آخر تحديث :الاربعاء 26 فبراير 2025 - الساعة:12:48:14
من واقعنا اليمني إلى عالمنا العربي هذا هو السائد
(الامناء/خاص:)

كتب : مارب قايد 

جواب على سؤال لمعلم متطوع بدون أجر لماذا أصبح أجر الجزار ليوم أكثر بكثير من راتب المعلم لشهر. 

لأن اللحمة لها عائد مادي قريب  يعود على صاحب المجزرة أكثر من عائد التلاميذ البعيد على الوطن وعلى تنميته وازدهاره.

نحن في وطن جائع يريد أن يأكل ويشرب وهذا غاية الطلب العزيز ولايطمح أن يغزو الفضاء ولا أن يجول في العالم السبراني فليست هناك خطط لذلك ولسنا في تلك الطريق أصلا فالبطون قبل العلوم وهذا صحيح وهو ليس مستعد أن يدفع ثمن لن يستفيد منه عاجلا ويرى أن الوطن لايذهب في تلك الطريق التي تستحق أن نقدم ونبذل من أجلها لأن ذلك سيعود بالنفع الكبير علينا جميعا من كل النواحي وشتى مجالات الحياة .

نحن في عالم أصبحت الحياة فيه لاتُطاق ولاتُحتمل ليس لنا حديث سوى كم الصرف اليوم وبكم أصبح ثمن الأكل. 

نحن في عالم كل مسؤول فيه فاسد لايخدم إلا نفسه ليس من مال النفط والغاز والمعادن والترانزيت بل من ظهر المواطن المجلود فيصب الماء الحار والملح عليه ليزيد من ألمه وعذابه. 

نحن في عالم لازال في الظلام الدامس تنطفئ فيها الكهرباء في أكثر المناطق إنتاجا للبترول. 

نحن في وطن تعددت أحزابه ومقاوماته وثوراته وكلها من أجل مصلحة القمم لا القواعد ومصحلة القائد والرئيس والمدير وتوابعهم من بعدهم.

نحن في عالم كثرت طوائفه ومذاهبه ومحاوره وتوجهاته وأضحى في نفق مظلم ليس له نهاية ولا منه منفذ.

نحن في غابة يأكل بعضنا البعض ويفرح طرف معين بهزيمة طرف آخر ويخطط وينفذ الجميع ضد الجميع.

نحن في عالم أذكياؤه من يسرقون وينهبون ويقتلون ويحتالون بكل الطرق والأساليب.

نحن في عالم ضاعت فيه الأمانه والشفافية والصدق والرقابة والمحاسبة مع غياب الضمير والوازع الديني ولفه الكذب والغموض والتزوير والتلفيق.

نحن في عالم  أضحت البندقية هي لغته الوحيده لايحترم الفكر ولا حرية الآخرين وإرادتهم ولا يؤمن بالحوار ولا يعترف بحق. 

تعددت وتشعبت فيه الطرق وكثر فيه الدجالون والانتهازيون وأدعياء الزيف والخداع حتى أصبحت الشعوب لاتثق بإي دعوة ولاتجذبها فكرة ولا تتبع أي ثورة راضية بقدرها مستسلمة لمصيرها الأليم.

نحن في عالمنا نستبدل الجميل بالقبيح والديمقراطية بالاستبداد والحرية بالعبودية والتبعية والوصاية.

نحن في عالمنا ليس لنا مشروع ولا رؤية بل نحن أدوات لمشاريع ورؤى الآخرين وساحة لتصفية الحسابات ولي الأذرع. 

هذا العالم وهذا الواقع يتطلب حلول ناجعة وإن كانت مرة ومنها  الوحدة اليمنية فما هي إلا احتلال ولا حل إلا بعودة الدولتين إلى حدود ما قبل تسعين كون الخلل بنيوي مع جديد في هذا العودة أن ينهج البلدان نظاما فدراليا لبلديهما وهذا مفتاح الباب المؤدي إلى الطريق الصحيح في واقعنا.




شارك برأيك
صحيفة الأمناء PDF
تطبيقنا على الموبايل