نمتلكُ في القوات المسلحة الجنوبية سلاحاً فتاكاً لا تمتلكه كثير من الجيوش في المنطقة. واثقون اليومَ أن لدينا في كل الألوية والوحدات العسكرية والأمنية الجنوبية سلاحاً ذا قوةٍ تدميريةٍ كبيرة تفتقرها غالبيةُ الجيوش في الإقليم.. قوةٌ تدميرية وأثر بالغ في صفوف العدو.. أثر تدميري ربما لا تستطع إحداثه تلك الفيالق الأمريكية والغربية المنتشرة في مياه الخليج وفي البحرين الأحمر والعربي، وفعلاً قد عجزتْ تلك الأساطيل وأثبتتْ فشلها خلال الثمان السنوات الماضية من الحرب مع أدوات إيران بالمنطقة، مقابل انتصاراتٍ مشرفة حققتها قواتُنا الجنوبية عندما كسرت مشروع إيران وأذلّت أذناب طهران العابثة بالأمن القومي العربي. هزمَتُ قواتُنا الجنوبية وأذلّت إيران بسلاحنا الفتّاك ذاته وبقوّته التدميرية نفسها وعينها.

يمتكُ جيشنا اليوم سلاحاً يستطيع الحفاظ على المشروع الوطني الجنوبي وتحقيقه وفرضه أمراً واقعاً كاستحقاق وحقٍ كفلته كل مواثيق الأمم المتحدة، سلاح يضمنُ إبقاء الجنوب رقماً صعباً في أي معادلة سياسية، سلاح يمتلكه جيشٌ بات به ذا أهمية قصوى لمعادلة موازين القوى العسكرية والسياسية داخلياً وخارجيا ووفقا لحسابات القوى الدولية ومصالح الكبار ومخططاتهم.

اليوم ونحنُ نحتفلُ بالذكرى الحادية والخمسين للجيش الجنوبي نؤكد أن قواتنا الجنوبية في كلِّ وحداتها العسكرية والأمنية، تتسلح بعقيدةٍ وطنية راسخة عيونها محدقة نحو انتزاع الاستقلال واستعادة الحق المغتصب مثلما استعادت الأرض المحتلة وطهرتها من دنس الغزاة ودنس الإرهاب.. نراهنُ وكلنا ثقة أن المقاتل الجنوبي المرابط في الوديان والسهول والجبال وفي الصحاري والبحار بدءاً من باب المندب حتى المهرة، يتسلّح بعقيدة الجنوب، الوطن والأرض والدولة، وهي عقيدةٌ ولاؤها لله والدين والوسطية والاعتدال.. عقيدة تمقتُ التطرف والإرهاب، وترفض سفك الدماء بغير حق.. عقيدةٌ تجرم الاعتداء وتهديد مصالح الجوار وإرهاب الآمنين، عقيدةٌ منهجها السلم والسلام وهدفها الأمن والأمان، تؤمن بالحوار والتعايش، تحترمُ حق الآخر وتنزع حقها، يدها ممدودةٌ للتسامح والسلام، وفوهات بنادقها مصوبة دوما نحو العدو الغاصب والمستهتر بتضحيات أبناء الجنوب وتطلعاتهم نحو استعادة دولتهم، أياً كان ذلك العدو وأيا كانت هويته وقوته.. عقيدةٌ أثبتتْ، سلماً وحرباً، أنها سلاحنا الفتاك الذي نراهن عليه ونستمد منه إيماننا بالجنوب كقضية عادلة لا مساومة فيها.. عقيدةٌ نستطيع أن نبنيَ عليها ونؤسسَ بها ومنها وفيها لبنا الجيش الجنوبي الذي ننشده وتسعى خلالها قيادتنا، ممثلة بالقائد الأعلى، اللواء عيدروس الزبيدي، إلى بناء مؤسسةٍ عسكرية وأمنية وفقَ منهجيةٍ ورؤي علميّة حديثة تواكبُ العالم وترنو بالجنوب إلى مصاف الدول ذات الجيوش الضاربة كما كنا وكما كان جيشنا السابق منذُ تأسيسه في العام 1971م حتى تم التآمر عليه وتدميره عقب الوحدة مع الجمهورية العربية اليمنية.

ختاماً.. ألف تحية وألف سلام لكل جندي ومقاتل وضابط وصف جنوبي مرابط في ميادين الشرف والبطولة وفي معسكرات العز وتحت رايات الواجب... دمتم للوطن سلاحاً وذخراً وقوة، وكلُّ عام وأنتم بخير، ومن نصرٍ إلى نصر، بإذن الله تعالى.

العميد/ نبيل المشوشي
قائد اللواء الثالث دعم وإسناد