آخر تحديث :الاحد 23 فبراير 2025 - الساعة:23:59:37
دول الخليج ومستقبل الأمة .. بعد فشل الأنظمة الجمهورية
(كتب د. خالد القاسمي)

 


في عالم متغير ومضطرب يتحدد فيه مصير الأمم وفق أهواء قادة العالم ، ويحسب مستقبل الأنظمة وفق المصالح والمكاسب الإقتصادية ، تحتاج الأمور إلى الحكمة وإستثمار العلاقات والشراكات الإقتصادية في تجنيب المنطقة الحروب والكوارث ، وهذا ما نجحت فيه دول الخليج العربية التي أصبحت اليوم تتطلع إلى سياساتها العقلانية الرزينة والمدروسة كل دول العالم .

في الخمسينات والستينات من القرن الماضي ، بعد إستقلال معظم الدول العربية ، كان سقف تطلعات الأنظمة الجمهورية كبير للغاية ، ولم يكن في حقيقته سوى دعايات ومبالغات قادت الأنظمة العربية إلى الكوارث والحروب ، وكانت إنتكاسة 1967 وإحتلال إجزاء كبيرة من أربع دول عربية كارثة بكل معنى الكلمة ، في حين كان ينظر للأنظمة الخليجية حينها أنها أنظمة وراثية رجعية ومتخلفة . 

وفي بداية الألفية قاد دول المشرق العربي من العراق إلى سوريا وليبيا واليمن ، قادة أدخلوا بلدانهم في حروب لا طائل منها دمرت أوطانهم ، تحت شعارات القومية وحماية الأمن القومي العربي ، ولكن في حقيقتها كانت حروب من أجل بقاء زعامات هذه الدول في السلطة ، وحينما تساقطت أنظمة هذه الدول منذ 2003 وحتى اليوم ، كشف المستور أنها كانت جمهوريات هشة لم تكن تملك حتى القوة العسكرية والأمنية التي تحافظ عليها ، ولا تملك حتى المؤسسات التي تحافظ على إستمرارية وجودها ، فكانت صيدا سهلا للميليشيات الإرهابية وتدخلات قوى إقليمية ودولية تعبث بأمنها الداخلي وتهدد مصير شعوبها .

وأمام هذا الوضع الذي تعيشه الأمة كان على دول الخليج العربي ، أن تجد البدائل وتستثمر علاقاتها مع أمريكا ودول العالم لتجنيب المنطقة الكوارث ، وإعادة بناء ما هدمته الحروب والكوارث في دول المنطقة ، نتيجة رؤية ضيقة الأفق من قياداتها أو بفعل ميليشيات مسلحة نفذت أجندات خارجية وسهل عليها تدمير أوطانها .

هذه دول الخليج اليوم التي تقود  الشرق الأوسط الجديد ، وتستثمر سلاح العلاقات والمصالح الإقتصادية لإعادة الأمل لأمة العرب .


د.خالد القاسمي




شارك برأيك
صحيفة الأمناء PDF
تطبيقنا على الموبايل