- تقرير خاص لـ"الأمناء" يميط اللثام عن الوضع الاقتصادي المتدهور وموقف الرئاسي والحكومة السلبي
- أمين عام حزب الرابطة "فضل ناجي" في حوار مع "الأمناء":"الانتقالي" كيان تحالف جبهوي جامع وحامل سياسي للقضية الجنوبية
- تقرير دولي يكشف: الفيضانات تستمر في تهديد حياة اليمنيين وتدمير محاصيلهم
- مجلس القيادة الرئاسي يستعرض الإجراءات المتخذة لضمان وفاء الحكومة بالتزاماتها
- وزير النقل: تحول السفن إلى رأس رجاء الصالح تهديد مباشر لمصالح الدول المطلة على البحر الأحمر
- احتفالاً بعيد الاستقلال وبدعم الانتقالي… اشهار حفل الجالية الجنوبية في ولاية بافاريا وجنوب المانيا
- مجلس القضاء الأعلى يقر تغطية الشواغر في محاكم ونيابات محافظتي تعز وحضرموت
- جوازات مطار عدن الدولي توقف مسافراً يمنياً وإحالته للتحقيق
- شركة بترومسيلة تُعلن نجاح تشغيل وحدة تكرير زيت الوقود الثقيل (المازوت)
- تصفح العدد الإلكتروني لصحيفة الأمناء الورقية رقم 1676 الصادر اليوم الأحد الموافق 24 نوفمبر 2024م
عصابات مسلحة تحول الممتلكات العامة إلى ثكنات عسكرية
مركز حقوقي: جريمة سحل المواطن كشفت الوجه الحقيقي للعناصر الإجرامية
تعز اليمنية في ظل صمت الإخوان.. جرائم وحشية ضد الإنسانية
هكذا أصبحت مدينة تعز اليمنية مساحة جغرافية تعبث بها عصابات مسلحة منضوية تحت قيادات عسكرية وأمنية تعيث فيها فساداً وقتلا وإرهابا، في ظل غياب تام للسلطات الرسمية فيها، ولم يمضٍ يوم إلا وهناك جريمة قتل أو تعذيب أو نهب وسلب لممتلكات المواطنين، وكذلك السطو على ممتلكات الدولة وتحويلها إلى ثكنات عسكرية دون حسيب أو رقيب لهذه العصابات الإجرامية المدججة بمختلف أنواع الأسلحة، والتي حولت مدينة تعز الحالمة والتي كانت في يوم من الأيام منطلقاً لتصدير الثورات وقبلة للثوار والثائرين إلى مدينة للرعب والقتل والفوضى العبثية والإرهاب.. مدينة بلا أمن ولا استقرار، وخالية من كل مقومات الحياة التي تنعم بها غيرها من المحافظات المحررة.
جريمة نكراء بكل المقاييس
قال المواطن مجاهد علي البرحي، من سكان المنطقة، إن عناصر من مجندي الألوية العسكرية الحدودية بميدي، الموالية للإصلاح، أقدمت – أمس الأول -على ارتكاب جريمة نكراء بحق مواطن في عزلة ذي البرح التابعة لمديرية المسراخ بمحافظة تعز اليمنية.
وأوضح "البرحي" أن عصابة مجندي الألوية العسكرية الحدودية بميدي قامت بتعذيب المواطن عبدالباقي محمد أحمد إبراهيم وسحله وتقييده على شجرة أمام مرأى ومسمع من الناس بتهمة "التحوث" في قرية ذي برح.
وأضاف البرحي بأنهم قاموا بتوثيق الانتهاك الجسيم الذي تعرض له المواطن عبدالباقي من قبلهم وتم تداوله بكل قنوات المواقع الإلكترونية الإخبارية ومنصات التواصل الاجتماعي التي أشعلها ناشطون إعلاميون وحقوقيون وأدانوا خلالها هذه الجريمة البشعة التي اعتبروها ضمن الجرائم ضد الإنسانية وحملوا مسؤوليتها حزب الإصلاح والإخوان الحاكم للسلطة المحلية في محافظة تعز اليمنية، التي أصبحت وكرًا للاغتيالات وأعمال العنف والفوضى وساحة لعمليات النهب والسلب والسطو على الممتلكات الخاصة بالمواطنين وممتلكات الدولة.
أصل الحكاية
ومن جهة أخرى قال سكان محليون إن المواطن عبدالباقي لديه خلافات مع أشخاص في المنطقة لديهم علاقات واسعة مع قيادات عسكرية وأمنية وإرهابية متشددة ومتطرفة، وإن السبب الحقيقي لقيام العصابة المسلحة بالاعتداء على المواطن عبدالباقي محمد أحمد إبراهيم في مديرية المسراخ بمحافظة تعز أنه قام قبل سنوات بإلقاء القبض على شخص يدعى معتصم عبدالباقي السبئي أثناء سرقته لمزارع القات وعدد من البيوت في المنطقة.
وأضافوا أن المدعو معتصم السبئي عاد حالياً للانتقام وقام بحشد مجاميع مسلحة تابعة لألوية الشرعية العسكرية وتم الاعتداء على المواطن عبدالباقي محمد أحمد إبراهيم وتعذيبه بطريقة وحشية في عزلة ذي البرح بمديرية المسراخ كما أظهرت ذلك مقاطع فيديو بثها ناشطون على منصات التواصل الاجتماعي والمواقع الإلكترونية.
ولفتوا إلى أن المعتدى عليه "عبدالباقي محمد أحمد" يسكن في نفس المنطقة منذ سنوات ولم يغادر إلى مناطق سيطرة حكومة صنعاء ولا علاقة له بأي طرف من أطراف الصراع.
تحويل المدارس إلى ثكنات عسكرية
يروي سكان محليون عن قيام فصيل مسلح تابع لقيادات عسكرية وأمنية إخوانية بمدينة تعز اليمنية بالسيطرة على مدرسة حكومية بمديرية جبل حبشي وتحويلها إلى موقع عسكري بعد تأهيلها بأكثر من 30 مليون ريال، واستخدامها كمعتقل للمواطنين العزل من السلاح لممارسة عمليات التعذيب والقتل خارج القانون.
وأكدوا بأن قوات الحشد الشعبي التابعة للقيادي في حزب الإصلاح الشيخ حمود سعيد المخلافي ،اعتمدت على تحويل مدرسة خالد بن الوليد في منطقة العفيرة بمديرية جبل حبشي إلى مقر عسكري.
وطالب الأهالي من قوات الحشد بالخروج من المدرسة ليتسنى للطلبة الدراسة فيها، إلا أنها رفضت وأصرت على البقاء والتمركز في المدرسة.
عصابات تقوم بهدم المدارس
تقول تقية الصلاحي إن عصابة قامت بالبسط على مدرسة خاصة في مدينة تعز واقتحام المدرسة على متن شيول أثناء تواجد الطلبة والمعلمين في ساعات الصباح الباكر.
وأضافت الصلاحي أن عددًا من المسلحين قاموا باقتحام مدرسة الإبداع الأهلية وهدمها أثناء تواجد الطلبة والمعلمين والمعلمات في الطابور الصباحي.
وأشارت إلى أن المسلحين أخرجوا الطلبة والمعلمات من ساحة المدرسة بعد ترويعهم بالسلاح ومن ثم بدأ الشيول بهدم الفصول الدراسية دون معرفة الأسباب.
وروت مديرة المدرسة تقية الصلاحي قصتها في منشور على صفحة وفاء الصلاحي في موقع فيسبوك، إنها قدمت بلاغاً عاجلاً لشرطة النجدة والسلطات الأمنية والعسكرية بالمحافظة، إلا أنها لم تحرك ساكناً.
وأكدت الصلاحي بأن عملية الاقتحام جاءت بإيعاز من أحد المتنفذين في مدينة تعز وبتواطؤ ودعم من قبل الأجهزة الأمنية فيها.
وأشارت وفاء الصلاحي بأن عملية الهدم والبسط لم تأتِ بحكم قضائي وإجراءات قانونية، وإنما بطريقة "البلطجة والفوضى" على حد تعبيرها.
وأكدت بقولها: "بشارة لأصحاب تعز إذا أنت تشتي تستولي على أرض أو بيت ومعك أوراق - أي أوراق - فلا داعي تشارع وتروح محاكم وتنتظر حكم محكمة.. ما عليك إلا أن تذهب لبعض وكلاء النيابة وادفع 100 ألف ريال فقط وسيخرج معك طقم وتستطيع تكسير أي بوابة ولو تريد طقمين ادفع 200 الف ريال وهكذا.. ولو ما معك عادي هي فوضى ولو عادك ما تريض آخرة ولا لله عندك مكان ولا خوف احمل مسدسك و رح اقتل الناس".
بيان إدانة
أصدر مركز عين الإنسانية بيانًا دان فيه واستنكر ما تعرض له المواطن "عبدالباقي محمد أحمد إبراهيم" في مديرية المسراخ بمحافظة تعز.
وقال مركز عين الإنسانية للحقوق والتنمية إنه يدين قيام عناصر مسلحة بالاعتداء على المواطن عبدالباقي محمد أحمد الجعشني من أبناء قرية ذي البرح في مديرية المسراخ بمحافظة تعز.
وأضاف أن هذه الجريمة كشفت الوجه الحقيقي لهذه العناصر الإجرامية التي لا تقبل التعايش مع الآخرين.
ووجه المركز دعوة إلى الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي والمنظمات الحقوقية المعنية بحقوق الإنسان لتحمل مسؤولياتهم في حماية المدنيين من هذه الجرائم.
إلى ذلك دانت منظمة إنسان للحقوق والحريات الحادثة المروعة التي تعرض له المواطن عبدالباقي الجعشني من اعتداء وحشي بالضرب والسب والإهانة اللفظية القاسية من قبل مجموعة مسلحة في مديرية المسراخ.
وذكرت المنظمة إنها تدين وتستنكر بشدة هذا العمل الإجرامي والمتنافي مع المبادئ الأخلاقية والإنسانية وتطالب السلطات الأمنية بالقبض على الجناة وتقديمهم للمحاكمة لينالوا جراءهم العادل.