آخر تحديث :السبت 27 ابريل 2024 - الساعة:23:26:50
الحزب الاشتراكي للإصلاح
عبدالناصر المملوح

السبت 00 ابريل 0000 - الساعة:00:00:00

رفاقنا في الله.. أعيروني مسامعكم: أخالسكم السمع: ما الذي يميزكم اليوم عن غيركم من القوى، عدا اللمز من هنا وهناك بأنكم قوم حديثي العهد بالإسلام السياسي، ماذا تركتم للإصلاح وأنتم تسابقونه التأكيد على الدولة الدينية بلباس مدني؟! ماذا تركتم يرحمكم الله للزنداني وصعتر والديلمي؟!.. وصولاً إلى فؤاد دحابة وأنتم تصيغون رؤيتكم لبناء الدولة، متمسكين بالمادة الثالثة من الدستور الحالي "الشريعية الإسلامية مصدر جميع التشريعات".. ألستم من خاض جدلاً واسعاً خلال الفترة الانتقالية الأولى 90-93م وقاد الإصلاح حينها مظاهرة وصفت بالمليونية- أقسم أنني شاركت فيها عندما أخرجونا من الصفوف الدراسية طلاباً صغاراً في معاهدهم العلمية- ضدكم وضد المؤتمر الشعبي العام بغرض إسقاط تلك المادة التي نصت على أن الشريعة الإسلامية المصدر الرئيس، لكنهم لم ينجحوا بذلك إلا عقب حرب 94م، حيث كان تكفيرهم لكم لا يزال طرياً وساري المفعول، وتم استبدال تلك المادة بالنص الحالي الذي سابقتم الجميع بمن فيهم السلفيون في التمسك به.

ليست هذه اللعنة من طراز جديد، هي نفسها تلك التي خبرتكم واعتدتم عليها بين فترة وأخرى كأزمة هوية ولدت مع حزبكم سفاحاً، وترعرعت في كنفه، يكبر وتكبر معه أضعافاً حتى قيل أنها الهوية التي سبقت عصرها محدثة فورات من الدم، تجلت في أبشع صورها يوم 13 يناير 86م.

في ذلك اليوم ومن داخل قاعة اللجنة المركزية أذّن مؤذن أنه أيها الرفاق: عليكم حلّت اللعنة.

وبعد 8 سنوات حلت ذات اللعنة بكامل قرونها.. وكان المؤذن لها علي سالم البيض حينما أعلن الانفصال مُسفهاً بذلك تاريخاً وحدوياً عُرف به الحزب قولاً وعملاً، وحتى أن شعار "تحقيق الوحدة اليمنية" كان ركناً أساسياً من أركان الفعالية.. أي فعالية تقام في الشطر الجنوبي من الوطن قبل الوحدة.

وهكذا.. في 2001م حلَّت اللّعنة وطلّت بتحالفكم مع الإصلاح، الذي دشنتموه بروح ودماء الشهيد جار الله عمر التي أريقت في قاعة مؤتمر الإصلاح على يد طالب من جامعة الزنداني.

واليوم، ها هي اللعنة القديمة القادمة من أعماق التاريخ السيئ لحزبكم تتجدد، عرّابها والمؤذن لها هذه المرة الدكتور ياسين سعيد نعمان، وقد اشتعل رأسه شيباً والسبحة لا تفارق يداه، مستغفراً الله والإصلاح من كل معصية، أما قرابينها فقد سالت الكثير من الدماء ولا تزال من أنصار الحراك وقواعد الحزب الميت في الجنوب على يد مليشيات سبقه الدكتور في تبنّي رؤيتها لبناء الدولة المدنية بضوابط دينية ؛الحاكمية فيها لله سبحانه على أن لا يكون للشعب الحق في اختيار من يمثل الله وينوب عنه في الحكم.

يا بقايا الرفاق.. لماذا كل هذا الإصرار على إدانة تاريخكم وخذلان أنصاركم...

 أوليس إقراركم بهذه المادة وتمسككم بها قبل غيركم يحمل إدانة صريحة فصيحة لتاريخكم وانتصاراً لحزب الإصلاح.. أنتم إذاً من عليه الاعتذار ،ولكن بعد إعادة صياغة النقاط العشرين وبما يتواكب مع مقتضيات الاعتراف بالخطأ واستحقاقكم عن جدارة لكل ما تحمله (اللعنة) من معاني خبيثة.

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص