آخر تحديث :الثلاثاء 07 مايو 2024 - الساعة:01:19:13
عيب يا توكل
علي ناصر البخيتي

الثلاثاء 00 مايو 0000 - الساعة:00:00:00

ما أبشع أن تتحول معاناة وآلام ومصائب المواطنين إلى مادة سياسية قذرة في سوق نخاسة بعض الناشطين والناشطات الحقوقيين, وما أكذب بعض المواقع والصحف التي تعتمد على قاعدة "نسخ لصق" في تناقل الأخبار, وما أصغر من يعرف أنه ارتكب خطأ أو وجه اتهاماً باطلاً إلى شخص ثم لا يعتذر له علناً - بعد معرفته بالحقيقة - على نفس الوسيلة التي روج فيها لكذبته.

الكذب أصبح سنة مؤكدة عند بعض المواقع الإصلاحية المشفرة أو الناشطين المشفرين وغير المشفرين, نشروا الكثير من الأخبار حول مقتل حسن جعفر أمان، وخالد الخطيب, أثناء مرورهما بجانب موكب عرس لأسرة العواضي, وعلى الفور تناقل أصحاب قاعدة "الكذب سنة مؤكدة" الخبر وألصقوه بزميلنا في الحوار ياسر العواضي, ونبشوا كل تاريخه السياسي ومرروا الكثير من الأكاذيب مستغلين التعاطف الشعبي مع الضحايا, وفجأة انقلب السحر على الساحر وظهر أن الموكب يتبع عُرس ابنة ابن أخي زميلنا في الحوار أيضاً علي عبدربه العواضي العضو السابق – حسب كلامه لي - في الهيئة العليا للتجمع اليمني للإصلاح ونسيب حامي حمى الثورة علي محسن الأحمر "الذي لديه شفرات هذه المواقع والناشطين".

جفت أقلامهم ورفعت صحفهم عندما ظهرت الحقيقة, بل وأصبحت الجريمة التي ارتكبها ياسر العواضي خطأ غير مقصود, عندما ظهر أن الموكب لأحد القريبين منهم, وبعد أن كانت الواقعة جريمة عمدية أصبحت حادثاُ عرضياً, وبعد أن كان ياسر هو المسؤول المباشر والفرعون الجديد, ظهرت الآيات الكريمة "وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى" و"كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ", فتبريراتهم جاهزة, يحفظون الآيات والأحاديث ويعرفون كيف يوظفونها.

تعازينا لأسرة أمان والخطيب, وتضامننا معهم, ونطلب من الأجهزة المختصة سرعة ضبط الجناة, وتقديمهم للمحاكمة, كما نتمنى على المواقع الإخبارية والناشطين - خصوصاً المشفرين منهم - تحري الدقة والموضوعية وعدم استغلال مآسي وآلام ومعاناة المواطنين وحشرها في الصراعات السياسية بالكذب والتدليس وقتل الحقيقة, لأن تلك جريمة بشعة قد توازي جريمة القاتل الأصلي, فالتجاذب السياسي للحادث حرف نظر الرأي العام عن بشاعة الجريمة وقسم المجتمع بين مؤتمر وإصلاح بدلاً من أن يقف الجميع صفاً واحداً مع أهالي الضحايا.

وعلى كل حال وللإنصاف وبحسب معرفتي بالوالد علي عبد ربه العواضي, فانه لا يمكن أن يكون راضياً عما حصل ولا ذنب له فيه, وعليه فقط أن يساهم في تسليم الجناة وأن لا يمكنهم من الاحتماء به, وهنا تنتهي مسؤوليته.

كنت أتمنى بدلاُ من استغلال الحادث في الصراع السياسي أن يُجير الغضب الجماهيري تجاه الحادث الأليم ليصبح وسيلة ضغط على الحكومة للحد من ظاهرة حمل السلاح حتى المرخص منه, وليتم سحب ترخيص أي شيخ أو مسؤول يسيء مرافقوه استخدام تلك الرخصة التي تهدف لحمايتهم لا إلى قتل الآخرين.

وفي الختام لا بد من همسة في أذن توكل كرمان: من العيب أن تنسبي الحادث إلى شخص, ثم عندما تكتشفين الحقيقة تقومين بحذف المشاركة من صفحتك على الفيس بوك دون أن تعتذري و تشيري إلى صاحب الموكب الأصلي, هل هذا هو الأسلوب الذي أوصلك إلى نوبل؟ هل هذه هي رؤيتك للموضوعية؟ هل أصبَحَت "توكل كرمان للكذب عنواناً" خصوصاً بعد ترويجك لكذبة "مايو" بخصوص الثمانين مليار التي يمتلكها أمين العاصمة عبد القادر هلال, والتي نافست أهم كذبَات "إبريل" عبر التاريخ.

عزيزتي توكل: لو قررت المؤسسة السويدية التي تمنح جائزة نوبل مراجعة ملفك – كما يتم مراجعة ملف قطر الخاص باستضافة المونديال - لوجدت الكثير من الأخطاء التي تبرر سحب الجائزة منك, فترويجك للعنف ودخولك في معارك طائفية وتغطيتك لبعض المجرمين بحجة ثوريتهم, وكذبك الخارق لقوانين الطبيعة, كلها أسباب كافية ليس لسحب الجائزة منك بل لمنحك جائزة أخرى مناقضة للأولى تماماً, وأترك تسميتها للقراء الكرام.

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص