الاثنين 21 ابريل 2025 - الساعة:13:21:34
تمر السنوات بسرعة لا ندركها، وكأنها لحظات تتسرب من بين أيدينا دون أن نشعر، تتسارع الأحداث، وتتغير نظرتنا للحياة مع كل تجربة نمر بها. كم من الأشياء اعتقدنا أنها ثابتة في حياتنا، لكنها تبدلت، وكم من القناعات ظننا أنها راسخة، لكنها اهتزّت أمام الواقع.
كل سنة تمر تترك بصمتها علينا، تغيّر مفاهيمنا، تُعيد ترتيب أولوياتنا، وتصقل شخصيتنا. لم نعد نطلب من الحياة ما كنا نطلبه سابقًا، تغيّرت أمنياتنا، باتت أكثر واقعية، أكثر نضجًا، وأحيانًا أكثر بساطة.
حتى علاقاتنا، تلك الروابط التي كانت تبدو غير قابلة للكسر، تلاشت بعضها، وتقوّت أخرى، واختفى بعض الأشخاص من حياتنا بينما ظهر آخرون، وكأن الحياة تُعيد رسم خرائطها بدون استئذان.
وفي حياة كل واحد منا لحظة فارقة—تجربة ما، موقف صعب، فقد أو نجاح غير متوقع—تجعلنا نعود مختلفين، لا كما كنا، ولا كما ظننا أننا سنبقى. إنها اللحظات التي تصنع منا أشخاصًا جديدين، أقوى، أكثر تفهّمًا، وأقل اندفاعًا وراء تفاصيل لم تعد تستحق القلق.
ومع مرور الوقت، ندرك أن الأهم ليس عدد السنوات التي نعيشها، بل كيف نعيشها. أن نترك أثرًا، أن نخلق لحظات سعيدة، أن نتعلم من كل تجربة، ونرتقي بأفكارنا ونظرتنا للحياة. فالقوة الحقيقية ليست في مقاومة التغيير، بل في تقبّله والتأقلم معه بوعي وثقة.
ورغم كل ذلك، تبقى الحياة رحلة نتعلّم منها، نتكيّف مع تغيّراتها، ونحاول أن نصنع فيها ما يبقى، لا ما يزول مع الأيام. فهي ليست فقط أيامًا تمضي، بل قصص تُكتب، ونضج يتشكل، وحكايات تُروى في ذاكرة العمر .
