- تعرف على سعر الصرف وبيع العملات مساء الجمعة بالعاصمة عدن
- ندوة سياسية في جامعة كاليفورنيا الأمريكية حول الأوضاع السياسية والإنسانية في الجنوب
- رئيس انتقالي لحج «الحالمي» يعزي في وفاة المناضل الأكتوبري صالح حسان سعيد الردفاني
- عودة جزئية للتيار الكهربائي بعدد من المناطق في عدن
- كيف تستغل الخلايا النائمة معاناة الناس في الجنوب؟.
- سقطة مدوية للريال اليمني صباح اليوم الجمعة 7 فبراير
- المجلس الانتقالي الجنوبي بالحوطة ينفي مزاعم وقوع احتجاجات ليلية
- قيادي بالانتقالي الجنوبي لـ"سبوتنيك": عدن تعيش وضعا كارثيا.. غياب كامل للخدمات الرئيسية والكهرباء
- تعرف على سعر الصرف وبيع العملات مساء الخميس بالعاصمة عدن
- رئيس مجلس القيادة يعقد اجتماعا برئيس الوزراء والمسؤولين المعنيين بالشأن الاقتصادي والخدمي
![](media/imgs/news/1349433254.jpeg)
منذ قام المجلس الوطني الانتقالي في ليبيا بضرب ثورة الشباب ضد نظام معمر القذافي في أول مؤتمرات هذا المجلس يوم 28 فبراير/شباط 2011 في مبنى المحكمة ببنغازي، بدأنا نتحدث صراحة عن النسق الأفغاني الذي يهدد منطقة شمال أفريقيا والشرق الأوسط كله. وظهرت بدايات تلك الفكرة عندما شاهدت الشيخ راشد الغنوشي في آخر أيام يناير 2011 في مطار قرطاج عائدا من لندن، ظافرا منتصرا، وحوله عدد من الحراس ومجموعة لا بأس بها من الصحفيين وكاميرات وسائل الإعلام المحلية والدولية. وأخذت الفكرة تتأكد على خلفية الأحداث في مصر حتى وصول الإخوان المسلمين إلى السلطة، وأحداث سيناء، وما يجري إلى الآن في اليمن. غير أن ما جرى في ليبيا تحديدا وما رأيناه وتابعناه طوال عامي 2011 و2012 ووجود المجاهدين من كل حدب وصوب والتدخلات الإقليمية والدولية والفواتير المالية والسياسية العلنية، كان يؤكد بكل المعايير بداية أفغنة شمال أفريقيا والشرق الأوسط. وسرعان ما قفزت القوى الإقليمية والدولية على ثورة الشعب السوري ضد نظام الأسد، وانتقلت قطاعات واسعة من المجاهدين إلى سورية لدعم إخوانهم في الجهاد.
ظلت النقاشات جارية بحدة ملموسة، وظهرت انتقادات أقرب إلى السخرية بالنسبة لسيناريو "النسق الأفغاني". فرفضه البعض جملة وتفصيلا وقبله البعض جزئيا، ورأى البعض الآخر أنه ينطبق فقط على سورية. غير أن مقتل السفير الأمريكي وثلاثة أمريكيين آخرين معه في بنغازي، دفعنا للتأكيد مرة أخرى على سيناريو أفغنة المنطقة وليس فقط سورية أو ليبيا أو مصر أو اليمن أو حتى تونس. واعتبرنا مقتل السفير الأمريكي يمثل "مسمار جحا" الذي سيدفع بالأمريكيين عاجلا أو آجلا إلى التماس كل المبررات للسيطرة العسكرية والأمنية والاستخباراتية على المنطقة. وكنا في أبريل ومايو من عام 2011 تحدثنا عن المبررات التي يمكن أن يلجأ إليها الأمريكيون لأفغنة شمال أفريقيا، ومن ضمنها ليس فقط ضرب مصالحهم الحيوية، بل وأيضا قتل الأمريكيين أو تعرض مواطني الولايات المتحدة إلى الخطر في تلك الدول التي وفد إليها المجاهدون ليس إطلاقا بدون علم الولايات المتحدة وأجهزتها الأمنية والاستخباراتية، وليس أبدا بدون دعم قوى إقليمية ودولية وسفن ومروحيات لنقل العدة والعتاد والمجاهدين!!
بعد أقل من عدة أسابيع فقط على مقتل السفير الأمريكي، قال مسؤولون أمريكيون يوم الثلاثاء 2 أكتوبر 2012 "إن الهجوم الدموي على القنصلية الأمريكية في مدينة بنغازي الليبية، دفع واشنطن إلى تركيز اهتمامها مجددًا على التهديد الذي يمثله تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، الذي يشتبه بعلاقته بالهجوم". وهذا حسب ما أوردته وكالة أنباء "فرانس برس" على لسان مصادر عسكرية أمريكية متنفذة. وصرح مسؤول في الإدارة الأمريكية لنفس الوكالة بأنه "من الواضح أنه يزداد الآن الاهتمام بتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي منذ الهجوم". وأوضح أن التحقيق الذي تُجريه الولايات المتحدة في الهجوم، "ينظر في الجماعات المتطرفة في منطقة بنغازي إضافة إلى تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي".
من جهة أخرى ذكرت صحيفة واشنطن بوست يوم الثلاثاء أيضا أن السلطات الأمريكية بدأت التفكير في توجيه ضربات جوية محتملة بواسطة طائرات بلا طيار ضد قواعد تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي الموجودة في شمال أفريقيا. ولم يؤكد مستشار الرئيس باراك أوباما لمكافحة الإرهاب جون برينان تفاصيل المناقشات، التي قالت الصحيفة إن مسؤولين من وكالة الاستخبارات المركزية ووزارتي الخارجية والدفاع يشاركون فيها. إلا أن تومي فيتور المتحدث باسم مجلس الأمن القومي قال لوكالة فرانس برس: "لقد أعلن الرئيس صراحة هدفه في القضاء على تنظيم القاعدة ونحن نعمل يوميا لتحقيق هذا الهدف". وأضاف: "ليس من المفاجىء أن يعقد البيت الأبيض اجتماعات حول سلسلة من القضايا ومن بينها ملفات مكافحة الإرهاب".
وعادت الوكالة من جديد لتذكر تصريحات "مسؤول في وزارة الدفاع" حول أن "مناقشة تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، جناح القاعدة في شمال أفريقيا، اكتسبت أهمية أكبر منذ الهجوم الدموي الذي تعرضت له القنصلية الأمريكية في ليبيا الشهر الماضي وأدى إلى مقتل أربعة أمريكيين، بينهم السفير كريس ستيفنز".
المثير هنا أن الولايات المتحدة ووسائل الإعلام الغربية والعربية المتنفذة استيقظت الآن فقط لتلقي الضوء على تزايد القلق بين صانعي السياسة الأمريكيين في ما يتعلق بأن تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي اكتسب مزيدا من النفوذ والقوة منذ أن سيطر على قطاعات واسعة من جمهورية مالي وحصل على الأسلحة من ليبيا بعد "الثورة!!" التي أطاحت بمعمر القذافي. فهل كانت الاستخبارات الأمريكية وزميلاتها في دول حلف الناتو والاتحاد الأوروبي لا تعرف فعلا، ولا ترى بالعين المجردة أن العديد من الفصائل المتمردة تسيطر على شمال وشرق مالي ومن بينها فصائل إسلامية مرتبطة بتنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي، وحركة التوحيد والجهاد في غرب أفريقيا؟! وهل هبطت كل هذه الفصائل من السماء بطائرات ومناطيد خفية، وحملتها سفن غير مرئية عبر البحار والمحيطات والحدود؟!! ومن أين كل هذه الأسلحة والأموال والمعدات وأجهزة الاتصالات الحديثة لدى هذه القوات والفصائل، سواء في مالي أو في دول شمال أفريقيا؟!
هكذا "بدأت" الولايات المتحدة "بالتفكير" في استخدام الطائرات بدون طيار في شمال أفريقيا وفي مالي، وهي الطائرات التي تستخدم بالفعل ضد الجماعات الجهادية المسلحة في دول مثل أفغانستان وباكستان واليمن والصومال، وربما في سورية قريبا. وقد يكون ذلك أول خطوة، كما أكد مسؤول كبير في الدبلوماسية الأمريكية يوم الاثنين 1 أكتوبر 2012 بأن "الولايات المتحدة على استعداد لدعم تدخل عسكري "جيد الإعداد" تقوم به دول أفريقية في شمال مالي لطرد حركة التمرد الإسلامية المرتبطة بالقاعدة" مع دعم كل دول المنطقة مثل موريتانيا والجزائر. والمسؤول هو جوني كارسون (أعلى مسؤول في قسم شؤون أفريقيا بوزارة الخارجية الأمريكية) والذي قال بالنص: "يجب أن يحدث في وقت ما عمل عسكري ضد المتطرفين المرتبطين بالقاعدة في بلاد المغرب الإسلامي الذين يسيطرون على شمال مالي". فهل مالي فعلا هي المقصودة وسينتهي الأمر، أم ستكون مالي بداية مناسبة جدا ورأس حربة ونقطة ارتكاز؟! وماذا عن "تنظيم القاعدة" في دول شمال أفريقيا ومقتل السفير الأمريكي ورفاقه في بنغازي؟! وماذا يجري بالضبط في سيناءمن جهة، وعلى الحدود الغربية بين مصر وليبيا من جهة أخرى في ما يتعلق بتهريب الأسلحة يوميا؟!