آخر تحديث :الثلاثاء 07 مايو 2024 - الساعة:01:19:13
الجنوب.. صحاري النفط ومدن الظلام
عبدالقوي الأشول

الثلاثاء 00 مايو 0000 - الساعة:00:00:00

مفارقة عجيبة أن تواجه عاصمة الجنوب وللعام الثاني انقطاعات كبيرة في الكهرباء, أقل ما وصفت به إذا ما جاء الصيف والحال على هذا النحو, أنها كارثية نظرا لخروج المولدات التي تغذي المدينة عن الخدمة وغياب أي تحديث للشبكة خلال سنوات مضت لا بل أن الجهات المعنية لا تبدو جادة في حل المشكلة وفق معطيات عدة.

أليس من العبث والاستهتار اأن تكون الجنوب هي مصدر النفط الذي تم تقسيم "بلوكاته"، بين المشايخ والمتنفذين من الشمال في حين أن عاصمة الجنوب تعيش حالة الظلام صيفا في كافة مدنه في الوقت الذي تقوم قاطرات المتنفذين في صنعاء بتقسيم أيام الأسبوع فيما بينهم لعمل القاطرات التي تحمل بترول الجنوب وتعود عوائده إلى جيوب هؤلاء.

فما يجري عن آبار النفط في صحاري شبوة وحضرموت مدهش بكل المعايير من استحكام تام من قبل مشايخ وجنرالات صنعاء الموجودين إما شركاء مع الشركات العاملة أو وكلاء أعمال مساعدة وذوي حصص في النفط المستخرج.

إنه النمط الوحدوي الذي يتم الدفاع عنه بضراوة مع الجنوب.

فأعمال النفط لا يوجد فيها أبناء الجنوب, حتى في المناطق التي يتم منها استخراجه أبناؤها يعيشون حياة البؤس والحاجة بل أن الكثير منها تعاني من تردي الخدمات بما فيها خدمات الكهرباء التي لا تعير جهات ضخ النفط اهتماما كونها تعتمد على مبان مجهزة تشكل عالمها الخاص المنفصل تماما عن المحيط الاجتماعي.. فالمهمة تقتضي لديهم الاهتمام بالنفط وطرق استخراجه بل نهبه على طريقة التقاسم. من هنا بدا نظام صنعاء العتيد رغم تخلفه واقترابه من الدولة الفاشلة محط اهتمام دول العالم بما فيها الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن، فتلك الدول التي حظيت بنصيب الأسد من نفط الجنوب وثرواته لا يمكنها التخلي عن "حاتم الصنعاني" ومكارمه التي فتحت لهم مغاليق صحاري شبوة وحضرموت وأسرارها التي لا حدود لها بما تمتلك من مخزون وراء كثبانها الرملية .

الوحدة أو الموت, الوحدة أو النفط.. هو شعار يتفق عليه الجميع وكلاء شركات ومشاريع وجنرالات فيد، والعالم بحضارته وقيمه الإنسانية لا يمكنه أن يكون حاضرا في المأساة الجنوبية ولا عادلا في التعاطي معنا والشعب الذي خرج بالملايين ينشد حريته لأن إغراءات نظام صنعاء أكبر من أن توصف في تعاطيهم مع الشركات العاملة التي تقوم بنهب ثرواتنا على نحو غير مسبوق.

وإن عاشت عدن صيفا قائظا يعد انعدام الخدمة الكهربائية وتوجيه حالة عقابية للسكان فلا نظن أن ضمير شركات النفط يصحو.. فإفريقيا بلد الالماس واليورانيوم والنفط والذهب، شعوبها بائسة يستجدون العالم الذي يعيش حالة اختلال في عدالته وموتا في الضمير البشري وتصحرا في القيم والأخلاق.

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص