- الوليدي يشرف على تزويد محطة المنصورة بالوقود لإعادتها إلى الخدمة بقدرة 60 ميجاوات
- تعرف على سعر الصرف وبيع العملات مساء الأحد بالعاصمة عدن
- بعد ظلام عدن.. توجه دولي وإقليمي لهيكلة الرئاسي والحكومة فوراً
- العليمي يتحدى الأغلبية في المجلس الرئاسي ويرفض إقالة بن ماضي!
- فضيحة .. حزب سياسي يبيع الموارد السيادية للدولة ..
- د. صلاح الشوبجي مدير عام البريقة لـ "الأمناء": الفساد والعبث يعرقلان جهود التنمية.. ولابد من تدخل عاجل لإيقاف المتنفذين
- محللون أمريكيون يقترحون استراتيجية جديدة لمواجهة التهديد الحوثي في اليمن
- تظاهرات عدن ضد انقطاع الكهرباء وتردي الخدمات: صرخة في وجه الضمائر الميتة؟
- طلاب كليات الطب يتظاهرون للمطالبة باستئناف الدراسة وإنهاء الإضراب
- العليمي يؤكد مسؤولية الدولة عن الوفاء بالتزاماتها الاقتصادية والخدمية
![](media/imgs/news/1399792307.jpeg)
كثيرون هم الذين ولدوا في العقدين الماضيين وحتى من قبلهم يجهلون ما دار خلف الكواليس من صغائر الامور وكبائرها بين قيادتي جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية والجمهورية العربية اليمنية ومعظم الساسة في هاتين القيادتين ان لم يكن غالبيتهم تحفظوا على نشرها في والبعض الآخر لزم الصمت وبينهم من افصح عنها بحذر في حوارات صحفية.. الا ان الشيخ سنان ابو لحوم -وهو من كبار مشايخ اليمن واصدقها قولا وعملا بحسب اراء النخب والعامة - فقد كان السباق الى نشر مذكراته في اربعة اجزاء وهو على قيد الحياة بعنوان: "اليمن.. حقائق ووثائق عشتها"، واعد جزئها الرابع بعد نفاذ الاجزاء الثلاثة الاخرى.. وما يهمنا في هذه الاستهلالة الاشارة الى تناول ما جاء في هذا الجزء ويضم ستة فصول وما ورد فيها من مؤشرات مبكرة لفشل الوحدة على ذلك الاساس الهش الذي بنيت عليه التي كان من نتائجها بروز بوادر الخلافات من اليوم الاول لتوقيع اتفاق 30 نوفمبر..كما ان الجزء الرابع حافل بمحطات هامة واحداث يجهلها الشارعان الجنوبي والشمالي.
لا يخاف لومة لائم
يقول الشيخ سنان ابو لحوم انه كان في سباق مع الزمن لايصال مذكراته وهو حي يرزق فليست لديه اي تحفظات من تلك التي تجعل السياسيين يرجئون نشر مذكراتهم الى بعد وفاتهم فما قصد غير الحقيقة ولا يخشى في ذلك لومة لائم حسب قوله.. "ليس فيها اي شيء شخصي اكثر من كوني معاصرا، شاهدا ومشاركا في الاحداث والوقائع.. فنقلت الحقائق كما هي في الواقع واكدت عليها بالوثائق".
موقف معاض مبكر المشايخ
ولان الفصل الاول من الجزء الرابع تبدأ احداثه من العام 1980م، مع استقالة عبدالفتاح اسماعيل او ابعاده من منصب الامين العام للحزب الاشتراكي اليمني حيث يحل ضيفا على (الكرملين) بالعاصمة موسكو، فيأتي من بعده حيث تبدأ احداث هذا الفصل من لقاء القمة بين علي ناصر محمد الذي شغل منصب الامين العام ورئاسة الدولة والوزراء وعبدالعزيز عبدالغني رئيس الوزراء في الشمال التي انعقدت في الفترة 9-13 يونيو 1980م، ويقول الشيخ سنان عن لقاء جمعه في هذه الزيارة بالرئيس علي ناصر محمد عندما كان احد مستقبليه ومعه عبدالعزيز الدالي ومحمد صالح مطيع وفارس سالم وتحدث معهم عن الوحدة واختلط الجد بالمزاح فيه.. واثناء وداعهم بالمطار يقول سنان ان الرئيس علي عبدالله صالح لاحظ غياب المشايخ في توديع علي ناصر فسأله عن اسباب غيابهم فكان رد الاخير: "انتم لم تدعوا احدا منهم".
في هذه الاثناء ابدى مشايخ وسياسيون عدم رضاهم وارتياحهم للقاء القمة بين الرئيسين بل حسب قول الشيخ سنان ان بعضهم عاتبوه ولاموه على حضوره حفل العشاء التي اقامها الرئيس صالح على شرف الرئيس علي ناصر.. بل انهم قد عبروا عن ذلك في جلسة لمجلس الشعب التأسيسي التي انعقدت في اليوم التالي لوصول الرئيس علي ناصر واعلنوا موقفهم المعارض للقاء القمة ومباركة الشيخ سنان له وحضور الاستقبال واللقاءات.
البترول.. اولى الخلافات
اولى الخلافات التي برزت بين القيادتين في الجنوب والشمال كان محورها مناطق الثروة النفطية ففي 1985/1/31 زار الرئيس صالح عدن وضم الى الوفد الشيخ سنان الذي ركب معه السيارة وبينهما د. حسن مكي وفي السيارة قال صالح لمكي :"اشرح لعمي سنان المشاكل مع الاخوة في الجنوب".
نزل صالح ومرافقوه في معاشيق ودارت هناك حوارات ومباحثات ساخنة تتعلق بالحدود والمواقع التي حدثت حولها الخلافات في شرق مأرب كونها مناطق نفطية فتوصل الطرفان لحل الخلاف الى اتفاق على ان تكون مناطق الاستثمار المشترك، لكن هنا في هذه الزيارة تعرف الرئيس علي ناصر اشبه بالمزحة الا انه بدى انتقاد شديد اللهجة من الشيخ سنان الذي عاش طويلا في عهد الادارة البريطانية وحكمها للجنوب.. فقال لعلي ناصر: لا رحمكم الله خربتم الدنيا"، قال علي ناصر :"هذه التقدمية يا عم سنان".
لقاء صالح وناصر يقلق البيض
يتذكر الكثيرون من الساسة ان الرئيس علي ناصر محمد قد قام بجولة خارجية الى عدد من دول المعسكر الاشتراكي وكانت هذه الزيارة حسب مراقبين حينها جاءت لمنح الرئيس ناصر الدعم والتأييد خاصة وان الجولة جاءت في خضم الخلاف داخل منظومة الحكم التي يقودها الحزب.. وعند العودة حسب شهادة الشيخ سنان وصل الرئيس علي ناصر الى صنعاء ومعه علي سالم البيض واحمد مساعد حسين وآخرين واتجهوا مع الرئيس صالح الى مأرب جوا وعند العودة الى صنعاء اصطحب صالح ضيفه علي ناصر ومعهما الشيخ سنان في الطائرة فيما عاد بقية الوفد الجنوبي برا الذين تأخروا في الطريق وفور وصوله الى القصر الجمهوري سارع اعضاء الوفد الجنوبي بالسؤال عن الرئيس علي ناصرالذي غادر القصر الجمهوري بمعية الرئيس صالح الى وجهة غيرمعلومة.. فقال لهم الشيخ سنان "ذهب مع الرئيس صالح"، وكان البيض قلقا ومتخوفا من اللقاء الجانبي بين الرئيسين حسب تعبير الشيخ سنان.
يتذكر الشيخ سنان ان اول لقاء جمع الزعيمان البيض وصالح كان عقب احداث يناير 86م، في تعز في ابريل 1988م، ثم لقاء اخر في مايو من العام نفسه..
زيارة الشيخ سنان مرهونة بموافقة صالح
في واحدة من تلك اللقاءات دعا البيض الشيخ سنان لزيارة عدن فقال له: لماذا لا تزورنا في عدن فلك فيها ذكريات وقضيت فترة من الكفاح فيها فرد الشيخ سنان :"هذا راجع الى رغبة الرئيس"، كان حينها صالح الى جانبهما فبقيت الفكرة في ذهنه حتى استدعاه في اكتوبر 1989م، وقال للشيخ سنان: حان الوقت لتلبية دعوة الاخوة في الجنوب، وستكون على رأس الوفد الذي سيحضر الاحتفال بذكرى 14 اكتوبر لكن صالح تراجع بحسب قول الوفد للدكتور حسن مكي وبرر صالح ذلك وقال: "انت خليك عضو في الوفد لتلبي دعوة الاخوة في الجنوب"– يقصد الشيخ سنان –.
كان الشيخ سنان يسمع صالح والبيض كلاما قاسيا ويعاتبهما حتى بلغ به القول لهما :"انسوا انفسكم واتركوا الانانية فالشعب يريد الوحدة".
المخاض الاخير للحزب
خلال زيارة وفد الشمال الى الجنوب في احتفالات في الذكرى الـ 26 لثورة 14 اكتوبر برئاسة مكي وعضوية اخرين منهم الشيخ سنان كان الحزب يعيش مخاضا صعبا قبيل التوقيع على اتفاقية 30 نوفمبر 89م، ويروي سنان انه بعد ان غادر الوفد بقى هو في عدن والتقى عددا من من قيادات الاشتراكي مجتمعين وعلى انفراد منهم علي سالم البيض وسالم صالح محمد وسعيد صالح وغيرهم ، وقال :"تناقشنا حول الوحدة"، وتبادلنا الآراء وللحق وجدت لدى علي سالم البيض تجاوبا"
استطلاع الموقف السوفيتي
في ظل هذا المخاض لقيادة الاشتراكي كان لابد من استطلاع الموقف السوفيتي ويتذكر انه في الثلاثة الايام التي قضاها في عدن ابلغه سالم صالح محمد انه متوجه الى موسكو وقال: انت تعرف انه تربطنا علاقة قوية لا نستطيع ان نتخلى عنها واذا كان الوضع في الاتحاد السوفيتي نفسه يتراجع فسنخرج بماء الوجه". فكان رد الشيخ سنان ان الظروف الدولية لم تعد في صالح الجنوب والرئيس جورباتشوف قد تخلى عن بعض الدول الاشتراكية التي لها ثقل اكبر.
وفي الليلة نفسها سقط النظام الاشتراكي وسور برلين والقائد الشيوعي الالماني ايريش هونيكر ..فأتصل الشيخ سنان يبلغ سالم خبر السقوط وقال: هل سمعت الخبر"، رد سالم صالح: "نعم تعال لنجتمع "وخلال الاجتماع قال سنان لسالم :"انصحكم ان تعيدوا النظر في سياستكم وتسبقوا الاحداث"، وفي ضوء ذلك وبعد منتصف الليل ابلغ سالم صالح الشيخ سنان موقف الحزب والدولة استنادا الى نصيحة الشيخ وما دار في الاجتماع بينهما وقال له :"انك خير من يرعى الخطوات القادمة.. وعند عودتي من موسكو سأبلغك ولن اتأخر اكثر من اسبوع".
ماذا كان رد السوفيت على سالم صالح.. وما الذي دار بين صالح وسنان عقب عودته من عدن ولماذا عقد صالح صلحا مع سنان.. تفاصيل الحلقة القادمة.