صنف "همدان العليي" 31 عام  كواحد من ابرز الكتاب في شمال اليمن الذين  سخروا قلمهم لمواجهة دعوات الانفصال الذي دشنها الحراك بشكل علني في العام 2007م.

إلى فترة  قريبة كان همدان يخوض نقاشات  كبيرة مع ناشطين جنوبيين في أحيان كثيرة تطور إلى مناكفات لا تنتهي ، ويعلل العليلي طرحه بالكثير من الأسباب التي تمنع الجنوب عن الانفصال عن الشمال ، وأتذكر أن أخر تقرير نشره  في موقع العربي الجديد كان بعنوان "عائلات اليمن.. تمزّق بعد مصاهرة لربع قرن"  سخر التقرير على شرح   ما سيعانيه الشماليون المتزوجون من جنوبيات والعكس في حالة استقلال الجنوب .

بذل همدان العليي جهداً كبيرا في  كتابة أكثر من تقرير ومقالات رأي نشرت في أكثر من صحيفة عربية ومحلية وجميعها تعبر عن رفض أي دعوات للانفصال  عن الشمال .

يروي  همدان قصته ويقول :بدأت الكتابة ضد مطلب الانفصال في 2006.. كتبت حتى ملني وكرهني بعض الأصدقاء في جنوب الفؤاد..

كتبت بصدق.. حبا في وحدة اليمن وأملا في أن تأتي قيادة جديدة تعالج المظالم الشمالية والجنوبية..

في 2006 بحسب ما يرويه همدان كان يعمل موظفا بسيطا في مقهى انترنت.. لم يكن له أي مصلحة في  كتاباته ضد الانفصال..

كان عندي أمل كبيررر بالتغيير هكذا يقول .. تعزز هذا الأمل والحديث لهمدان مع تسلم القيادة الجنوبية لليمن.

تلاشت أحلام همدان الوحدوية ومثله الكثيرون وتبخرت أمالهم بعد صعود الحوثي صنعاء كدخان تصاعد من مران  حتى وصل صنعاء ليشعل فيها ناراً يصعب إخماده .

 يقول العليي:اليوم لم يعد أمامي أي مبرر أو سبب أستطيع بواسطته أقناع أهلنا في الجنوب بأهمية الحفاظ على الوحدة.. خاصة بعد اغتصاب البلد من قبل حركة طائفية مسلحة..

أتمنى من الله أن يوفق أهلنا في الجنوب في بناء دولة مدنية قوية تحافظ فيها على كرامة وحرية الإنسان.

من حقكم اليوم الانفصال.. قد فشلنا ينهي همدان حديثة.

زار همدان العليي عدن مؤخراً  قبل أن تسقط صنعاء  والتقى بالعديد من شباب الحراك وناشطي المجتمع المدني ، بيد أنه وقف يدافع عن وحديته في عدن، وتقبل أرائه شباب الجنوب .

 شارك همدان في وقفة احتجاجية للمطالبة بالقصاص من قتلته الطفلة شيماء ، وأبدا حينها أعجابة بصحوة المجتمع المدني الجنوب ، غادر غمدان العليي عدن صوب صنعاء وتفاجأت بعدها بموقفه المؤيد لاستقلال الجنوب بعد سقوط صنعاء بيد الحوثي ، وحتى وأن جاء موقفه المؤيد بعد سقوط صنعاء إلا أنه موقف يحترم  لكون همدان ومن مثله كانوا يؤملون بتصحيح الأوضاع بيد أن كل الخيارات فشلت  وتغيرت مجريات الأمور ففضل همدان تأييد الجنوبيين مقايضة بما فعله الحوثي بصنعاء.

من هو خليفة علوان الذي تعرض للضرب بسبب صورة باعوم

..هذه ليست المرة الأولى التي  يدخل فيها الناشط اليساري من تعز خليفة علوان  إلى مواقع التواصل الاجتماعي ليطرح أسئلته المعتادة عن وضع الجنوب و متى سينال الجنوب استقلاله..

ينتظر  خليفة علوان أخبار الجنوب بشغف كبير  ، لدرجة أنه كان طالباً في معهد أمين ناشر  في العام 2007 وحين شاهد الشارع الجنوبي يخرج  للمطالبة بالحرية والكرامة واستعادة الدولة ، ترك خليفة مقعده الدراسي في عدن وعاد إلى مدينة تعز بعد سماعه خطابات الحراك الجنوب ، محترماً رغبة أبناء الجنوب في ذلك.

أتذكر خليفة علوان قبل ثلاثة أعوام وهو يحمل صورة باعوم  ويجوب شوارع تعز ومعه مجموعة من رفاقه  للتضامن مع ما كانت تتعرض له عدن  من قتل واعتقالات بحق نشطاء الحراك الجنوب .

تعرض خليفة علوان لكثر من الاعتداءات من قبل نشطاء في حزب الإصلاح حينها بسبب مواقفه الصريح من قضية الجنوب .

خليفة علوان ليس الشاب الوحيد  من تعز  الذي أعلن موقفاً مؤيدا ومبكر من قضية استقلال الجنوب  ، فهناك العشرات من الناشطين الشباب  الذين يكتبون يومياً على صفحاتهم في فيسبوك  ويتحملون الكثير من الشتائم والاعتداءات بسبب ما يكتبونه عن الجنوب وقضيته .

سحر الشرام: فكرة الاستقلال هي الحل الأنسب

تؤيد الناشطة الشابة سحر الشرام فكرة استقلال الجنوب لأن أبناء الجنوب كانوا السباقين في صناعة الوحدة اليمنية و مرادهم منها الحصول على مزايا وفوائد ممكن تعود لأبناء الجنوب وأبناء الشمال كإضافة لما يتمتع به الجنوب حد تعبيرها .

 لكن ما حصل بحسب سحر هو انقلاب على الوحدة وتدمير دولة الجنوب ونهب كل ممتلكات وثروات أبناء الجنوب من قبل عصابة 7/7 لذلك فكرة الاستقلال ربما هي الحل الأنسب لاستعادة ما تم نهبه من أبناء الجنوب في الوحدة ولاستعادة الدولة الجنوبية القائمة على مبدأ المساواة والعدالة.

العبسي :نحن مع حق تقرير المصير

المصور الشاب  وائل العبسي واحداً من أبرز الوجوه الإعلامية في مدينة تعز يقول أن حق تقرير المصير حق لا أجادل فيه في الوقت الذي تعرض فيه الجنوب دولة وشعب للنهب والتدمير للبنية الاجتماعية من قبل نظام صنعاء .

ويضيف العبسي : دولة الجنوب كانت تشكل نموذج حي في المنطقة وتم تدمير كافة مؤسساتها، لذلك نحن مع حق الجنوبيين في تقرير مصيرهم كنتيجة حتمية لنضالهم وتضحياتهم في مواجهة قوى الظلم والاستغلال المتمثل بالسلطة الحاكمة

الصديق: على الجنوبيين استغلال الفرصة

يعتقد عبدالناصر الصديق أنه في المرحلة الحالية يجب على أبناء الجنوب جميعاً أن يكونوا يداً واحدة وان يستغلوا الأوضاع الراهنه الذي تمر بها اليمن . من أجل استعادة الجنوب . والحفاظ علية من عصابه 7-7 التي قد تعيد نفس المشهد بالهجوم على أبناء ردفان من قبل الجيش الذي يخنع للعصابات في الشمال ويبرز قوته في الجنوب .

ويقول الصديق :يجب على أبناء الجنوب أن يكونوا على قلب رجل واحد وأن يتجاوزوا المؤامرات التي تُحاك ضدهم من أجل مستقبلهم .

حمزة : الوقت الراهن مناسب لنيل الاستقلال

الوقت الراهن كما يقول الناشط حمزة مصطفى هو الأنسب للجنوب لينال استقلاله ويستعيد دولته ، فالجنوب لا يمكن أن يتعايش مع تلك العصابات التي دمرت الدولة والوحدة.

ويواصل حمزة حديثة :أنصح أبناء الجنوب أن يكونوا ولو لمرة يداً واحدة، ويخاطب مصطفى الجنوبيين بقوله:نتمنى توحيد الصف وإعلان استقلال واستعادة دولتكم ، لديكم ثروات ودولة جميلة استعيدوها من أجلكم .

غلاب :الحوثي يريد حاكم جنوبي ليشرعن سيطرته

نجيب غلاب كتب على  صفحته في الفيس بوك يقول :الحوثة لا يبحثون عن جنوبي حاكم بل عن حاكم ديكور يشرعن لسيطرتهم، ولا يبحثون عن شراكة وسلم يريدون قفازات لصياغة حكم القول الفصل فيه للمركز الديني القبلي في صعدة .

ويزيد: انتاج سلطة قهرية لا دولة مواطنة .. من سيقبل بشروط الحوثة ليس إلا لص شبق عابد للمال كاره للشعب .. أو شخص ضعيف يبحث عن موقع على حساب كرامة شعب .. أي سياسي محترم لا يمكنه إن يكون كوز مركوز لحكم المليشيات.

نختتم هذه المادة برسالة صغيرة كتبتها الناشطة الحقوقية المعروفة أشراق المقطري التي عنونت رسالتها بالقول "للجنوبين الصادقين فقط":

لا توجد فرصه تاريخية لاستعادة الدولة أكثر من هذه المرحلة , بالإضافة لمبررات حرب 94ونتائجها , فإن حرب الحوثيين الممنهجة هي مبرر آخر ،إما أن تكونوا أو لعنة طويلة الأمد ستحل على اليمن شمالا وجنوبا سنوات قادمة.

يتبنى شريحة واسعة من أبناء الشمال مواقف تستحق الاحترام  تجاه قضية الجنوب ، ولا يطلبون شيء من الجنوبيين حيال مواقفهم ، بيد أن الكثير من أبناء الجنوب يعجزون عن كسب مناصرين للقضية الجنوب  من خارج جغرافيا الجنوب، وما يزال الكثيرون يحملون معتقدات  بسببها يعتقد آخرين أنها تقزم وتحجم القضية الجنوبية.

ويبدي كثير من الناشطون في شمال اليمن تأييدهم المطلق لاستقلال الجنوب ، ونظم ناشطون في كلاً  من صنعاء وعدن في الأعوام الثلاثة الماضية مسيرات تضامنية مع الجنوب  رفع فيها شعارات تؤيد حق تقرير المصير .

صحيفة الأمناء