في عام 2016 في لحظة جلسة لقاء وكنت اتحدث مع الرجل النبيل رحمه الله واسكنه فسيح جناته الاستاذ خالد منصور دبا مدير عام مديرية سرار الاول بعد الوحدة اليمنية سابقا بمحافظة أبين وهو أحد ركائز وأعمدة المؤتمر الشعبي العام اليمني ، في الحديث كنت اخوض معه أشد مرحلة يعيشها المؤتمر وكان ذلك الرجل صاحب سعة صدر كعادته قريب من الناس بدهائه وطيبته وأخلاقه ، فحدثني الكثير ونبأني بأحداث حدثت فيما بعد واليوم هي ربما بعض منها تحدث على أرض الواقع .
بجدية البحث مني قلت للاستاذ خالد من هو ادهاكم ، أجابني ( يا هويد الدهاء لا يمكن قياسه بشخص ولكن هناك شخصيات تقنع الواقع وتقرأ ابعاده وتصنع الحلول بنفس الوقت ) مرة أخرى قلت له بين صفكم انتم من هو الذي تجده ، فقال لي هم أكثرية ولكن هناك  شخص عبقري وقد ربما يصعب عليك الجلوس معه لبعض من الإشكالات والبعد الذي حاصل وهو متواجد في صنعاء ، فقلت له من هو ذلك الشخص ، قال لي هو ( الشيخ قاسم الكسادي ، عبقري السياسة ومصلح ذات البين).
فمنذ ذلك الوقت أو الزمن ومع انفرادي بالصحافة كان ذلك الشخص يدور في دماغي وينباه العقل ( اين اجده ؟ لاجلس معه)
توارت الاحداث في صنعاء وكان الوضع سيء للغاية ومع سيطرة الحوثيين على العاصمة غادر ذلك الرجل صنعاء ليحل في مسقط رأسه منطقة شيوحة بمديرية سباح محافظة أبين في الجنوب ،
الشيخ قاسم الكسادي برلماني عضو مجلس النواب اليمني وواجهة اجتماعية وقبلية بارزة ورمز من رموز المؤتمر الشعبي العام ، واحد اقرب المقربين لحاكم اليمن على مدى ٣٣ سنة الراحل علي صالح .
٢٠١٦ تلك الفترة كنت وليدها وشاهدت مدى الهجوم الذي تعرض له الشيخ قاسم ولكن الرجل كان عبقري حسب الوصف السابق ظل قارىء للواقع ولم يصطدم بجهة أو أحد في ظل تشرذم واقتتال وصراع وسيطرة وانتصار وهزيمة وتدخلات يشهدها اليمن بشطريه الجنوبي والشمالي .
أعوام سابقة مرت من لحظة امتناني باللقاء بذلك الشخص لكي اضع ميزاني التنظيري أمام خطاب وثقافة وسياسة وخفايا رجل ( دولة) شهد سياسة حكم اليمن وحضر احداث متنوعة وعاش اصعب مرحلة بعد الانقلاب !!
بأتصال هاتفي كان الاتفاق على اللقاء وكان توقيت ذلك الشخص بالدقيقة حسب ما وعد به دون الإفراط أو التأخر ، ومن هنا كانت أولى شهادتي أنه رجل دولة .
مساء في ال٢٥ اغسطس الجمعة ٢٠٢٢م بكل تلقائية ودون تكلف كان أول لقاء يجمعني بشخص يصنع من ابتسامته محور انطباع جيد لمن يلتقي به .
هنا كان عليا أن أضع المعيار الحقيقي لرجل ظل في عمق الدولة حتى اللحظة ، جلوسي معه لاتمحص عقليات والعمل على مقارنتها بين الامس واليوم ، ثقافيا وسياسيا واجتماعيا .
كل استفسار مني موجه له يعود بكتل من المعرفة العميقة والأبعاد التي قد يفترض على كل رجل سياسة أن يتبلور بها .
بحثنا في الماضي ووقفنا على الحاضر واهم ما كنت احاول الاستفادة من عبقرية ذلك الرجل هو المستقبل لهذه الأحداث ، فكان صريح بكل عبارة واهمها من كان يريد مصلحة وطنه عليه ان يقف اليوم أمام مواجهة فساد يصعب على مراحل سابقه أن ترتكبه بينما هي أعوام قليلة عبثت بمنطق الدولة .
تناولت معه الولاء الحزبي وهل الواقع يقول إن التقاسم والوصول إلى السلطات والمناصب بالشخصيات نفسها ام من خلال أحزاب ومثلا حزب المؤتمر نجد رجاله  قد عادوا الواجهة مجددا وخصوصا في الجنوب ، بكل بساطة قال لي بناء الوطن يريد مصارحة ومصداقية وأمانة ويأتي ذلك من خلال شخصيات وانما الأحزاب هي مجرد مجالس يجتمع خلالها مجاميع لينظموا شيء ما ولكن إن كان الوطن اليوم يبنى بدون أحزاب فهذا الشي سيسعدنا حتى ينتهي الصراع وان كان وجود للأحزاب مهم فهو أيضا يسهل عملية المشاركة والاختلاف إذا وجد فسوف يكون خلاف يهدف لتنمية ورقي البلد ، فنحن بحاجة اليوم إلى مراكز قوى تنبذ ماضي سيء وتبدأ مسلك جديد لبناء المحافظات من ذات نفسها .
حقيقة لا يمكنني كتابة أو سرد كل الحديث ولكن الذي أن انهي به لقائي هو ان رجال الدولة متواجدون والوطن اليوم بحاجة إلى خبرات وسياسة ووجاهات وقد جلست مع عدد من الشخصيات صانعة القرار وحقيقة هناك شخصيات لا تحملها ثقل سياسي ولا فكري ولا اجتماعي وهناك شخصيات يعجز مواجهتها في الفكر والمساهمة السياسية.
سعدت كثيرا بلقاء الكسادي بعد سنوات من حلم اللقاء به وكان ذلك الشخص وأكثر من الوصف والتزكية في الدهاء والمعرفة .
حاليا هو يخوض الان مع فريق مكون للموازنات ويبحث في عمق المحافظات لتنميتها حسب ما يتم طرحه على مجلس الرئاسة .
في الوقت نفسه منذ اسابيع شاهدنا حملة واسعة من أبناء وشخصيات ابين توجه باختيار الشيخ قاسم محافظا للمحافظة لربما هو الشخص المناسب حسب ما يراه أبناء تلك المحافظة الجريحة.
اخيرا لربما محافظة أبين ستسعد به من خلال اختياره لها إذا وجد هناك اختيارا له وربما ابين سترتدي ثوب اخر حسب حلمه وطموحه وامنياته لابين بعد عقود طويلة من العناء والشتات .
نتمنى له التوفيق والنجاح في مهامه القادمة .
اشكر في هذا اللقاء الذي كان بمعيتي الاخ العزيز المهندس وليد حلبوب وهو صاحب المبادرة في اللقاء ويعتبر الصديق العزيز للاخ الشيخ البرلماني قاسم الكسادي والاخ المهندس محمود سعد حلبوب 
#هويد_الكلدي