على خشبة مسرح "البادري" بمدينة كريتر، بدأت مسيرة الفنان العدني (المنولوجست)، فؤاد الشريف، في ستينيات القرن الماضي، وسط إيماءاته وحركاته الكوميدية التي تفرّد بها، وتركت بصمته واضحة على هذا النوع من الفنّ الغنائي الناقد للظواهر الاجتماعية بطريقة ساخرة.
الفنان الشريف المولود عام 1935 في مديرية الشيخ عثمان في عدن، كان أول من نقل فن المونولوج الساخر، حيث ساهم الراحل في نقل الواقع الذي يعيشه الشارع العدني بأسلوبٍ ضاحكٍ، من خلال تقديم فن المونولوج على المسرح والحفلات، معالجاً العديد من القضايا من خلال إدخال الضحكة على قلب المشاهد، ظلت عالقة في أذهان الناس حتى اللحظة.
وقدم عدة أعمال فنية في حضرة الكبار من الفنانين مثل أحمد قاسم وعطروش وغيرهما، ومن بين جملة من الأغاني التي قدمها المنولوجست العدني، تبرز أغاني "يا محترم عيب البصوص"، "مالك كذا تنهف"، "الهربة منك سنة"، "طفران ولا بيسة"، "ما عاد أشوف أهلي" و"المرة غثّت بحالي"، كأبرز الأعمال الفنية الشعبية التي قُدمت، وباتت تُردد حتى اليوم.
وقام العديد من كبار الشعراء أمثال لطفي جعفر أمان وأحمد شريف الرفاعي، وغيرهما، بتأليف كلمات بعض من أغانيه، والتي لحنها الفنان الكبير، أحمد بن أحمد قاسم، كأغنية "والف على الزنقلة".
ظل "الشريف" على صدارة فن المونولوج الفكاهي والساخر، في فترة العطاءات الفنية العدنية، إذ كان أول اليمنيين الذين نقلوا هذا النوع الفني الشعبي الهادف، إلى اليمن عموماً وإلى عدن على وجه التحديد، وبقي ينتج العديد من أغانيه، التي سجل بعضاً منها لتلفزيون عدن.