آخر تحديث :الاحد 28 ابريل 2024 - الساعة:12:22:08
نسور الجو
عبدالقوي الأشول

الاحد 00 ابريل 0000 - الساعة:00:00:00

ما هذا الذي يحدث لكافة منتسبي سلاح الجو الجنوبي المؤهلين على أفضل المستويات, تلك الكوادر التي عرفت كأفضل مؤسسة عسكرية جنوبية من حيث مستويات الطيارين والمهندسين لا بل كان من المتوقع في عهد جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية انتداب أفضل هؤلاء الطيارين للعمل الريادي العربي في مجال الفضاء.

نسور جو الجنوب واجهوا ما واجهوا من إقصاء وامتهان وإذلال بعد حرب 1994م، ولم يتم الوقوف عند هذا الحد فمن بقي منهم ذهبوا في حوادث تحطم طائراتهم بصورة متوالية والمؤشرات تؤكد أن ما يحدث هو مسلسل معد سلفا للخلاص منهم تحت مسببات مختلفة وإلا ماذا يعني الحصد المستمر لأرواحهم دون غيرهم؟!

نقطة البداية كانت بعدد من خيرة الطيارين أذكر منهم الشهيد طيار زميلي في الدراسة محمود سلام وهذا عرف بقدراته الفذة ومهاراته القتالية العالية، ناهيك عن أنه كان من أكفأ المدربين وأمهرهم ثم توالت حوادث درامية متوالية أتت على عدد كبير من أترابه، امثال الطيار الرائع المحروق وزميله الطيار عبدالجليل مثنى ناجي والطيار الخواجة ليعقب هذا الخطف للأرواح نمط آخر من الاستهداف الواضح كما حدث مؤخرا مع الطيارين المدربين في قاعدة العند الجوية .

فلو نظرنا إلى الأمر من زاوية عقلانية ومنطقية لا يمكننا اعتبار ما يجري مرتبطا بالصدفة التي اختارت الجنوبيين منهم كما أن الغموض الغريب في كل ما حدث خلال السنوات الماضية يشير بوضوح إلى أمر التصفية المتعمدة لأهداف تدركها الجهات المنوط بها الأمر.

ورغم وضوح الرسائل من هذا العمل الجبان الغادر فإن حال الجنوبيين يوحي بقدرتهم على التشييع ليس إلا أما أن يتخلق موقف جدي ومسؤول خصوصا من القيادات الجنوبية التي هي جزء من السلطة فلا يمكنه أن يكون، لأن الجنوب وأبناءها ليست محط اهتماماتهم بعد أن أغرقوا في مستنقع الفساد العارم وعائدات الصمت المخزية والاكتفاء بالتعبير عن الأسى والحزن وبرقيات التعازي لذوي الشهداء هو كل شيء.

ما يعني أن الأمر سيطال من بقي من طياري الجنوب، هذا إذا بقي منهم أحد.. ولا ادري إن كان الإخوة الجنوبيون في قاعة حوار صنعاء قادرين على التعبير عن ما يجري.. ولو من باب إحساسهم ببشاعة الجرم المرتكب بحق الجنوب الذي يساومون عليه في عملية حوار تعيد شعبنا كما هو مرسوم لها إلى مربع المعاناة الأول ولا أدري هل بقي للجنوب شيء يمكنه البناء عليه بعد كل هذه البشاعات التي ترتكب بحقه..

ثم إن الاغتيالات للكوادر الجنوبية تحت سطوة التصفيات الجسدية منذ العام 1990م، حتى اللحظة ولا شيء تغير في مشهد الجنوب المستباحة.

والثابت أن لا حالة ثأرية لهؤلاء مع القاعدة فليست القاعدة هي التي أحالت عدد منهم إلى التقاعد القسري ومارست معهم نمط الإذلال والقهر, كما لم تكن للقاعدة صلة بمسلسل الاغتيالات التي حصدت الكثير منهم عبر حوادث عليها أكثر من علامة استفهام ولا القاعدة أيضا هي المتوجسة من مستوى تلك القدرات والمهارات فحالة الانتقاد بدت واضحة ولا تحتاج للتأويل كما أن الهدف من ذلك يمكن قراءته بكل بساطة من حسابات الطرف الآثم.

 

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص