آخر تحديث :الاربعاء 24 ابريل 2024 - الساعة:18:08:19
هكذا عزز بايدن قوة إيران في اليمن
(الامناء/وكالات:)

يجب أن تكون حدود الحديث بهدوء مع المتمردين الحوثيين في اليمن واضحة الآن أمام إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، ولكن المشكلة أن الولايات المتحدة لا تملك عصا طويلة لاستخدامها.
ويقول الكاتب الصحافي بوبي جوش في تقرير نشرته وكالة بلومبرغ للأنباء إنه في ظل الدعم الإيراني للمسلحين الحوثيين، فإن ذلك يصب في صالح طهران في المفاوضات النووية مع الولايات المتحدة، ولكن الأمر ليس كذلك بالنسبة لحلفاء الولايات المتحدة في الشرق الأوسط.
وفي الأيام الأولى لبايدن في البيت الأبيض، علق الرئيس الأمريكي الدعم العسكري الأمريكي للتحالف العربي الذي يدعم الحكومة الشرعية في اليمن، ويقاتل المتمردين الحوثيين المدعومين من طهران، وعلق مبيعات الأسلحة للسعودية والإمارات، زعيمتا التحالف. وألغى قرار سلفه دونالد ترامب تصنيف الحوثيين "جماعة إرهابية".
ويعتقد فريق بايدن أن من شأن مثل هذه التحركات أن تخلق الظروف الملائمة لمفاوضات قصد التوصل لوقف الحرب في اليمن المتواصلة منذ ستة أعوام.
وعين بايدن تيموثي لندركينغ مبعوثاً أمريكياً لليمن، لجمع كل أطراف الصراع حول مائدة الحوار.
وفي ظل إشارات مشجعة من واشنطن، سافر مبعوث الأمم المتحدة لليمن مارتن غريفيث، إلى طهران لإقناع النظام الإيراني بدعم الجهود من أجل السلام .
ولكن الولايات المتحدة لم تضع في الحسبان الإصرار الذي يتسم بالتعصب من قبل الحوثيين على مواصلة القتال، وحرص إيران على أن يظلوا في غضب. إذ أصبحت إيران وجماعة الحوثي أقوى في ظل التحرك الناعم من قبل فريق بايدن.
ويشير جوش إلى ما يرى أنها براهين في الأسابيع الأخيرة على سوء نية الحوثيين والإيرانيين، فقد وضع الحوثيون جانباً مقترح سلام قدمته الرياض، وصعدوا هجماتهم بالصواريخ والطائرات دون طيار على البنية التحتية لصناعة النفط السعودية. وعززوا جهودهم للسيطرة على مزيد من الأراضي اليمنية.
ويرى الكاتب أن جهود الحوثيين الآن منصبة على مدينة مأرب، عاصمة محافظة مأرب الغنية بالنفط شرق العاصمة صنعاء.
وكان عدد سكان المدينة يوماً ما حوالي 20 ألف نسمة، ولكنه تضخم إلى حوالي 800 ألف، حيث تدفق عليها اليمنيون فراراً من العنف في أنحاء شتى من البلاد.
ورفض المتمردون إجراء محادثات سلام هناك، ما عزز المخاوف من استمرار القتال ليؤدي إلى مقتل عشرات الآلاف.
وفي الوقت ذاته واصلت طهران إمدادات السلاح للحوثيين، واعترض الأسطول الأمريكي في الأسبوع الماضي، سفينة أسلحة كانت في طريقها لليمن، ولكن من يدري كم من سفينة أخرى وجدت طريقها بالفعل إلى سواحل اليمن.
ويتباهي المسؤولون الإيرانيون علنا بإمداد الحوثيين بتكنولوجيا الصواريخ والطائرات دون طيار.
وفي الأيام الماضية، طاف مبعوث الأمم المتحدة غريفيث على منطقة الخليج، حيث شدد على أهمية عقد اجتماعات بين الأطراف المتحاربة من أجل السلام ، مثل السعودية، والحكومة اليمنية، والأطراف التي يمكنها تقديم العون لإنهاء الصراع، مثل عُمان، والأردن. ولم ينصت إليه أحد، ولم تعبأ به الأطراف المتحاربة على الإطلاق.
ولم يلتق لندركينغ الإيرانيين بعد، ورفض الحوثيون لقاءه، أو لقاء المبعوث الأممي. وعوض إحراز أي تقدم على الأرض، اكتفت وزارة الخارجية الأمريكية بإصدار بيانات توبخ المتمردين على تضييع "فرصة مهمة لإثبات التزامهم بالسلام".
ويقول جوش إن الحقيقة المثيرة للإزعاج هي أن الحوثيين، الذي أطلقتهم الأحقاد الدينية والمظالم التاريخية، لم يبدوا أي قدر من الاهتمام بالتوصل إلى سلام، سواء مع التحالف العربي أو مع الحكومة اليمنية، بل أثبتوا، في ظل دعم وتشجيع من طهران، التزامهم بمواصلة الحرب.
وبالنسبة لطهران، كان الحوثيون دوماً أداة نافعة تستطيع من خلالها إيران إزعاج السعودية، الخصم التقليدي في المنطقة.
ويرى جوش في ختام تقريره أن التعاون مع إيران أمر حتمي لتحقيق هدفين لبايدن في منطقة الشرق الأوسط، استئناف الدبلوماسية النووية، ووضع حد للحرب في اليمن، ويدرك الإيرانيون ذلك.
وفي ظل غياب احتمال توجيه ضربات عسكرية أمريكية ضد الحوثيين، وضع الرئيس الأمريكي نفسه في حرج، كما وضع حلفاءه في المنطقة في وجه الخطر. فالسعوديون، بوجه خاص، قد صاروا في وضع أكثر تصالحاً مع إيران. ويقلل هذا إلى حد كبير آفاق التوصل لاتفاق نووي أفضل مع إيران، أو إنهاء الحرب في اليمن.







شارك برأيك