تقرير : محمد مقبل أبو شادي
حين يكون الحديث عن العظماء الذين خلدو روائيات النار و البطولة، و جسدوا أروع الملاحم التاريخية، رغم رحيلهم الجائر إلا أنهم تركوا خلفهم إرثا بطوليًا و تاريخا نضاليًا كبيرًا جدًا .
الشهيد القائد "مازن عبيد صالح ناجي الأزرقي" واحد من الرجال الذين سطروا ملاحم صمود الضالع بوجه قوات الاحتلال منذ انطلاق حركات الكفاح، و كان لهم شرف التصدي لمليشيات الحوثي و صناعة ملحمة آيار التحررية بالعام 2015 للميلاد .
و كذلك شرف المشاركة في جبهات العند و المسيمير و غيرها من الجبهات.
في هذا التقرير البسيط نحاول أن نضع القارئ الكريم أمام عددًا من الحقائق و المشاهد من حياة الشهيد القائد "مازن عبيد صالح " المليئة بالملاحم و البطولات .
* بيانات
اسمه مازن عبيد صالح ناجي السبعي الأزرقي و يعرف بكنيته الشهيرة "أبو عزام".
من مواليد منطقة خشان مديرية الأزارق، محافظة الضالع.
درس الإبتدائية في مدرسة الشهيد محمد عواس، و أكمل في ثانوية الصديق بالأزارق تعليمه الثانوي.
حاصل على شهادة البكلاريوس في العلوم البحرية و العسكرية بعد التحاقه بالكلية البحرية و تخرجه منها حاصلًا على رتبة ملازم ثاني.
قائد الفريق الرياضي لنادي التحدي في الأزارق و من أبرز نجوم كرة القدم في الأزارق خاصة و الضالع عامة.
قائد جبهة النخيلة و قائد اقتحام لواء لبوزة في المسيمير بلحج بالعام 2015 للميلاد.
استشهد اثر انفجار لغم حوثي في بوابة معسكر لبوزة بالمسيمير بتاريخ التاسع من آب من العام 2015 للميلاد.
شيع بموكب جنائزي مهيب من الحبيلين بردفان وصولًا الى مسقط رأسه خشان بالأزارق بعد ساعات قليلة من استشهاده
* صفاته وملامحه
يقول القيادي الشاب النقيب"سيف صالح القطوي" بأن الشهيد القائد مازن عبيد صالح، كان نسخة استثنائية فريدة من بين رفاق دربه الذين شاركوه جزءًا من تفاصيل حياته العابرة، التي لا تزال خالدة في وجدان رفاقه من أيام الصباء و الدراسة و عشريات الثورة و النضال و الكفاح، و المضي في درب العظماء.
كان الشهيد القائد البطل مازن عبيد صالح، يتحلى في حياته بأخلاق عالية، و تواضعًا كبيرًا جدًا، ناهيك عن كونه من الشباب الذين كانوا يعشقون التعاون و الوقوف إلى جانب البسطاء.
كان الشهيد شجاعًا و فارسًا لا يشق له غبار، صاحب مواقف ثابتة و ذي بأس شديد، و قائد عسكري أحبه الناس عامة و جنده خاصة، و مضوا تحت إمرته مسطرين أروع البطولات و الملاحم.
* حياته الإجتماعية
عاش الشهيد القائد مازن عبيد صالح ناجي السبعي الأزرقي، حياته الإجتماعية قريبًا من الناس، متعاونًا و شرطيًا يخدم الجميع، حيث يقول رفاق دربه بأنه كان من أبرز رجال الصلح و الخير بالضالع، و كان يقوم بحل الخلافات و النزاعات بين الناس نظرًا لمكانته المرموقة في قلوب الجميع.
* مسيرته الثورية
انخرط الشهيد القائد مازن عبيد صالح، في ركب الثورة التحررية مبكرًا، مؤمنًا بقضيته العادلة، و مسارعا في الدفاع عن وطنه تحت كل الظروف.
في اللحظات الأولى للإجتياح الحوثي الغاشم الذي تعرضت الضالع و المحافظات الجنوبية من قبل المليشيات الحوثية في آذار من العام 2015 للميلاد، كان الشهيد القائد مازن عبيد صالح، من أوائل الرجال الذين لبوا نداء الدفاع عن مدينتهم و اشترك في القتال بقلعة العرشي تحت إمرة الشهيد الملهم علي عبداللاه الخويل آنذاك.
بعد استشهاد الملهم "الخويل" في الثالث عشر من نيسان من العام نفسه، تحرك الشهيد القائد مازن، مع مجموعة من رفاقه إلى جبهة السنترال وسط المدينة، و ظلوا هناك مرابطين حتى بزوغ فجر الخامس و العشرون من آيار العظيم بالضالع.
في معركة آيار التحررية بالضالع كان للشهيد القائد مازن عبيد صالح، و مجموعته التي كان يقودها الدور الأبرز في تحرير موقع الخزان و مبنى إدارة أمن الضالع، و التأمينات و سوق الجمروك، و غيرها من المواقع التي قاموا بتحريرها من المليشيات بجانب رفاقهم الأبطال في المقاومة الذين سطروا معركة التحرير و الخلاص الأكبر.
بعد معركة تحرير الضالع تحرك الشهيد القائد مازن عبيد صالح، يرافقه الشيخ القائد يوسف أحمد محسن أبو الحارث، و القائد فرسان الأزرقي، إلى جبهة المسيمير، و هناك تمكنوا مع أبطال المقاومة في المسيمير من تحرير المدينة الجنوبية الثانية التي سارعت في التطهر من رجس المليشيات بعد الضالع.
بعد تحرير المسيمير المدينة تحول القائد مازن عبيد صالح، مع رفاقه إلى جبهة "بله" القريبة من قاعدة "العند" الإستراتيجية و تحديدًا في منطقة النخيلة، و هناك واصل المازن نضاله و انتصاراته التي كتب أحداثها برصاصات بندقيته الطائرة، و بأحرف من نور.
في الثامن من اغسطس 2015 للميلاد، و نظرًا لحنكته قاد الشهيد القائد النقيب مازن عبيد صالح، معركة تحرير معسكر لبوزة بنجاح، مختتمًا تلك الملحمة باستشهاد بطولي عظيم جدًا.
* قصة استشهاده
بعد ان أكمل مهمته التاريخية الناجحة هو ورفاقه، و قيادته لملحمة تحرير معسكر لبوزة بالمسيمير بلحج من قبضة المليشيات الحوثية المدعومة من إيران بالثامن من أغسطس 2015 للميلاد، و أثناء تجوله في المعسكر، انفجر لغم من بقايا مخلفات المليشيات بالسيارة التي يستقلها القائد مازن عبيد صالح، مع مجموعة من رفاقه آنذاك.
ليستشهد المازن فورًا، و يتوشح وسام الأبدية و الخلود، في نبأ رحيل نزل على الجنوب كالصاعقة، نبأ عشية التاسع من آب الحزين، حين استشهد المازن و أصيب عددًا من رفاقه، بعد أن أثبت بأنه القائد العسكري الناجح رغم كل الظروف.
* أبو عزام .. الرحيل المبكر
و نحن نتحدث عن سيرة القائد "مازن عبيد صالح" العطرة، و ما حوته في طياتها من مناقب و مآثر بطولية خالدة، فإن حديثنا أيضًا عن رحيله المبكر الذي تحدث عنه الكثير بأنه كان رحيلًا لقائد شاب في مقتبل العمر كان جائرًا، و في وقت مبكر جدًا .
رحيل مبكر و ارتقاء استشهادي بطولي طويت فيه صفحات بيضاء من تاريخ و مسيرة القائد "أبو عزام" الذي وصل في وقت مبكر و عن جدارة إلى مراتب عليا في النظال والكفاح المسلح والقيادة .
يقول القيادي في المقاومة الجنوبية "محمود أحمد محسن": بأن رحيل الشهيد مازن، شكل فاجعة كبيرة نظرًا للأدوار البطولية و النظالية و القيادية و الميدانية التي كان يشغلها الشهيد، إلا أن ذلك كان حتمية القضاء و حكم الخالق تعالى الذي لا مفر منه".
رحيل مبكر حقًا، إلا أنه حدث تاريخي عظيم و خالد في وجدان كل الأحرار من أبناء الشعب الجنوبي الذين سيتذكرون قائدهم "مازن" في كل يوم، و عند كل مشهد وحدث و بطولة و انتصار .. رحم الله الشهيد القائد "مازن عبيد صالح" و أسكنه فسيح جناته .