آخر تحديث :الثلاثاء 15 اكتوبر 2024 - الساعة:19:50:17
ما بعد توقيع الميثاق الوطني الجنوبي
عادل المدوري

الثلاثاء 11 اكتوبر 2023 - الساعة:16:48:16

أكثر من 37 حزبًا ومكونًا سياسيًا ومجتمعيًا جنوبيًا وقعوا على الميثاق الوطني الجنوبي في العاصمة عدن وسط ارتياح شعبي كبير من حوف شرقاً إلى باب المندب غرباً، ومن بيحان شمالاً إلى حديبو جنوباً.

الأحداث متسارعة، ودعونا نعود قليلاً إلى الوراء كي نفهم ما يحدث، ونبدأ الأحداث بالتسلسل، والبداية من الهبة الحضرمية ومطالبها بإخراج المنطقة العسكرية الأولى، ثم تلتها الاحتجاجات الشعبية في عموم الوادي والصحراء توجت بمليونية الخلاص التي طالبت بحق الحضارم في السيادة على أرضهم، وكان المجلس الانتقالي حاضرًا في تفاصيل كل هذه الفعاليات.

ثم تحركات محافظ حضرموت بن ماضي وتصريحاته توجت الاحتجاجات الرسمية بتجميد اللواء البحسني مشاركته في مجلس القيادة الرئاسي حتى يحسم المجلس الرئاسي الترتيبات العسكرية والأمنية في وادي حضرموت كما نص في اتفاق الرياض، كذلك المجلس الانتقالي الجنوبي يعلن تضامنه مع اللواء البحسني ويؤكد وقوفه إلى جانب أبناء حضرموت المطالبين في إدارة شؤونهم بأنفسهم.

‏طبعاً التركيز على هذه المناطق بسبب التواجد الإخونجي الحوثي بالوادي وفي المهرة ومحاولة تصوير الوضع للخارج عبر شلة المساحات التويترية أن وادي حضرموت خارج السرب الجنوبي، وكان لا بد من إثبات بالوثائق والأدلة الدامغة أن هذه المزاعم غير موجودة وما هي إلا أصوات معدودة لا حضور لها على أرض الواقع.

جاء الحوار الوطني الجنوبي بغالبية المكونات السياسية الجنوبية باستثناء ثلاثة مكونات ليس لها مشروع سياسي، والمقاطعة كانت شخصية من أشخاص بينما 90% من الهياكل التنظيمية لتلك المكونات كانت حاضرة في الحوار الوطني الجنوبي بالعاصمة عدن وحضروا كممثلين عن تلك المكونات.

توج الحوار بميثاق وطني جنوبي، وبموازاة ذلك نرى هذه الأيام تحركات على الأرض ومساعي سعودية لتسليم مطار الريان الدولي بالمكلا ومنفذ الوديعة للسلطة المحلية بمحافظة حضرموت بحماية قوات جنوبية، وبحسب ما هو متداول فإن هذه القوات هي قوات النخبة الحضرمية وقوات درع الوطن لواء من أبناء حضرموت.

كما أن هناك تسريبات شبه مؤكدة بحسم موضوع إخراج ميليشيات الإخوان المتحوثة في المنطقة العسكرية الأولى في وادي حضرموت، وسيكون الخروج بشكل تدريجي وتستلم قوات النخبة الحضرمية زمام الأمور.

وهذا يؤكد لنا صحة مسودة الحل النهائي المسربة التي تتحدث أن الشمال إقليمان والجنوب (إقليم) دولة فيدرالية تحت سيطرة وتأمين القوات المسلحة الجنوبية.

بقي موضوع التحديات المحتملة وهي هل ستسلم ميليشيات الإخوان في المنطقة العسكرية الأولى وتذعن للأوامر العليا للسلطة الشرعية أم أن جزءًا منهم سيخلع البزة العسكرية ويلبس لباس القاعدة، والجزء الآخر يرفع الصرخة الحوثية وهذا محتمل ووارد جداً.

ومع ذلك نؤكد أن كل الخيارات مدروسة ومفتوحة، لأن رفض تنفيذ القرارات من قبل أي فصيل عسكري يعتبر تمردًا وسيواجه بالقوة الرادعة مثلما حصل في شبوة قبل أشهر، وليس بعد الميثاق الوطني الجنوبي إلا الحسم.

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص