آخر تحديث :الجمعة 14 فبراير 2025 - الساعة:01:15:31
السلاح يقلق السكينة العامة ويحصد الأرواح في شبوة
()

أدت ظاهرة انتشار الأسلحة النارية إلى ارتفاع نسبة حوادث الجرائم والقتل المختلفة، حيثتشاهد في مدينة عتق أكبر مدن محافظة شبوة ثكنات سلاح متحركة تهدد السلم الاجتماعي وتعيق حركة التجارة داخل الأسواق وتثير الخوف لدى أصحاب المحلات والمواطنين من اندلاع اشتباكات غالبها قبلي ناتجة عن ثارات بين قبائل شبوة نشبت مرات عديدة ولم يسلم المواطنون أو الباعة في الأسواق من الرصاص الطائش والعشوائي وأدت تلك الاشتباكات إلى مقتل الأبرياء.

وقامت الأجهزة الأمنية بشبوة في نهاية العام الماضي بحملات عسكرية تهدف من خلالها إلى إنهاء المظاهر المسلحة داخل المدينة أو التخفيف منها على أقل تقدير ولكنها باءت بالفشل بسبب الطرق والأساليب التي تعاملت بها قوات الأمن المكلفة للقيام بالحملة وطريقة تعاطيها مع الظاهرة التي تعود جذورها إلى سنوات سابقة  ,و بحسب  ناشطين وحقوقيين أوعزوا فشلها إلى جملة من الأسباب منها عدم وجود حملة توعوية مسبقة ومكثفة ودورات وندوات مجتمعية بهذا الشأن كما غاب الدور الفاعل للمثقفين والمعلمين ونشطاء الحراك الجنوبي السلمي .

كما حدثت إشكالات  أثناء التنفيذ منها قيام الجنود بإطلاق  الرصاص على مواطنين في وسط مدينة عتق القديمة ولم يكون بحوزتهم سلاح ولازال بعظهم طريح الفراش حتى الآن ولم تقم الدولة بعلاجه وكان مصير الحملة الفشل لكل تلك الأسباب الموضوعية .

انفلات أمني :

وتزايدت المظاهر المسلحة داخل السوق بسبب الانفلات الأمني وعدم قيام الدولة بوضع حد لهذه الظاهر التي باتت تؤرق المواطن البسيط  بشكل كبير ,حيث أصبح من السهل جداً أن تتحول مشادة كلامية بين شخصين يحمل أحدهما أو كلاهما، سلاحاً إلى جريمة قتل، وذلك نتيجة توفر الأداة. فحمل السلاح الذي كان في فترة من الزمن محدوداً ويقتصر على الناضجين من ذوي الحاجة الماسة إليه لظروف حياتية معينة من ازدياد جرائم القتل، خصوصاً في صفوف المراهقين الذين لا يتورعون عن إطلاق النار من أسلحتهم لأتفه الأسباب والنتيجة إزهاق نفس إن لم تكن أنفس، وسط مطالبات متزايدة  بمنع حمل السلاح على الإطلاق. ،

إقلاق دائم للسكينة

يقف المواطنون في أوقات مختلفة مفزوعين أمام أصوات الرصاص ووميضه المتواصل، وهو يعكر سكون المدينة ويضج سماءها الهادئة.

فنتيجة الطابع القبلي للمحافظة وتزايد حالات الثارات بين القبائل المتحاربة كعوامل مساعد في انتشار ظاهرة حمل السلاح بالإضافة إلى الانفلات الأمني الممنهج التي تقوم به السلطات الأمنية في المحافظة بحسب ناشطين .

كما أسهم تواجد الجيش والأمن في الأماكن العامة والأسواق  بأسلحتهم نتيجة وضع المحافظة واعتبار مدنها مسرحا للحرب التي يخوضها الجيش مع مسلحي القاعدة في عدة مناطق ومن بينها عاصمة المحافظة عتق كما أن الجيش يتجول بالعربات وأحيانا المصفحات العسكرية ما حول عتق إلى ثكنة عسكرية حقيقية .

الثأر السبب!

الناطق باسم اللجان الشعبية في محافظة شبوة أحمد الهقل قال :على صعيد المحافظة شبوة وحاضنتها عتق ، فلقد كان لها من هذه الظاهرة نصيب وافر  ، برغم طبيعة وعادات وتقاليد المجتمع القبلية ، إلا أنني أرى أن ظاهرة حمل السلاح في شبوة يختلف عن اي مكان آخر وأنه من السهولة بمكان التخلي عن هذه الظاهرة بشكل شبه نهائي ، وتختلف باختلاف الأسباب التي أدت إلى انتشار هذه الظاهرة ، فأغلب الأسباب التي تجعل المواطنين يحملون السلاح هي ظاهرة "الثأر" اللعينة ، حيث أنها من أعظم الأسباب التي أدت إلى تفاقم انتشار حمل السلاح وأصبح يشكل منظر عادي فلا يخلو مكان في المدينة إلا وتجد فيه مسلحين هنا وهناك .

وأضاف : ما إن عرف الجميع أن السلاح ليس ممنوعاً بدأ بعض الأفراد  اصطحاب سلاحه إلى الملعب لمشاهدة مباريات كاس العالم رغم أن العدد قليل جداً  وهذا وحده يثبت  أن الشعب يقبل النظام ومستعد لتطبيق النظام ، إلا أن الأوضاع السياسية التي وصلت إليها المنطقة برمتها أدت إلى ضعف الجانب الأمني وبالتالي صعوبة إقامة حملات لمنع السلاح .وعندما نتحدث عن ظاهرة حمل السلاح ، نقلل من شأنها لأن هنالك ظواهر خطيرة انتشرت في المحافظة أخطرها ظاهرة السيارات المفخخة وأيضاً ظاهرة سرقة السيارات ، وهذه الظواهر الدخيلة على محافظتنا يجب أن يتصدى لها المجتمع برمته كونها تهدد أمنه وحياته وأسرته ومجتمعه وحتى مستقبله فلنقف جميعاً ضد هذه الظواهر السلبية ، وأؤكد على الدور الفاعل للشباب كونهم الحياة الاجتماعية الفاعلة وهم الأرض الخصبة لانتشار مثل هذه الظواهر والأفكار الدخيلة.

ودعا الهقل جميع أفراد المجتمع قبل الدولة إلى الابتعاد عن مثل هذه الظواهر السلبية ومنها ظاهرة حمل السلاح، فعندما أترك سلاحي في بيتي فهذا اسلوب مدني راقي عصري، فستكون أسوة حسنة للآخرين وسيترك الجميع سلاحه في بيته، والدعوة الثانية أوجهها للجهات المسؤولة لضبط الأمن ومنع هذه الظاهرة وأن يكون جنودهم الذي يلبسون اللبس المدني هم أول من يلتزمون بهذه الحملة.

دور سلبي لمرافقي المسؤولين

وبالنسبة لرئيس مؤسسة خطوات للتنمية المدنيةأحمد عيدروس يقول: إن ظاهرة حمل السلاح من الظواهر السلبية، التي تعيق التنمية, تثير القلق والخوف عند المواطنين، تهدد السلم الاجتماعي. . الحق في الحياة من أبرز حقوق الانسان ويمكن للمرء أن يفقد حياته نتيجة رصاصة طائشة من شخص مستهتر بأرواح الناس وبسبب هذه الظاهرة وحوادث القتل الخطأ افقدتنا الشعور بالأمن والأمان. وأضاف: هناك ظاهرة أصبحت رائجة هذه الأيام حيث يعمد كثير من حراسات ومرافقي بعض المسؤولين إلى توجيه الأسلحة الخفيفة والمتوسطة على صدور  المواطنين عند مرور موكب أحد المسؤولين في شوارع عتق وكأن المواطنين أعداء وهذه تثير سخط شعبي وتبعاته خطيرة جدا وأتمنى من المسؤولين في المحافظة والقيادات الأمنية والعسكرية أن يردعون مرافقيهم من هذه التصرفات المسيئة لشخوصهم وللدولة .

 

 




شارك برأيك
صحيفة الأمناء PDF
تطبيقنا على الموبايل