آخر تحديث :الاحد 05 مايو 2024 - الساعة:21:49:49
20 يونيو ..الانتفاضة المجيدة
سامح فؤاد

الاحد 00 مايو 0000 - الساعة:00:00:00

هو تاريخ مجيد سطرته سواعد الثوار الابطال والمقاومين الاحرار، وهو صفحة رائعة في تاريخ النضال الوطني والكفاح المسلح ضد المحتل البريطاني، هو ايضا ذكرى وطنية عظيمة، الا انه وبرغم اهميتها فان كثيرا من الاجيال المعاصرة لا تعرف ولا تدرك اثر هذه الانتفاضة ودورها في الدفع بعجلة الكفاح الثوري قبل الاستقلال.

تأتي عظمة هذا الحدث كونه حصل بعد نكسة يونيو/حزيران 1967 والتي استطاع خلالها الكيان الصهيوني هزيمة الجيوش العربية، واحتلال القدس والضفة وسيناء والجولان، حيث اصيبت الشعوب العربية وقتها ومن بينها شعب الجنوب العربي بخيبة امل وانتكاسة شديدة، وفي المقابل نشأ لدى الانجليز بعد تلك النكسة اعتقاد بامكانية القضاء على الحركة الوطنية واعادة ترتيب الاوضاع في عدن والمحميات بالاتفاق مع العناصر الموالية لهم وبما يتناسب مع مصالح الاحتلال. فجاءت هذه الانتفاضة لتبدد تصورات بريطانيا وعملاءها وامالهم في اخماد الثورة.

بدأت الانتفاضة في منطقة خورمكسر بتمرد قوات من الامن والجيش الاتحادي وقيام افرادها بتمزيق اعلام بريطانيا والاتحاد، واعقبها اطلاق نار ضد القوات البريطانية مما ادى لمقتل عدد من جنودها، بعدها انتقلت الاحداث الى مدينة كريتر ذات الاهمية الاستراتيجية للمستعمر فتمكن الثوار من رجال الجبهة القومية والعسكريين والمدنيين من طرد الجنود الانجليز واحتفظوا بالمدينة محررة لمدة 18 يوما.

لقد كانت انتفاضة 20 يونيو 1967م بداية الهزيمة الحقيقية للمحتل البريطاني وعلامة واضحة على نهاية النظام الاستعماري الذي انشاؤه في المنطقة، كما كانت بالفعل ضربة قاضية وهامة وجهتها الثورة للمستعمرين واعوانهم لانها قلبت كل تصوراتهم وافشلت جميع مخططاتهم.

بعد هذه الانتفاضة استطاع الثوار الانتقال بالنضال الثوري الى مرحلة جديدة ومصيرية في تاريخ الجنوب ، حيث توالى بعدها سقوط المناطق الواحدة تلو الاخرى امام زحف المقاومة، اضافة الى تكثيف العمل الفدائي الشعبي في سائر ارجاء البلاد، ثم انحياز الجيش العربي في الجنوب للثورة وهو ما ادى في نهاية المطاف الى انهيار الوجود البريطاني في المنطقة واضطرار الانجليز الى الاعتراف بالحقوق الوطنية للشعب الجنوبي والجلاء عن عدن في 30 نوفمبر 1967م.

عندما نتذكر هذه المناسبة المجيدة لا يمكننا ان ننسى او نغفل الدور العظيم الذي لعبه سكان عدن وخاصة اهالي كريتر في صنع ذلك الحدث الوطني وكذا ومواقفهم النضالية الباسلة التي ساهمت في تحقيق هذا النصر الثوري، فلولا صبرهم وصمودهم ومساندتهم المادية والمعنوية للمقاومين طوال فترة الانتفاضة وما بعدها وتوفيرهم للحماية والمأوى لكثير منهم لما استطاعت المقاومة تحقيق هذا الانجاز العسكري الكبير في منطقة هامة ورئيسية كانت تمثل مركز وثقل النفود الاقتصادي والسياسي والعسكري للاحتلال.

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
صحيفة الأمناء PDF
تطبيقنا على الموبايل