آخر تحديث :الاثنين 10 فبراير 2025 - الساعة:01:07:34
مستشفى عدن .. من صرح طبي الى ملاذ للفئران والطيور
()

 

مع صور للمستشفى وصورة للدكتور الخينة

 

 

مستشفى عدن .. من صرح طبي الى ملاذ للفئران والطيور

 

المدير السابق للمستشفى :الحديث عن الصحة في عدن ليس له انتهاء .. مواجع والم وقصص حُزنٍ سارية المفعول , صروحاً طبية البعض شاخت وهرمت والبعض تلفظ شهقاتها الاخيرة من الحياة ويا أسفاً على تلك التي ماتت ولم تعرف مصيرها .. وروحها معلقة بين فساد المسؤول وصاحب الكلام المعسول و"مستشفى عدن العام"  خير  شاهداً ودليل .. اوشكت الصحة في عدن على الهلاك .. تهاوت في عالم الضياع الصروح الطبية .. كل فترة بسيطة من الزمن يشيع جثمان مستشفى حكومي .. ويغربل للتكفين اخر .. وعلى سرير الموت اخر  واخر .. هكذا الوضع بالنسبة للصحة في عدن يندى لها الجبين ويأن لحالها عابر سبيل ..

لا يوجد شك ولا تظهر اسباب او تعليلات لتوقف  "مستشفى عدن العام " سوى خرافات من الكلام  وعبارات مصوغة بلحن جميل مضمونها التبريرات .. ومجملها التجديد والترميم  .. نزلت مناقصة ورفع تقرير .. هذا هو كل الحديث وليس لديهم سواه حديث .. جف الحبر واحترقت الورق وصاح القلم وحل الندم .. هرمت الحروف وشاخت الكلمات .. سقطت الدموع  وتجمعت آهات .. في شأن هذا المستشفى .. لكن المعانة هي  "كما هي" لا تغير .. "مستشفى عدن " سنوات من الضياع وميزانية تذهب ادراج الرياح.. وصل الحال بنا الي وضع غير معقول ولا يعتقل ..

كان لنا أن نطوف في ازقة وأروقة  "مستشفى عدن العام"  لنعرف حجم المعاناة وحجم التواطؤ المعني والمقصود من الجهات المسؤولة حول هذا المشروع العملاق الذي قذفت به الحكومة في أدراج النسيان .. وكان لنا جولات لاستيفاء المعلومات الكافية عن المسببات والاسباب حول ذلك .... فاليكم الحصاد

فرحة لم تكتمل

كان لـ "الأمنـــــــــــــــــــاء" حديث مع الدكتور/ أحمد الخينة مدير عام مستشفى عدن (السابق) وكان بداية حديثه : " لوجود علاقة  بين اليمن والسعودية طرح عليهم موضوع إعادة تأهيل "مستشفى عدن العام" واستمر فترة طويلة فوجئنا بالموافقة كانت فرحة غامرة لأبناء عدن .. ونظراً لحاجة المستشفى الماسة إلى إعادة تأهيل وبالأخص التكييف المركزي ولكون عدن من المناطق الحارة لذا من الضرورة ان تتواجد فيه عملية التكييف  الذي يعاني منه هذا المستشفى وكان لنا تواصل دائم مع الجهات المختصة او قيادات الدولة ومن يعنيه الأمر بخصوص اعادة تأهيل عملية التهوية والتكييف في المشفى لكن الإمكانيات رديئة في ذلك الوقت " .

وتابع قائلاً" هنا الجماعة استغلوا الوضع وناسبتهم الفرصة للقض على فريستهم مباشرة تم إيقاف أي تأهيل أو إصلاح أي منظومة للتكييف نظراً لأن المستشفى مقبل على إعادة تأهيل كاملة من السعودية.

واضاف"  يجب أن يعاد النظر في مسؤولية  مستشفى عدن وان يكون هناك همة ومراقبة الله في ذلك  من خلال تشكيل لجنة لمعرفة ما هي الأسباب والمعوقات الحقيقية التي تقف أمام إعادة فتح هذا الصرح الطبي العملاق ، ولماذا لم يتم الانتهاء من المشروع إلى الآن .. ومن المتابعون والمعنيون وكل الأطراف المشاركة فيه , أين هم , ما هذا الصمت " ؟!

الوضع ازداد سوء

وأردف الخينة : " رفعنا العديد من الرسائل والشكاوي الي قيادة المحافظة عندما وجدنا ان الوضع ازداد سوء بالنسبة للتكييف في عام (2005)م كان التجاوب ان العمل جاري في التنسيق لتوقيع ورقة التفاهم مع الجهات السعودية الداعمة لإعادة التأهيل .. نظراً للظروف الطارئة التي لا تتيح لنا الانتظار جهزنا بعض الأمور بالتنسيق مع المحافظة والوزارة بحيث توصلنا إلى أن يعطى لنا موقع في داخل مستشفى الشعب سابقاً لتأهيله كمركز طوارئ توليدية ورعاية المواليد وفي منتصف عام (2006م) تم تأهيل المكان وبدأنا العمل فيه " .

واضاف : " في قطاع الصحة بعدن تم تشكيلنا فريق واحد بقرارات إدارية من قبل مكتب الصحة و المحافظة  لجنة إشراف تكون بمثابة المشرف والاستشاري لكننا واجهنا العديد  من الصعوبات في طريقنا  لأن ادارة المشروع كلفت جهة غير جهة الصحة  في المحافظة ونحن لم نعلم بذلك الا بعد ان التقينا بهذه الجهة المكلفة بالعمل وهي برنامج تطوير مدن الموانئ، بعد ذلك طلب منا أن ننظم الي هذا الفريق ونشارك في عمل الإشراف ولكن نحن مجموعة في ادارة هذا المشروع  فلا يحق ان يتم تقليصها الي جهة واحدة وتابعة لبرنامج تطوير مدن الموانئ الكل قدم استقالته من العمل واخلا المهمة على عاتقه " .

الأكثر غرابة

يقول الخينة متابعاً في حديثه:  في تلك الفترة حين كنت مديراً لمستشفى عدن العام  قدر الاستطاعة حاولنا جاهدين ان نعرف من هي المسؤولة امام متابعة مشروع هذا المستشفى  لكن كنا دوماً نجد جهة برنامج تطوير مدن الموانئ كونها جهة مسؤولة على المتابعة .. وايضاً فوجئت بقرار غريب جداً من وزارة الصحة  بتعيين مديراً للمستشفى وانا لا زلت معين دون اشعاري ولكن الأمر لم يهمني وكان اخلاء همة كبيرة مني نظراً للتلاعب الحاصل في هذا المستشفى في اعادة التأهيل  والأكثر غرابة  من ذلك كيف يتم تعيين اخر والمشروع معرقل ومتوقف لفترة طويلة للتأهيل.

واضاف الخينة" الآن نلاحظ بين كل فترة وفترة بروز جهة أخرى تقوم بالتدخل في مهام الإشراف على المستشفى، في الوقت نفسه لم يظهر المستشفى إلى الآن كمستشفى يقدم خدماته، علماً بأن مواطني عدن منتظرون لهذه الخدمات، كما فوجئت بأن هناك لجنة شكلت لتقييم العيادات الخارجية ومركز الطوارئ في مستشفى عدن بحيث يسلم لجهة أخرى غير طاقم مستشفى عدن المتناثر داخل المجمعات والمستشفيات الأخرى، وسمعنا أيضا بأن هناك طاقماً من الإخوة في هيئة مستشفى الجمهورية يقومون بالتقييم ما إذا كانت العيادات الخارجية والطوارئ جاهزة لتقديم خدماتها لأبناء عدن كجزء من المشروع، وأنا استغرب كيف يتم التجزئة في تسليم المشروع؟! علماً بأن المقاول استلم المشروع كاملاً فعليه تسليمه بالكامل.

كابوساً يؤرق المواطنين

خلال جولتنا واستقصاء المعلومات والبحث في هذا الموضوع وجدنا مصدر طبي مسؤول لكنه فضل عدم ذكر اسمه لقوله انه سيتعرض لتعسفات بهذا الحديث اذا تم ذكر اسمه حيث بدأ بالقول : " مستشفى عدن العام  أصبح مكان غير صالح للعلاج والتداوي فيه وانما اصبح بيتاً وملاذاً للطيور ومسكناً للفئران والعقارب ليس هذا غريب علينا خصوصاً ما توصلت اليه محافظة عدن من تدهور في الوضع الصحي .. اختلالات إدارية ومالية أثرت سلباً على الخدمات الطبية و الصحية المقدمة للمواطن سببها غياب الإرادة السياسية للسلطة لانتشال الوضع الصحي المتردي الذي اصبح كابوساً يؤرق المواطنين ويبعث الأسى ويزيد النفس حسرة في  غياب الضمير..

وتابع المصدر : " هذا المستشفى كان حجة اغلاقه هو الترميم واول مشكلة بدأت فيه هي التكييف لكن الايادي المتربعة علية والمتكلفة بقيام هذا المشروع واعادة الترميم خلال فترة زمنية محددة لم تعد تسمع لها صوت  اغلق المستشفى طوال هذه الاعوام ولا حياة لمن تنادي الكل يريد ان ينهب  لان الضمير الانساني لا يوجد في هذا الوقت انتهى, اغلق هذا الصرح ووزعت كل كوادره الطبية على المرافق الصحية في المحافظة ومعظمهم في مستوصف الشعب المعروف بأسم "الصين" سابقاً .

كل الأدوات تم بيعها

وعن التماطل والتلاعب في مثل هكذا مشروع وعن المبررات المزيفة الكاذبة يقول المصدر الطبي" ليس هناك أي مبررات لهذا العمل ولا يوجد ادنى شك ان هذا الشيء مقصود  اطلاقاً لا يوجد مبررات في اغلاق المستشفى , فالجهات السعودية التي تكفلت في ميزانية المشروع عندما ارتأت التماطل والتلاعب والكل يريد ان يعمل بغرض الاستفادة الشخصية والسرقة قررت ايقاف عمل الترميم الي حين تتواجد الحلول ويتم العمل بشكل منظم وسليم لان هذا صالح عام لكل المواطنين وبدلاً من ان تقوم جهاتنا المختصة بالترحيب والشكر وابراز جل اهتمامها بهذا المشروع الذي بتمويل من الصندوق السعودي للتنمية والتدقيق فيه والعمل بكل مسؤولية وامانه الا انك تجد العكس تماماً.

ويتابع حديثه"  كما نسمع ان بعد عرقلة وتوقف هذا المستشفى انه تم بيع كل ادواته واجهزته الطبية واصبح عبارة عن خرابة بدلاً من صرح طبي يعالج كذا كذا حالات مرضية في اليوم .. لكن هناك لعبة من الجهات المسؤولة وهذا الامر اكيد .. والا ما السبب في هذا الصمت ؟ ولماذا توقف المشروع ؟ بالرغم من الدعم الكامل من الجهات السعودية .. واين المهندسين والمشرفين والمقاول ؟ اين ذهب الجميع ... واين مكان الرقابة في هذا الامر وما هو الدور الذي تقوم به ... اذا سألت كلاً يرد المسؤولية على الاخر والجميع مشترك فيها.

الصروح الطبية مزدحمة

ويتابع المصدر  بالقول"  الآن تجد بعد ما توقف "مستشفى عدن العام" تم توزيع كادره الطبي على الصروح الطبية في المحافظة فأصبحت مزدحمة بالكادر رغم ان الخدمة غير متوفرة والمواطن يشكي من نقص العلاج ومن عدم الاهتمام والا مبالة بالحالات المرضية والنظافة من جانب اخر اكبر ما تعانيه المشافي الحكومية في عدن وخير مثال على ذلك مستشفى الجمهورية ايضاً نقص الاجهزة هذا يعد عائقاً كبيراً بحد ذاته  الى جانب اخر ان الاطباء الذين تم توزيعهم على المرافق الحكومية هم يتسلمون رواتبهم من ميزانية مستشفى عدن وكأنهم يعملون ببقية المرافق طوعياً والمتربعين على العروش هم بالأول والاخير المستفيدين .. لكن صدقونا انهم ليس مستفيدين بالمعنى الصح انما يأكلون في بطونهم ناراً لانهم يأكلون حق من حقوق الشعب المسكين.

 

 




شارك برأيك