- انتقالي لحج يتفقد الأوضاع القانونية والإنسانية لنزلاء سجن ردفان
- أمن حضرموت يلقي القبض على أخطر المطلوبين أمنيًا
- الداخلية السعودية تنفذ إعدام شبكة يمنية متهمة بتهريب المخدرات
- مؤسسة مياه عدن تجري أعمال إصلاح كسرين في خط مياه رئيسي في كريتر
- غروندبرغ يشدد على التهدئة الإقليمية لتحسين فرص السلام في اليمن
- مليشيا الحوثي تدفع بتعزيزات عسكرية إلى جبهات مأرب
- الحوثيون يقتحمون شركة ميديكس كونكت بصنعاء
- عدن.. عدد من المدارس تعلن رفع الاضراب
- الهجرة الدولية تعلن نزوح 23 أسرة خلال أسبوع
- حملة اختطافات حوثية جديدة بالجوف اليمنية
باتساع رقعة الفقر، انتشر الباعة الفقراء على الارصفة العامة بمحافظة عدن، رضو بالفقر وضنك العيش لكن معاناتهم تتوسع يوما تلو الأخر، وفي شوارع مديرية الشيخ عثمان بعدن وأنت تسير على الطريق تلاحظ ثمة أناس تركوا اسرهم ومناطقهم وخرجوا للبحث عن الحياة الكريمة لكن الروف الاقتصادية ومضايقات البلدية تفاقم معاناتهم.
وجوه تعكس كل معاني قسوة الحياه، والحياة وسط اشتعال الفحم والحطب وتحت أشعة الشمس الحارقة، وظروف صعبة اجبرتهم على افتراش الأرض والتحاف السماء، فهولا لا يحلمون بفلل ضخمة ولا سيارات فارهة، كل همهم هو: توفير لقمة العيش لأسرهم.. (الأمناء) رصدت صورة جانبية للمعاناة التي لحقت بالفئة البسيطة ممن لا يجدون سد رمقهم، وتفاصيل ذلك في التقرير التالي.
في بداية الأمر وربما تقف في المخيلات عدد من الأسئلة التي لم تجد لها أي أجوبة، فتقول وأنت تلاحظ الموقف وبمجرد انتظارك لعدد من الدقائق تقول في نفسك من المسؤول عن هؤلاء الناس لا تجد أي أجوبة مناسبة لها سواء التغاضي من قبل الرعية الذين تحملوا المسؤولية إلا أنهم غير جديرين بها، فتلاحظ علامات البؤس والجوع تتدفق مثل تدفق السيل العارم ،ولكن دون أي إشعار أو أحساس وكأن أمور عادية وسوف تصبح في قادم الأيام منتهية وها هي تتوسع يوما بعد يوم والمسؤول في سبات .
وطن يقصده الفقراء
في وطن أصبح المرء غريبا فيه وتحولت الطريق إلى وطنا أخر دائما يقصده المواطن الفقير ،وهذا ملموس ودائما نشاهده بأم أعيننا ولا نرى أي تحركات من تغير هذه المشاهد المزعجة، ففي حقيقة الأمر هم سقطوا في وحل ألا مبالاة فباتوا معدمين وفقراء يبتسمون في وجه الجحيم المفروض كلما اشتدت الجرع الحكومية، فنرى على الهامش أن هناك ثمة أناس سلطت عليهم الفروض المعيشية واستوطنوا قارعة الطريق بان تكون وطنهم الأخر الذي استوعب العديد من الباعة والبساطين فحين أن تتجول في شوارع مدينة عدن وبالأخص الشيخ عثمان حيث تقف حائرا وبنظرات متعددة أين الدور الحكومي وهل ستقف الدولة مكتوفة اليدين أم أن هذا النسيان بعين ذاته، وهذا يرجع إلى أسباب حقيقية والذي يعكس صورتين أساسيتين الأولى فشل الدولة والثاني تحسين مستوى الشعب .
البلدية وحوش مفترسة
لم تسلم تلك الفئة حتى من مضايقات البلدية المستمرة والمزاجية فهم إما يطالبونهم بالمال كرشوة لبقاء جلوسهم في قارعة الطريق أو يقومون بأخذ عرباتهم التي يبتغون الرزق بها . فالكثير من تلك العربات تكون مستأجره فلقد أصبحت البلدية وحوش تفترس الضعفاء والمساكين دون أي رحمة أو وازع ديني ظاهر في تلك الفئة التي تقوم بابتزاز المواطن المسكين.
الصغير.. نجمع 500 ريال بشق الانفس والبلدية لا ترحم
على ارصفة الطرقات يفترشون الأرض ويلتحفون السماء، لا أحد ينظر لحالهم لا مسؤول ولا عابر سبيل، هذا هو ل العمال، يقول مرشد الصغير" 50عاما: العمل هنا شاق للغاية فعلى مدار اليوم وأنا أعاصر الحياة وعلى قارعة الطريق انتظر ليأتي الزبون ليشتري مني.
أكثر ما يباع بين المتجولين ومن قصدوا قارعة الطريق إما أن تجد بعضهم يبيع الذرة والبعض الآخر يمتهن أشيئا آخرى، يضيف: أصبحت حياتنا على كف عفريت، ونعاني من حرارة الفحم والحطب بصبر، وهذا اعتبره أنه آمل يولد من رحم المعاناة.
ويشكو وجود مضايقات من قبل البلدية في مدينة عدن وبالأخص بمديرية الشيخ عثمان رغم أننا ننتظر طوال اليوم ولم نتحصل على أي محصول أكثر من "500ريال وواقفين على قارعة الطريق نبتغي الرزق ولتكن حياتنا كريمة ومعززة وهو أصعب العمل الذي نواجه عندما نقف طوال اليوم، وأكثر ما يزعجنا هو المضايقة المتكررة من قبل البلدية فنرجو الرحمة منهم والمؤسسات الحكومية ليعلموا بأننا ليس نحن هنا للتسلية ولكن لجلب الرزق الحلال ولتنعم أسرنا بالحياة الكريمة.
بائع الهند المشولي: الظروف من تجعلنا نغترب
قسوة العيش هي السب الوحيد الذي ارغم علي مهيوب المشولي "والبالغ من العمر 60 عاما، على ترك اسرته ساعيا في توفير مستلزمات البيت وتامين حياه كريمة لاسرته:
يقول المشولي الذي قدم من منطقة المشاولة بمحافظة تعزالى عدن للعمل: معاناتنا عديدة ومتنوعة لا يتحمل لأي إنسان أن يحملها لما يواجه من الصعوبات المتزايدة دون أن نجلب أي فائدة تاركين أسرنا تنتظرنا ليفرحوا برجعونا ولكن مازال التعب يلاحقنا مهما اغتربنا.
ويضيف: انا أحد الباعة والمتجولين في تلك المدينة التي بسطت لنا ذراعيها ولتكن لنا موطنا أخر ،فإنني أمر بظروف أسرية صعبة جدا فهجرت المنطقة واتجها إلى هنا ولم أجد أي عمل سوى أن أعمل لي مكان متواضع وعلى قارعة الطريق فأوضع الفحم وأشعل النار فيه من أجل نضوج حبة الذرة لكي أبيعها على المارة مقابل مبلغ ما يتجاوز الثلاثين ريال أو الخمسين فقط.
ويواصل المسن الستيني: تمر الشهور والأيام وأنا مغترب في وطني فأصبحت في الحقيقة بين نارين نار الحياة اليومية ومتطلباتها المتعاظمة يوما ونار الرجوع إلى قريتي وبين أفراد آسرتي لكي أعود لهم بما جمعته من بيع حبة الذرة.
يملك المشولي 3 اولاد ذكور و8 إناث، مما زاد الاعباء الاسرية عليه، يقول: يحزنني جدا العودة إلى أفراد أسرتي ويدي فارغة لكنهم يفهمو قسوة العيش وصعوبة الكسب الحلال .
صحيفة "الامناء" في عددها الصادر اليوم 316