوير هذا الفيديو.
عند البحث في تفاصيل القضية نجد أنها مختلفة عما جرى تداوله عبر وسائل الإعلام، وتبيَّن أن الحاج أحمد عبد الله الشيباني تعرض للاستغلال وتم إكراهه على تسجيل الفيديو من قبل ثلاثة من أبنائه نكاية بشقيقهم رئيس مجلس إدارة الشركة أبوبكر، الذي طالما كان له دور بارز في تطوير المجموعة التجارية العملاقة وضمان استمراريتها.
ظهور الحاج الشيباني في الفيديو جاء بعد أيام من تعرض المقر الرئيسي لشركات الشيباني في تعز مطلع ديسمبر 2022 لعملية اقتحام بقيادة عضو مجلس النواب عبدالكريم شيبان بدون أي مسوغ قانوني وبدون أوامر قضائية مدفوعًا من عبدالكريم، النجل الأكبر للحاج الشيباني، للاستحواذ على الشركات بطريقة غير قانونية.
يذكر أن مدير أمن تعز كان قد رفض النزول إلى مقر المجموعة التجارية نظرًا لعدم وجود أوامر قضائية بذلك، وهذا الأمر يشير إلى أن ما قام به شيبان تعد بلطجة ومخالفة صريحة للقانون.
هذه الخطوة أثارت استهجانًا واسعًا عبر مواقع التواصل الاجتماعي وسط تساؤلات عن المسوغ القانوني لاقتحام شيبان المقر الرئيس لمقر المجموعة التجارية، خصوصا وأن العملية وثقت بالفيديو والصور وتم تداولها على نطاق واسع بمواقع التواصل الاجتماعي، وهذا الأمر اعتبره كثيرون بأنه يسهم في تشويه صورة تعز ويعكس بأنها بيئة غير آمنة للاستثمار.
الضغط الإعلامي وتدخل شخصيات اجتماعية وقيادات رفيعة بغرض البحث عن توضيح لما جرى دفع عبدالكريم لتصوير فيديو للحاج الشيباني، تلا ذلك استخراج أوامر قضائية تبرر عملية الاقتحام بهدف استعطاف الناس.
منذ 2005 يدير أبوبكر الممتلكات الشخصية للحاج أحمد عبدالله الشيباني بموجب وكالة رسمية من والده مُعمدة من المحكمة وذلك نظرًا لكفاءته في إدارة الشركات وبسبب فشل عبدالكريم الشيباني الذي أوصل بعص الشركات للإفلاس وعدم قدرته على إدارة الشركات.
نجاح وكفاءة أبوبكر دفعت الجمعية العامة للمجموعة التجارية لانتخابه رئيسًا لإدارة المجموعة التجارية في اليمن وخارجه.
عندما كان الحاج الشيباني يقيم في الأردن حيث كان يتلقى العلاج هناك برفقة عبدالكريم واثنتين من شقيقاته اللتين وقفتا بجانبه ضد أبوبكر واستغل الأشقاء الثلاثة ضعف والدهم ومرضه لتصفية حساباتهم مع أخيهم على حساب مكانة الشركة وريادتها في البلد.
صراع الأشقاء سلوك ليس وليد اللحظة وهو شائع منذ العهد القديم، يغذيه الطمع ويقوى مع شدة النزاع وانسداد الحلول، وهذه الحالة تنطبق مع عبدالكريم الذي عُرف عنه في السنوات الماضية، وبالأخص خلال فترة إدارة شركات والده، بأنه غير مبال ولا مسؤول، وكان سببًا في انتكاسات كثيرة أبرزها توقف منتج الطلاء الفضي والذهبي خلال الأعوام 1993-1994-1995 عندما كان حينها على رأس إدارة هذه الأعمال.
في وثائق رسمية للحاج أحمد عبدالله الشيباني يشير إلى قائمة طويلة من الثغرات والحماقات الذي ارتكبت بحقه شخصيًا وبحق الشركة من قبل عبدالكريم الذي يصفه في إحدى الوثائق بـ"الولد العاق" عندما أشهر السلاح بوجه أخيه أبوبكر محاولا قتله في أحد أيام شهر مايو عام 2009.
الفشل واللامسؤولية المرافقان لحياة عبدالكريم دفعت بالحاج الشيباني إلى تجريده من إدارة الشركات وقام بتكليف أبوبكر المشهود له بالنجاح والنزاهة مع إشراك بقية أبنائه في الثروة تجنباً لصراع مؤجل بينهم بعد مماته، لكن ثلاثة من أصل 13 (عدد أولاد الحاج الشيباني) يسعون مدفوعين بأصحاب مصالح للتمرد طمعًا بالشركات وتمزيق الروابط الأخوية بدلا من التكاتف لتوسيع المجموعة التجارية بحيث تصبح في الغد القريب إمبراطورية اقتصادية عملاقة.
وهنا نود الإشارة إلى الدور الإيجابي الذي لعبه أبوبكر ومن قبله والده الحاج أحمد عبدالله الشيباني في العمل الخيري والإنساني ودوره في بذل الخير وتقديم العطاء وهناك الكثير من المآثر الشاهدة على عملهم الخيري في البلاد.
أخيرًا نثق بعقلاء وعلماء وتجار تعز بحل هذه المشكلة ومنع تفاقمها حرصًا منهم على بقاء استقرار المجموعة التجارية وضمان ديمومتها مع وضع حد لكل من يحاول طمعًا في الاستحواذ والتملك بطرق غير مشروعة.