آخر تحديث :الاثنين 05 مايو 2025 - الساعة:09:37:46
استقالة أو إقالة؟ رئيس حكومة اليمن إثر خلافات واستياء شعبي
(الامناء نت / صلاح شرارة (رويترز، أ ف ب، د ب أ))

في تبريره لاستقالته من منصبه، شكا أحمد عوض بن مبارك من مواجهة الكثير من الصعوبات والتحديات كرئيس لوزراء اليمن. لكن هناك من كشف أسبابا أخرى للاستقالة أو الإقالة! وعلى الفور تم تعيين خلفا له كانت مصادر قد كشفت عنه مسبقا.

 

تأتي استقالة أحمد عوض بن مبارك من رئاسة وزراء اليمن وسط حالة احتقان شعبي جراء استمرار تدهور العملة إلى مستويات قياسية وانهيار حاد في الخدمات العامة.

 

أعلن مجلس القيادة الرئاسي اليمني في بيان اليوم السبت (الثالث من مايو/ أيار 2025) تعيين سالم صالح بن بريك رئيسا للحكومة المعترف بها دوليا، خلفا لرئيس الوزراء اليمني أحمد عوض بن مبارك. وكان بن بريك وزيرا للمالية في الحكومة السابقة.

 

وفي منشور له على موقع "إكس" أعرب بن مبارك عن أمنيته بنجاح بن بريك "في مهامه الجديدة رئيساً لمجلس الوزراء في هذه المرحلة الصعبة من تاريخ بلادنا". وتابع: "عملنا معاً خلال فترة تولي لمهام وزارة الخارجية وشؤون المغتربين، ثم رئاستي لمجلس الوزراء، وما وجدته إلا من خيرة رجال الدولة كفاءة ونزاهة و وطنية..". 

 

وكان أحمد عوض بن مبارك، المحسوب على حزب الإصلاح، جناح الاخوان المسلمين في اليمن، قد أعلن اليوم السبت، تقديم استقالته بسبب ما قال مواجهته الكثير من الصعوبات وعدم تمكينه في عمله وفق الصلاحيات الدستورية بشكل كامل، في بلد يسيطر المتمردون الحوثيون على غالبية مدنه بما فيها العاصمة صنعاء.

 

وسيطر المتمردون الحوثيون المدعومون من إيران على العاصمة صنعاء في 2014 وأجبروا الحكومة المعترف بها دوليا على الانتقال إلى مدينة عدن في جنوب البلاد. وتدخل تحالف تقوده السعودية دعما للقوات الحكومية في 2015.

 

وقال بن مبارك في وثيقة اطلعت عليه وكالة الأنباء الألمانية (د ب أ) "أقدم استقالتي من منصبي رئيسا للوزراء، ونضعها أمام رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي ووأمام أعضاء مجلس القيادة السياسية".

 

وكتب أحمد عوض بن مبارك على منصة إكس أنه التقى رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي وقدم إليه استقالته، عازيا خطوته إلى "عدم تمكيني من العمل وفقا لصلاحياتي الدستورية في اتخاذ القرارات اللازمة لإصلاح عدد من مؤسسات الدولة، وعدم تمكيني من إجراء التعديل الحكومي المستحق".

 

 لكنه تدارك أنه حقق "الكثير من الإنجازات (...) لاسيما في مسارات الإصلاح المالي والإداري ومكافحة الفساد".

 

وعُين بن مبارك رئيسا للوزراء في فبراير/ شباط 2024 بعد شغله منصب وزير الخارجية. وبرز اسمه عام 2015 عندما خطفته جماعة الحوثي المتحالفة مع إيران في أثناء عمله رئيسا لمكتب الرئاسة خلال صراع الحوثيين مع الرئيس السابق  عبد ربه منصور هادي  آنذاك.

وتأتي استقالة بن مبارك وسط حالة احتقان شعبي في اليمن جراء استمرار تدهور العملة إلى مستويات قياسية وانهيار حاد في الخدمات العامة مثل التيار الكهربائي. وفقد الريال اليمني أكثر من مائة بالمئة من قيمته منذ تشكيل مجلس القياده الرئاسي في أبريل/ نيسان 2022، حيث بات سعر الدولار اليوم نحو 2600 ريال لأول مرة في تاريخه.

 

 

أسباب أخرى لاستقالة (أو إقالة؟) بن مبارك!

وكانت قد سرت شائعات منذ أيام عن عزم المجلس القيادي الرئاسي إقالة بن مبارك والشروع في إجراءات الإقالة، وذهبت بعض المصادر الإعلامية إلى حد القول إن المجلس الرئااسي كان قد توافق على إقالة بن مبارك ووقع قرار الإقالة، لكنه لم يعلنها.

 

وقال وزيران في الحكومة اليمنية وعضو في المجلس القيادي الرئاسي لوكالة فرانس برس طالبين عدم كشف هوياتهم إن "خلافات مريرة استمرت لعدة أشهر بين بن مبارك ورشاد العليمي، الذي يرأس المجلس القيادي الرئاسي المدعوم من السعودية، مما أدى إلى عرقلة عمل الحكومة".

 

وقال محمد الباشا من معهد Basha Report Risk Advisory الذي مقره في الولايات المتحدة لوكالة فرانس برس إن بن مبارك "كان على خلاف دائم" مع المجلس الرئاسي لأنه أراد الحصول على مزيد من السلطات.

 

وأضاف أن "بن مبارك أراد أن يكون أكثر من رئيس للوزراء، كان يريد سلطات الرئاسة. وهذا الطموح أدى الى عزله سياسيا وتسبب بمواجهات متكررة مع وزراء رئيسيين ومعظم أعضاء المجلس".

 

وأضافت المصادر الرسمية اليمنية التي تحدثت إلى فرانس برس أن "رئيس الحكومة أوقف ميزانية عدة وزارات بما فيها وزارة الدفاع معللا ذلك بوجود فساد في القطاع الحكومي وداخل مجلس القيادة الرئاسية".

 

وبن مبارك سفير سابق لليمن في الولايات المتحدة، وهو من معارضي الحوثيين الذين خطفوه في 2015 واحتجزوه لأيام عدة.

 وسبق أن تولى رئاسة ديوان الرئاسة وكان سفيرا لبلاده في الأمم المتحدة.

وأوضح محمد الباشا أن رحيله "من شأنه أن يخفف التوترات الداخلية ويقلل من الانقسامات العميقة التي عانتها الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا، وهي خطوة ضرورية وإيجابية نحو استعادة الانسجام".

واضاف الباشا أن رئيس الحكومة الجديد بن بريك "يحظى بدعم سياسيين يمنيين متحالفين مع الإمارات وتربطه علاقات قوية مع المسؤولين السعوديين".

 




شارك برأيك