آخر تحديث :السبت 19 اكتوبر 2024 - الساعة:19:09:03
رقصة البرع في عدن
عبدالقوي الأشول

السبت 00 اكتوبر 0000 - الساعة:00:00:00

تلتقي أطراف ثلاثة هي المكون الأساسي لنظام صنعاء الذي لم تنل ثورة التغيير من جوهر مكوناته أو تقترب منها أو مصالحها التي تكونت من نهب الثروات على مدى عقود مضت كافة الأطراف موجودة مصالحها تعمل وعائداتها مأمونة لا شيء تبدل سوى صورة الرئيس السابق التي استبقت اسمه بالزعيم عوضا عن الرئيس رغم أن الكثير ممن جبلوا على الحديث باسمه مقترنا بقولهم المعهود فخامته حفظه الله.. مازالوا ينطقون اسمه إذا ما جاء ذكر الرئيس.. بحالة الوجد لشخص ملهم أغنياء حزبه وقبيلته وكل من عمل معه ممن حصلوا معه على الضمانات الكافية التي تمنع مساءلتهم أو النيل من ثرواتهم.

إذن الأطراف التي انقسمت بصورة تمثيلية بارعة منحتها تلك الحنكة عقودا من البقاء في السلطة ومعرفة دقائق وخصائص المجتمع وكيفية المحافظة على كرسي وجودها الأزلي في السلطة رغم أن البعض ذهب بتفاؤله إلى ما هو أبعد من ذلك دون قراءة ذكية للواقع ربما لتمني النفس بإمكانية التغيير في مجاهيل اليمن وحكمها العتيد العتيق العصي على الفهم والتغيير.

انقسام الأطراف التي مكونها الرئيس صالح الزعيم الحالي والجنرال علي محسن الأحمر وقائد لواء حاشد حميد الأحمر لم يكن إلا انحناء ذكيا للعاصفة والتغيير .

واقع ربما ظن معه الرئيس الحالي هادي وبحسن ظن من إمكانية زحزحة الأمور في صقل الأسلاك الشائكة وصولا إلى تنفيذ المبادرة الخليجية وبدعم إقليمي دولي إلا أن الرجل سريعا ما أيقن حين جس النبض عبر الشيخ المبعوث الأممي جمال بن عمر أن المجلس الأممي يتعاطى مع الأمر من زاوية أخرى لا تدعم نهجه بالمطلق وما عليه إلا المضي باتجاه الحوار واحتواء الثورة الجنوبية وخلق ممثلين للجنوب من أولاده العاقين بل شديدي العقوق, المهم لديه أن هويتهم جنوبية رغم أنهم في الأصل ملكيون أكثر من الملك.. بهؤلاء سيحاور على دحض الثورة الجنوبية وحين اقترب موعد الحوار كان لابد من خلق الخلط في الجنوب لأهداف عدة فطرف الزعيم لديه رؤيته من بعث الفوضى وطرف الجنرال لديه أيضا أجندته، وهكذا بالنسبة لقائد لواء حاشد حميد الطامح.. إنها رقصة البرع في عدن.

فكرة قتل الجنوبيين تبدد خيار الأطراف الثلاثة, أما الرئيس هادي فعليه أن يقف محايدا إن لم يكن مؤيدا.

من هنا يبدو الاتجاه جنوبا وخندقة المدن والتركيز على عدن عاصمة الجنوب هو النسق الذي تعمل به كافة الأطراف عبر وكلاء مخلصين من أصول جنوبية.. أبرزهم الإصلاحيون وإن كان هؤلاء ليس لديهم قاعدة شعبية فإن مال حميد المستمد من حقول نفط الجنوب وثرواته يمكنه أن يخلق واقعا يتوافق وأهدافهم ..ناهيك عن الأموال الأخرى التي هي تحت خدمة كافة الأطراف التي تقتل وتقمع في عدن وحضرموت وكافة مدن الجنوب بضراوة شديدة, إنها احتفالية الدم في عدن ..

إذن الفكرة التي يعمل عليها هؤلاء خلخلة النسيج الاجتماعي في عدن والتركيز على بعض الشرائح الاجتماعية وإن كانت حتى اللحظة لم تطاوعهم بحكم ثقافتها التي تنبذ العنف والتكفير وشراء الذمم إلا أن اتجاهات وخيارات كثيرة لدى أطراف الفيد ووحدة الضم منها المال والوظيفة ومحاولات العزف على بعض مخاوف هؤلاء التي لا مبرر لها سوى أنها تكونت إثر عملية الدعاية المستمرة التي ترسم مخاوف عدة عند هؤلاء من نجاح الثورة الجنوبية، عموما هذه الشريحة وطنية في مواقفها قدم الكثير منهم أبناءهم شهداء في نطاق الثورة السلمية الجنوبية.

إخواننا بل أهلنا المنحدرون من أصول شمالية حتى اللحظة صامدون ثابتون في مواقفهم لم ينجروا وراء القوى الظلامية لأن لا صلة لتاريخهم بهذا الفكر الدخيل.

ومع ذلك لابد أن تعكس الثورة الجنوبية في خطابها السياسي وبرامجها ما يبعث رسائل تطمئن هؤلاء نابعة من صدق القول والشعور بأنهم أهلنا، كما أن على هذه الشريحة ألا تكون حساسة أكثر مما يجب خصوصا من بعض القول الذي مصدره العامة أو بعضهم نظرا للمفاهيم الخاصة والتعبئة التي تدق أسفيناً.

الجنوب ملك لكافة أبنائه وشرائحه دون ريب من ذلك وعصابات الفيد التي تعزف على أوتار كثيرة معروفة بحقدها على شعبنا في الشمال والجنوب وهي وراء معاناته كما أن الثورة السلمية الجنوبية لا تستهدف بأي حال البسطاء والمعوزين من أبناء شعبنا.

قضيتنا مع من نهبوا ودمروا ومع من يمارسون قتل الأبرياء حفاظا على مصالحهم وعلى وحدة هم أول من اعتدى عليها ودمر مقوماتها.

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
صحيفة الأمناء PDF
تطبيقنا على الموبايل